جماعة الإخوان تسعى لتدشين تحالف سياسي جديد يعيدها إلى المشهد... ما التفاصيل؟

جماعة الإخوان تسعى لتدشين تحالف سياسي جديد يعيدها إلى المشهد... ما التفاصيل؟

جماعة الإخوان تسعى لتدشين تحالف سياسي جديد يعيدها إلى المشهد... ما التفاصيل؟


09/10/2023

ما تزال تداعيات تصريحات مسؤول المكتب السياسي لجماعة الإخوان حلمي الجزار حاضرة، في ضوء تحركات مكثفة من جانب جماعة الإخوان مؤخراً لاستغلال جملة الأحداث السياسية في الداخل المصري لاختراق المشهد من جديد والعودة إلى ساحة العمل السياسي بإجراء تفاهمات مع الدولة المصرية. 

ومؤخراً عقد المكتب السياسي لجماعة الإخوان اجتماعاً في مدينة إسطنبول التركية، ضم القائم بأعمال مرشد الإخوان، ممثل جبهة لندن، صلاح عبد الحق، ومسؤول المكتب حلمي الجزار، لمناقشة تداعيات اللقاء وتطورات التحرك الإخواني بصدد محاولات العودة إلى المشهد السياسي المصري، حسبما كشفت دراسة حديثة صادرة عن المركز العربي لدراسات التطرف. 

رأى قادة الإخوان المجتمعون أنّ المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي قد لا يتمكن من جمع التوكيلات اللازمة، ومن ثم فإنّ إظهار دعمها له يعني أنّ الجماعة ستبين أنّها عاجزة عن الحشد، وأنّ حجم تأثيرها في المشهد ضعيف للغاية

وفي تفاصيل الاجتماع ذكرت الدراسة أنّ حلمي الجزار طُلب منه خلال الاجتماع أن يُصفي أعماله في دولة أرض الصومال "صومالي لاند"، وأن يستقر في تركيا في الفترة المقبلة، وعدد من أعضاء مجلس الشورى العام للجماعة؛ منهم القيادي البارز محمد الفقي، والباحث المنتمي للجماعة عمار فايد. 

أيضاً ركز الاجتماع على تناول ردود الفعل التي وصلت إلى الجبهة على اللقاء الإعلامي لحلمي الجزار، بجانب مناقشة الاستعدادات المقررة للانتخابات الرئاسية المقبلة، ومن ستدعمه الجماعة أو تقف في صفه خلال الانتخابات المرتقبة في مصر.

قرارات جديدة بخصوص أحمد طنطاوي

الاجتماع ناقش أيضاً موقف الجماعة من دعم المرشح الرئاسي المحتمل بمصر أحمد طنطاوي، وتذكر الدراسة أنّ قيادات الجماعة وصفوا المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي بأنّه المرشح الوحيد الجاد في مقابل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحثت الجماعة عن إمكانية توجيه دعم غير مباشر له، دون أن يكون هناك إعلان صريح منها عن هذا الدعم، حتى لا يتم اتخاذه ذريعة للطعن في طنطاوي.

وعلى الجهة نفسها، رأى قادة الإخوان المجتمعون أنّ المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي قد لا يتمكن من جمع التوكيلات اللازمة، ومن ثم فإنّ إظهار دعمها له يعني أنّ الجماعة ستبين أنّها عاجزة عن الحشد، وأنّ حجم تأثيرها في المشهد ضعيف للغاية، كما أنّها ما زالت على خصومة مع النظام السياسي في مصر، ممّا سيعني أنّ ما طرحه "الجزار" في لقائه لم يكن جاداً، وإنّما مناورة سياسية.

رأى قادة الإخوان المجتمعون أنّ المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي قد لا يتمكن من جمع التوكيلات اللازمة

ووفق الدراسة، قررت جماعة الإخوان، جبهة لندن، إرجاء اتخاذ أيّ خطوات لدعم أحمد طنطاوي حتى تنتهي مرحلة جمع التوكيلات اللازمة للترشح، ونبهت على أعضائها في تركيا ألّا يقوموا بتحرير توكيلات له في السفارة المصرية، لكنّها قررت دعمه بصورة غير مباشرة عن طريق التنسيق مع معارضين آخرين من المتحالفين مع الإخوان، وتحديداً عن طريق ما يُعرف بـ "اتحاد القوى الوطنية".

تحركات داخل مصر 

بحسب المعلومات الواردة في الدراسة، تعمل الناشطة اليسارية شروق أمجد كمنسق لحملة جمع التوكيلات للمرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي، وبدأت التواصل مع عدد من غير المنتمين للجماعة لعمل توكيلات لدعمه، حتى يتمكن من استيفاء شروط الترشح واللحاق بالسباق الرئاسي. كذلك، قرر الإخوان إطلاق حملة دعائية عبر القنوات والمواقع الإلكترونية المملوكة لها والمقربة منها وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتأييد أحمد طنطاوي، على أن تنطلق الحملة من المرحلة الحالية (مرحلة جمع التوكيلات) وتستمر حتى إعلان النتيجة بعد انتهاء عملية التصويت والفرز.

مؤخراً عقد المكتب السياسي لجماعة الإخوان اجتماعاً في إسطنبول، ضم القائم بأعمال مرشد الإخوان، ممثل جبهة لندن، صلاح عبد الحق، ومسؤول المكتب حلمي الجزار، لمناقشة تداعيات اللقاء وتطورات التحرك الإخواني بصدد محاولات العودة إلى المشهد السياسي المصري

وعلى الرغم من الدعم الذي قرر المكتب السياسي للإخوان توجيهه، بصورة غير مباشرة، لأحمد طنطاوي، فإنّ قيادات الإخوان- جبهة لندن توقعوا ألّا ينجح المرشح الرئاسي المحتمل في جمع التوكيلات المطلوبة لخوض الانتخابات، وكذلك أقروا بأنّه لو نجح في جمع التوكيلات، فلن يتمكن من الفوز بالسباق الانتخابي؛ إذ إنّ جميع المؤشرات الحالية توحي أنّ الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي سيحسم الأمر ويفوز في الانتخابات الرئاسية.

وقرر المكتب السياسي للإخوان أن يُشارك في عملية الانتخابات المقررة في مصر، أواخر العام الجاري، وألّا يقوم بالمقاطعة كما حدث في الانتخابات السابقة عام 2018، وفي الانتخابات التي سبقتها عام 2014.

تحالف سياسي جديد لاختراق المشهد 

وفق الدراسة، استعرض اجتماع المكتب السياسي للإخوان ردود الأفعال التي وصلت إلى الجماعة حول طرح الرؤية السياسية الجديدة لها، وخصوصاً الرسائل التي وصلت إلى الجماعة، سواء بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء من قوى إقليمية ودولية، ومن تيارات سياسية مصرية، أبدت ارتياحها لتبدل الخطاب السياسي للجماعة.

ووعدت الأطراف التي تواصلت مع جماعة الإخوان بدراسة الموقف بشكل جدي، لكنّهم قرروا إرجاء أيّ نقاشات أو تواصل بهذا الشأن لما بعد الانتخابات الرئاسية في مصر.

وتقول الدراسة: إنّ جماعة الإخوان، جبهة لندن، تسعى لتحقيق أيّ اختراق أو كسب أيّ زخم عن طريق طرح مشروع سياسي جديد يقوم على أساس اعتزال فكرة المنافسة على السلطة السياسية، وهي الورقة نفسها التي لوح بها القائم بأعمال مرشد الإخوان الراحل إبراهيم منير، وجعلها ثمناً لإطلاق سراح سجناء الجماعة في مصر.

قررت جبهة لندن إرجاء اتخاذ أيّ خطوات لدعم أحمد طنطاوي حتى تنتهي مرحلة جمع التوكيلات اللازمة للترشح، ونبهت على أعضائها في تركيا، ألّا يقوموا بتحرير توكيلات له في السفارة المصرية، لكنّها قررت دعمه بصورة غير مباشرة عن طريق التنسيق مع معارضين آخرين من المتحالفين مع الإخوان

لكنّ مسؤول المكتب السياسي لجماعة الإخوان حلمي الجزار قرر، في لقائه الأخير، القفز على مطلب إطلاق سراح السجناء، واكتفى بالتلميح لـ "مراجعة ملف المعتقلين"، دون الإشارة إلى إطلاق سراحهم، ثم جاء اجتماع المكتب السياسي في أعقاب اللقاء ليبرهن على أنّ النهج البراغماتي للجماعة بقي على ما هو عليه، فمن ناحية تُغازل السلطة، ومن ناحية أخرى تذهب لدعم خصومها سرّاً لإحراز أيّ مكسب سياسي في وقت فقدت فيه الفاعلية إلى حد كبير.

وتوحي التطورات التي استعرضها المكتب السياسي للإخوان، في اجتماعه الأخير، وفق الدراسة، أنّ هناك فواعل وقوى دولية دخلت على الخط في ما يتعلق بالعلاقة مع جماعة الإخوان، وهذه الدول ليست من المعسكر التقليدي الداعم لها، بل من المعسكر الآخر الذي ربما ارتأى أن يتحالف مع الجماعة مؤقتاً لتحقيق أهداف سياسية تخدم مصالح الطرفين، وقد تكون خارطة التحالفات الجديدة مقدمة لإعادة تطبيع العلاقات بين الإخوان وأنظمة سياسية إقليمية وقفت موقف العداء للجماعة منذ وقت ليس بالقصير، وهو ما سيتضح بصورة أفضل في المستقبل.

مواضيع ذات صلة:

مراجعات الإخوان... هل تشفع لهم عند المصريين؟

كيف تسلّلت الإسلاموية إلى مصر؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية