حرب غزة ودعم إسرائيل.. هل تعود الإسلاموفوبيا واللاسامية لتصدر المشهد؟

حرب غزة ودعم إسرائيل.. هل تعود الإسلاموفوبيا واللاسامية لتصدر المشهد؟

حرب غزة ودعم إسرائيل.. هل تعود الإسلاموفوبيا واللاسامية لتصدر المشهد؟


25/10/2023

حالة من الانقسام الدولي بات يشهدها العالم؛ بسبب تداعيات الحرب في قطاع غزة، عقب العملية العسكرية التي أطلقتها حركة (حماس) تحت عنوان "طوفان الأقصى" يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) وغارات إسرائيل الانتقامية على قطاع غزة؛ بسبب الدعم الغربي الكبير للدولة العبرية، فيما تتخوف المجتمعات المسلمة في الدول الغربية والأوروبية من تعرضها للكراهية.

فبعد تصاعد النزاع في غزة شهدت أوروبا العديد من الهجمات الإرهابية سواء في بلجيكا أو فرنسا، وعززت عواصم أوروبية مثل؛ لندن وباريس وروما من إجراءاتها الأمنية،  وتصاعدت مشاعر الإسلاموفوبيا في بريطانيا والولايات المتحدة، وكراهية اليهود في أغلب الدول العربية، وذلك وفق تقارير صحفية.

بداية العداء بين العرب والغرب

مظاهر اندلاع العداء المتجدد بين العالمين العربي والغربي ترجمته أوّلاً مداخلة الناشط الأمريكي بن شابيرو مع برنامج المذيع البريطاني الشهير "بيرس مورغان"، عندما صرح قائلاً: إنّ التعاطف مع ما يحدث داخل غزة يجب اعتباره تعاطفاً مع الإرهاب؛ مبرراً ذلك بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

تلك النبرة التي أشبعت وسائل الإعلام الأمريكية أدانها العديد من مناصري القضية الفلسطينية، معتبرين أنّها تصعيد للخطاب المعادي للإسلام، الذي يعمل على تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بحملات التطهير العِرقي التي تجري حالياً في قطاع غزة.

وأعقب ذلك الهجوم الذي نفذه شرطي مصري على سائحَين إسرائيليين اثنين ومرشدهما المصري، بعد أن فتح النار بشكل عشوائي أثناء تواجد أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية في مدينة الإسكندرية شمال البلاد؛ ممّا دفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى دعوة المواطنين الإسرائيليين إلى مغادرة مصر في أسرع وقت ممكن؛ بسبب ما وصفه بـ"مخاوف من هجمات انتقامية"، كما حذّر المجلس الإسرائيليين من السفر إلى دول الشرق الأوسط عموماً.

 الناشط الأمريكي بن شابيرو

وأتت على إثر ذلك حادثة مقتل طفل فلسطيني طعناً على يد مسنّ أمريكي في ولاية إلينوي الأمريكية، فقد هاجم الأمريكي (تشوبا) الطفل ووالدته فقط لأنّهما مسلمان، وانهال عليهما بالطعنات وهو يردد: "أنتم المسلمون يجب أن تموتوا".

الجريمة وقعت ليل إطلاق حركة (حماس) ما سمّته بـ "طوفان الأقصى"، إذ اقتحم الأمريكي المنزل على السيدة حنان شاهين (32) عاماً محاولاً خنقها وهو يردد عبارات معادية للمسلمين، وبعد أن حاولت والدة وديع مقاومته طعنها أكثر من (12) طعنة، وعندما فشل في التخلص منها أفرغ غضبه في الطفل وديع (6) أعوام، موجهاً له أكثر من (26) طعنة.

إيطاليا تُحذّر

هذا، ونبهت إيطاليا من تداعيات الحرب في غزة على استقرار المنطقة، وكذلك الدفع نحو عداء جديد بين العالمين الغربي والإسلامي، وقد حذّر وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو من تحول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى عداء جديد بين الغرب والإسلام، داعياً إلى التفريق بين حركة (حماس) التي وصفها بـ "الإرهابية" والساعية لتدمير إسرائيل، وبين حقوق الشعب الفلسطيني.

وفي كلمة ألقاها الإثنين أمام كتيبة بلاده، ضمن قوة السلام المؤقتة الأممية (يونيفيل) بقاعدة شامة في جنوب لبنان، تحدث كروزيتّو عن جهود بلاده لإحلال السلام ومنع توسع النزاع ليشمل بقية دول الشرق الأوسط.

تصاعدت مشاعر الإسلاموفوبيا في بريطانيا والولايات المتحدة وكراهية اليهود في أغلب الدول العربية

وقال وفق ما نشرته وكالة (أكي) الإيطالية: "إيطاليا تتحرك بمدار (360) درجة، لكي يكون هناك تراجع في حدة تصعيد الصراع؛ لأنّه سيكون دراماتيكياً إذا ألهبت هذه الأحداث العالم الإسلامي، وأطلقت العنان لحرب جديدة بين الغرب والإسلام".

ويقصد وزير الدفاع الايطالي ربما بالعداء بين الإسلام والغرب تداعيات الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 2001 من قبل تنظيم (القاعدة)، أو ما وصف بأحداث 11 أيلول (سبتمبر)، فقد ازدادت مشاعر الكراهية بين العالمين الغربي والإسلامي.

ووقفت الدول الغربية، بما فيها إيطاليا، إلى جانب إسرائيل، وزارت ميلوني تل أبيب، والتقت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رغم أنّ موقف روما كان أقلّ حدة فيما يتعلق بالدعم العسكري للدولة العبرية.

في المقابل، أظهرت بعض الجماعات اليهودية الأمريكية، مثل جماعات "إن لم يكن الآن"، و"الصوت اليهودي من أجل السلام"، و"على الأرض، جنباً إلى جنب"، أظهرت دعمها الواضح للفلسطينيين، ووقّعت أكثر من (100) مجموعة يهودية على بيان يدين "الإسلاموفوبيا، ومكافحة الإرهاب".

زيادة جرائم معاداة السامية والإسلاموفوبيا في لندن

إلى ذلك، أكدت شرطة لندن يوم الجمعة الماضي أنّها سجلت زيادة بنسبة 1.35% في جرائم معاداة السامية هذا الشهر، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين ارتفعت تلك المرتبطة برهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) بنسبة 140% في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة (حماس) على إسرائيل.

وقالت الشرطة في العاصمة البريطانية: إنّه تم تسجيل (218) جريمة من جرائم معاداة السامية بين 1 و18 تشرين الأول (أكتوبر)، مقارنة مع (15) جريمة في الفترة نفسها من عام 2022، وارتفعت الجرائم بدوافع رهاب الإسلام إلى (101)، بعد أن كانت (42) جريمة في الفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت الشرطة في بيان: "من المؤسف أنّه، على الرغم من الوجود المتزايد لأفراد الشرطة، فقد شهدنا زيادة كبيرة في جرائم الكراهية في جميع أنحاء لندن".

وأضاف البيان: "هذا يشمل الإساءة الموجهة إلى الأفراد أو الجماعات شخصياً أو عبر الإنترنت، والأضرار الناجمة عن جرائم ذات دوافع عنصرية أو دينية وغيرها من الجرائم".

نبهت إيطاليا من تداعيات الحرب في غزة على استقرار المنطقة

واعتقل أفراد الشرطة (21) شخصاً بتهم ارتكاب جرائم كراهية، من بينهم رجل اعتُقل بتهمة تشويه ملصقات لإسرائيليين مفقودين، وآخر بسبب كتابات تنمّ عن رهاب الإسلام في محطات الحافلات.

"الإسلاموفوبيا"... ظاهرة قديمة جديدة

وعلى الرغم من أنّ ما يُعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وهي الخوف من الإسلام أو من المسلمين، تُعدّ ظاهرة قديمة بحسب الباحثين، إلّا أنّها تنامت بشكل كبير بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي تبنتها جماعات إرهابية.

ويقول الكثير من الباحثين: إنّ جذور الظاهرة تمتدّ إلى صراعات تاريخية قديمة، اكتسبت بُعداً جديداً بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، إثر استغلالها من طرف الكثير من المفكرين والساسة الأمريكيين من أجل الترويج لأفكارهم التي تعادي المسلمين.

نبهت إيطاليا من تداعيات الحرب في غزة على استقرار المنطقة، وكذلك الدفع نحو عداء جديد بين العالمين الغربي والإسلامي

وحاول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، من خلال خطابه الموجّه إلى العالم العربي والإسلامي من القاهرة، التخفيف من حدة ذلك التوتر، قائلاً: إنّه يريد بدأ صفحة جديدة في علاقة الولايات المتحدة مع العرب والمسلمين.

وبينما تستمر الجماعات الإرهابية في تكثيف نشاطاتها، وترك بصماتها الملطخة بدماء الأبرياء عبر العالم، فإنّ دولاً غربية كثيرة، في مقدمتها بريطانيا، ما تزال توفر اللجوء لكثير من القيادات الإرهابية.

كما أنّ القوانين البريطانية المتعقلة باللجوء ساهمت في إبقاء العديد من القيادات الإرهابية على أراضيها، رغم مساعي الحكومات البريطانية المتعاقبة لترحيل العديد من تلك القيادات.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية