خارطة منظمات الإخوان داخل تركيا... لماذا لا توقف أنقرة أنشطتها؟

خارطة منظمات الإخوان داخل تركيا... لماذا لا توقف أنقرة أنشطتها؟

خارطة منظمات الإخوان داخل تركيا... لماذا لا توقف أنقرة أنشطتها؟


10/08/2023

في آذار (مارس) عام 2022 أصدرت تركيا تعليمات صارمة لعناصر تنظيم الإخوان المقيمين على أراضيها بالتوقف عن مهاجمة الدولة المصرية، وأوقفت بث العديد من القنوات الإعلامية والمنصات التابعة للتنظيم، وغادر إعلاميو الإخوان إلى خارج البلاد، في إجراء فُهم كتعبير عن حسن النوايا لتحقيق تفاهمات مع القاهرة في ضوء المباحثات التي كانت تُجرى بين البلدين آنذاك، وأسفرت لاحقاً عن رفع التمثيل الدبلوماسي وعودة العلاقات السياسية وزيادة مستوى التعاون الاقتصادي.

السؤال الذي ظل مطروحاً على مدار الشهور الماضية، ولم تجب عنه تركيا، يتعلق بمصير المنظمات الكثيرة التابعة للإخوان على الأراضي التركية، والتي ما زالت تمارس أنشطتها بحرية تامة، بعضها يقدم برامج تأهيل (استخباراتية) وأخرى (بدنية أو عسكرية)، إن صحّ التعبير، لعناصر التنظيم المقيمين على الأراضي التركية.

وترسم معلومات حصلت عليها (حفريات) من عدة مصادر داخل مصر وتركيا خارطة للمنظمات الإخوانية التي تعمل داخل الأراضي التركية، وفق برنامج وضعه أحد المراكز البحثية المختصة التابعة للتنظيم الدولي، يستهدف وضع إطار فكري ومنهجي لآلية عمل التنظيم خلال الفترة المقبلة، وتأهيل العشرات وربما المئات من عناصره للعودة مجدداً إلى المشهد السياسي في مصر ومنطقة شمال أفريقيا والدول الأخرى التي سقط فيها الإخوان عن الحكم والسلطة خلال الأعوام الـ (10) الماضية. 

بحسب المعلومات تتصدر شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مقرها إسطنبول، مقدمة الكيانات الإخوانية النشطة للغاية داخل إسطنبول، وهي المسؤولة عن تأهيل الجيل الجديد من قيادات الإخوان، وتقديم برامج تدريبية، جزء منها عمل استخباراتي مغلف بالعمل الصحفي، يترأسها أبو بكر خلاف الذي زار إسرائيل عام 2019، وهو المسؤول التنظيمي عن صناعة وتأهيل الجيل الجديد من شباب الإخوان.

عمرو فاروق: جمعية الحكمة أسست شراكات منذ أعوام مع عدد من المؤسسات التركية

ويقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب عمرو فاروق لـ (حفريات): إنّ الشبكة تتصدر قائمة المنظمات الإخوانية الأكثر خطورة، لأنّها تعمل على خلق إطار فكري ومنهجي لآلية عمل التنظيم خلال الأعوام المقبلة، ويضيف فاروق أنّ "الشبكة تم افتتاحها في لندن كشركة غير ربحية، ثم افتتحت فرعاً لها في النمسا، ومنها إلى تركيا، وتتبع اتحاد الجمعيات الأهلية، إحدى الهيئات التابعة للتنظيم الدولي للإخوان.

تجنيد  اللاجئين

أمّا جمعية الحكمة التي ترأسها القيادي الإخواني عبد العزيز إبراهيم، ومقرها في إسطنبول، فهي ذراع الإخوان الأولى للتجنيد، وتركز آليّة عملها بشكل عام على جذب أبناء الجاليات المسلمة واللاجئين داخل تركيا، وتقدم لهم برامج اجتماعية وسياسية بغرض تأهيلهم للانتماء لتنظيم الإخوان، وتعمل داخل أوروبا تحت غطاء (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا).

شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مقرها إسطنبول، تتصدّر مقدمة الكيانات الإخوانية النشطة للغاية داخل إسطنبول، وهي المسؤولة عن تأهيل الجيل الجديد من قيادات الإخوان

ويقول عمرو فاروق: إنّ جمعية (الحكمة) قد أسست شراكات منذ أعوام مع عدد من المؤسسات التركية؛ منها الاتحاد العالمي للطلاب، واتحاد الجمعيات الأهلية بالعالم الإسلامي الخاضع لسيطرة حزب العدالة والتنمية التركي، وتعمل على إحياء فكر المؤسسين الأوائل لجماعة الإخوان، خاصة المشروع القطبي (نسبة إلى سيد قطب) مُنظّر العنف لدى الإخوان.

اتحاد المنظمات الإسلامية

يُعدّ واحداً من أهم المنظمات التابعة للإخوان، كونه المسؤول عن تمرير التمويلات من عناصر التنظيم داخل أوروبا وتركيا إلى عناصره في الشرق الأوسط، ويضم في عضويته نحو (360) منظمة، وينشط في خلق إطار فكري للإخوان داخل المجتمعات الأوروبية ونشر أفكار التنظيم وتجنيد الأعضاء الجدد.

وذكر تقرير لـ (موقع 24) في وقت سابق أنّ (اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية) يمثل حلقة الوصل بين المؤسسات الإخوانية لتمرير أموال الجماعة داخل منطقة الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي.

وبحسب التقرير، يرتبط (اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية) بعلاقات شراكة واسعة مع اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وغيرها من المؤسسات الدولية التابعة لجماعة الإخوان في الغرب.

يرتبط (اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية) بعلاقات شراكة واسعة مع اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا

كما يضم الاتحاد عدداً من المؤسسات المصرية، مثل مؤسسة (مصر 25) لرعاية طلاب العلم، واتحاد الجمعيات المصرية في تركيا، واللجنة الإسلامية للمرأة والطفل، و(بيت الحكمة) للاستثمارات والنزاعات، وجمعية (المواساة) للأعمال الخيرية، وجمعية (أيادي الخير).

اتحاد الجمعيات المصرية في تركيا

تأسس في عام 2018 تحت قيادة الإخواني مدحت الحداد، ويتولى مسؤولية توزيع الأموال على عدد من المؤسسات التابعة للتنظيم، وأيضاً إرسال مبالغ شهرية لعناصر التنظيم داخل مصر وخارجها.

اتحاد المنظمات الإسلامية يُعدّ واحداً من أهم المنظمات التابعة للإخوان، كونه المسؤول عن تمرير التمويلات من عناصر التنظيم داخل أوروبا وتركيا إلى عناصره في الشرق الأوسط

وأخيراً يذكر الباحث المصري عمرو فاروق مؤسسة (النسيج الاجتماعي) التي أسسها الداعية التركي نور الدين يلديز مفتي تركيا السابق، والتي تمتلك معسكرات تدريب واسعة يتلقى خلالها عناصر التنظيم تدريبات عسكرية، كما يتم تأهليهم وفق برامج فكرية ومنهجية لتقبل فكر التنظيم.

ما موقف أنقرة منها؟

بحسب دراسة حديثة لـ (المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات)، تناولت واقع التنظيم في تركيا وأهم قياداته وأبرز المنظمات التابعة له، تقول: إنّه "بالرغم من سعي تركيا الجاد نحو بناء تفاهمات مع القاهرة من شأنها توسيع العلاقات وتحقيق تعاون مشترك على مستوى الملفات الإقليمية والتعاون الاقتصادي، إلا أنّها في الوقت ذاته تتمسك بدعم جزئي للإخوان وبشكل غير معلن، والهدف هو الحفاظ على ورقة الإسلام السياسي".

وبحسب الدراسة، يقوم التعاون بين الإخوان والنظم السياسية بشكل عام على البراغماتية وتحقيق المصالح المشتركة، وهو ما يمكن فهمه في قراءة طبيعة العلاقات بين التنظيم وبين تركيا وبريطانيا، لذلك ليس من السهل أن تتخلى حكومتا الدولتين عن دعم الإخوان بشكل سريع.

وتشدد الدراسة في توصياتها على ضرورة أن يكون هناك تعاون ما بين بريطانيا وتركيا ومصر تحديداً، إلى جانب التعاون الإقليمي والدولي في موضوعات محاربة التطرف والإرهاب، وهنا الحديث عن عناصر وقيادات تنظيم الإخوان، وتنقلاتهم ما بين تركيا وبريطانيا ودول أوروبا وكذلك حركة أموالهم.

مواضيع ذات صلة:

الإخوان وتركيا: من الإعجاب بالنموذج إلى التذيُّل السياسي

ماذا ينتظر الإخوان في تركيا؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية