دراسة في مكانة وأدوار المرأة في الإعلام الجهادي المكتوب -الشامخة نموذجاً-

دراسة في مكانة وأدوار المرأة في الإعلام الجهادي المكتوب -الشامخة نموذجاً-

دراسة في مكانة وأدوار المرأة في الإعلام الجهادي المكتوب -الشامخة نموذجاً-


24/04/2023

نزيهة محي الدين

تزايد عدد التنظيمات الجهادية حول العالم بشكلٍ مهول، حيث تجاوز عددها ثلاثين منظمة كبرى رسمية، وليست حركات صغيرة مناصرة (الدفراوي، 1918). والتي اعتمدت منذ التسعينيات من القرن الماضي بشكلٍ واسع على الإعلام والتكنولوجيا الحديثة من أجل نشر الأفكار والتعبئة، حيث استطاعت استغلالها من أجل صنع ونشر محتوياتٍ لا رقابة عليها، مقارنة بالمحتويات الإخبارية الكلاسيكية التقليدية.

وبالفعل، فقد انتبهت التنظيمات الجهادية مبكرًا إلى أهمية توظيف الإعلام بأشكالها المختلفة في نشر أفكارها، وتنظيم حركاتها الإعلامية والعسكرية، فنجد مثلًا أحد القادة البارزين في التنظيمات الجهادية أبو مصعب الزرقاوي يشيد بالتأثيرات الهامة للفيديوهات المنقولة على الإنترنت، والتي تحتوي على مواضيع ترتبط بعملياتهم العسكرية من مشاهد القتل، والحرق، والتدمير. فمن الواضح أن التنظيمات الجهادية استطاعت استغلال الإعلام الرقمي وغير الرقمي بشكلٍ واسع في السنوات الأخيرة، حيث تم ضبط سنة 2014 أكثر من 46,000 حساب تويتر مرتبط بالدولة الإسلامية، وذلك بفضل التحاق المجموعات الشبابية الجهادية التي تتقن استعمال التقنيات الحديثة (كاميرا رقمية، هواتف ذكية، قنوات التواصل الاجتماعي، رسائل مشفرة …).

من المعلوم اليوم، أن الإعلام الجهادي يقوم على هندسة مركبة، داخلية وخارجية. فالاستراتيجية الإعلامية الداخلية، تتوجه بالأساس إلى أعضاء التنظيمات (النبأ، الشامخة، …) وهي منابر الغرض منها الحفاظ على التواصل الداخلي داخل التنظيم (إخبارات، تكوينات …). أما الاستراتيجيات الخارجية، فتهم كل العناصر التي يمكن إلحاقها بالتنظيم، بالإضافة إلى الصورة الإعلامية للتنظيم والتي تقوم في أساسها على فكرة القوة والتخويف.

اهتمت هذه الدراسة بوصف وتحليل مكانة المرأة ودورها من خلال متون التنظيمات الجهادية “مجلة الشامخة” تحديدًا خـلال الفتـرة مـن 2010-2011، في محاولةٍ لفهم الخطاب الموجه للنساء الجهاديات أو خطاب الجهاديات للجهادية، رغم قلة هذا النوع من المواد الإعلامية داخل التنظيم.

وبالتالي تحديد مكانة ودور المرأة في التنظيم الجهادي من خلال مقاربة نفسية اجتماعية، اعتمدنا فيها أداة تحليل مضمون مجلة “الشامخة”، باعتبارها مكون مهم في متون الثقافة الجهادية للفترة المدروسة. وقد خلصت الدراسة إلى أن دور المرأة في التنظيم ينسجم تمامًا مع الأيديولوجية المؤسسة للتنظيم، بمعنى أن يكون مجالها داخليًا (رعاية الزوجة، وتربية الأبناء)، أما في مجالها الحركي فيتحدد في دعم التنظيم من خلال إنجاز وتوزيع أشرطة الدعاية وتجنيد المجاهدات (الزواج من مجاهد). إلا أنه وبسبب توقف الأعداد عن الصدور جعلنا نكتفي بدراسة المادة وتحليلها على ضوء فترة الإصدار، وعلاقتها بالمادة موضوع الدراسة.

عن "عين على التطرف"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية