رصد حالات انتحار... هل تسللت أفكار "جماعة القربان" من العراق إلى لبنان؟

بعد أن ظهرت في العراق (جماعة القربان) التي تدعو للانتحار تقرباً لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، رُصدت في الأيام القليلة الماضية ظاهرة غريبة في لبنان تتعلق بحادثة انتحار في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

فقد أقدم شاب في 29 حزيران (يونيو) المنقضي على رمي نفسه عارياً من منزله الواقع في الطبقة الثالثة، لتتبعه بعد أقل من (24) ساعة زوجته فاطمة التي أصيبت بكسور ورضوض من دون أن تفارق الحياة.

وفور وقوع الحادثة، لم يربط البعض بين حادثة الانتحار وارتباط الوالد والوالدة بما يُسمّى (جماعة القربان) التي وقعت قرعتها على علي وعائلته، ليقدموا أنفسهم قرباناً للأمير، بل جرى الحديث عن معاناة من مشكلة نفسية.

تعرّف المنتحر على رجل دين يسكن في بريطانيا، زرع برأسه أفكاراً غريبة، منها "الاغتسال بالبول" للتطهّر

لكنّ صحيفة (نداء الوطن) ذكرت أنّ الأهل أصيبوا في وقت لاحق بصدمة، ولم يصدّقوا أن يكون الزوجان قد تسرّبت إليهما هذه الأفكار القاتلة لـ (جماعة القربان). ونقلت الصحيفة أنّ والده صُعق حين عرف أنّ ابنه ينتمي إلى هذه الجماعة من خلال محادثة على هاتفه الخلوي.

كما كشفت مصادر لموقع (المدن) أنّ من بين المعطيات التي كُشفت بإفادات الجيران والأقارب، قد تعرّف المنتحر على رجل دين يسكن في بريطانيا، زرع في رأسه أفكاراً غريبة، منها "الاغتسال بالبول" للتطهّر. 

مشيرة إلى أنّ هذه الحادثة فتحت الأعين على الجماعة الدينية المتطرفة، وهي تطرح أفكاراً وطقوساً غريبة، منها الانتحار، أو "التضحية بالنفس" كما يسمونه في المناسبات الدينية.

حسب هذه الجماعة التي تقوم على أساس القربان في المناسبات الدينية، فإنّ الروح بحاجة إلى التحرر والتطهّر، وتحرير الروح يكون بخروجها من الجسد

هذا، وتشير صحف لبنانية إلى أنّ معدّل الجريمة قد ارتفع في الآونة الأخيرة، وأنّ أكثر من (5) حوادث قتل وانتحار شهدها جنوب لبنان خلال عطلة عيد الأضحى.

وحسب هذه الجماعة، التي تقوم على أساس القربان في المناسبات الدينية، بموجب قرعة تجريها، ومن يقع عليه الاختيار يكون الأفضل حظاً من بين نظرائه، فإنّ الروح بحاجة إلى التحرر والتطهّر، وتحرير الروح يكون بخروجها من الجسد، ومغادرة الدنيا التي يعتبرونها مكاناً للهو والفناء والنفاق. والتضحية تكون بمناسبة دينية، و"كما وُلد الإنسان"، أي أن يكون عرياناً بالكامل.

يُذكر أنّ "جماعة القربان" ظهرت في محافظة ذي قار العراقية، وهي تثير الجدل بأفكارها، وقد أعلنت السلطات العراقية أنّها ألقت القبض قبل حوالي شهر ونصف الشهر على (4) أعضاء ينتمون إلى هذه الجماعة التي وصفتها السلطات العراقية بـ "المنحرفة"، وينتحر أعضاؤها بالقرعة. ولكن لم تظهر أيّ مؤشرات بتسلل هذه الظاهرة إلى البيئة الشيعية في لبنان.