صاروخ "فتّاح" الإيراني.. تهديد حقيقي أم دعاية زائفة؟

صاروخ "فتّاح" الإيراني.. تهديد حقيقي أم دعاية زائفة؟

صاروخ "فتّاح" الإيراني.. تهديد حقيقي أم دعاية زائفة؟


17/06/2023

محمد طارق

تناولت صحيفة "كلكلست" الاقتصادية الإسرائيلية الإعلان الإيراني عن صاروخ جديد أسرع من الصوت في الأيام القليلة الماضية، وألقت نظرة فاحصة على التهديد الذي يمثله، وتساءلت عما إذا كان يشكل تهديداً حقيقياً، أم أنه مُجرد زيف.

وقالت "كلكلست" في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، إن إيران كشفت عن صاروخ "فتّاح" الجديد وكأنها تكشف عن "iPhone" جديد، مشيرة إلى أنهم ادعوا بأن هذا الصاروخ قادر على الوصول إلى تل أبيب خلال 400 ثانية، كما يستطيع الهروب من أي اعتراض محتمل، لأنه يطير بشكل متعرج في الهواء، بدلاً من اتخاذ شكل القوس مثل الصواريخ البالستية، بالإضافة إلى أنه يضرب أي هدف بدقة على مدى 1400 كم.

أضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه تم الكشف عن الصاروخ الجديد في مؤتمر صحفي حضره العديد من القادة في الحرس الثوري، وحشود من الصحفيين المحليين والأجانب، وشخصيات سياسية بارزة، مشيرة إلى أنه الاعتقاد الذي كان سائداً تجاه إعلان إيران عن امتلاك سلاح مناورة تفوق سرعته سرعة الصوت، هو أنها ستحصل عليه من روسيا أو الصين، اللتين تربطهما علاقة وثيقة بطهران، إلا أنها صنعته، ولذلك حللت الصحيفة الإسرائيلية مكونات ذلك السلاح ومراحل تطوره، كاشفة حقيقة خطورته.

أصل الصاروخ

تقول الصحيفة إن "فتاح" هو في الأساس صاروخ "أرض-أرض" من عائلة صاروخ "ذو الفقار"، وتندرج هذه العائلة من الاتحاد السوفيتي، حيث كان صاروخ مدفعي يسمى 9K52 Luna، والذي طوره السوفييت في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي لاختراق أنظمة الدفاع في أوروبا، باستخدام رؤوس حربية نووية تكتيكية صغيرة، وكان مدى الصاروخ 65 كم ودقته "صادمة"، حيث تبلغ 2 كم، وحجمه أكبر من أن يصلح لقنبلة ذرية.

ولتحسين استقرار الصاروخ في الهواء، استقبل 4 محركات صغيرة خلف الرأس الحربي، مما جعله يدور حول نفسه فور إطلاقه، ومع ذلك، كانت أفضل دقة لذلك السلاح هي انحراف 400 م، وأُطلق عليه اسم "Frog 7"، وهو اسم معروف في إسرائيل، لأن الجيوش العربية استخدمته أثناء حرب أكتوبر عام 1973، وتم إطلاقه من سوريا.

صواريخ زلزال

وفي الثمانينيات من القرن الماضي، وصل هذا الصاروخ إلى أيدي إيران، التي بدأت في تحديث السلاح وجعله أكثر دقة، وهكذا وُلدت سلسلة صواريخ زلزال الإيرانية.

وبفضل محرك أكثر نجاحاً ونظام حديث للتحكم وتحسينات ديناميكية هوائية طفيفة، تم تحقيق مدى يصل إلى 210 كيلومترات، وأداء أكثر اتساقاً بقليل؛ وكان معدل الخطأ مرتفعاً للغاية، ولكن على الأقل تسقط معظم الصواريخ في نفس المنطقة.

صواريخ فاتح 110

في عام 2002 جاءت أول قفزة كبيرة، حيث أطلقت إيران نموذجاً جديداً تماماً يسمى فاتح 110، وكانت الأبعاد مماثلة لتلك الخاصة بصواريخ زالزال، ولكن تم تركيب "جيروسكوبات" للتحقق من الانحراف عن المسار أثناء الرحلة، ونظام GPS يساعد في التحقق من الموقع.

صواريخ ذو الفقار

أما الجيل التالي "ذو الفقار" فجاء بعد تحديث الصاروخ بشكل أكبر، حيث أصبح أصغر وأخف وزناً، ويبلغ مداه حوالي 500 كيلومتر. ووصفت الصحيفة هذه الصواريخ بأنها دقيقة وموثوقة للغاية لدرجة أن روسيا طلبت بعضها العام الماضي، عندما أدركت مدى فشل صواريخها في حرب أوكرانيا.

أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن إيران كشفت النقاب عن صاروخ أرض-أرض يُدعى خيبر شكن في فبراير (شباط) 2022، والذي يبدو متطابقًا أيضاً، وهو صاروخ باليستي قادر على إجراء تصحيح في مسار طريقه إلى الهدف، ولكن سرعته أقل من سرعة الصوت.

وذكرت الصحيفة أنه من المحتمل ألا يكون الصاروخ الجديد قادراً على الالتفاف والتعرج مثل الأسلحة فرط صوتية الحقيقية، مشيرة إلى أن ما كشفت عنه إيران هو في الواقع "نسخة رياضية" من صاروخ "خيبر شكن"، مطلي باللون الأسود.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية