صحيفة: هكذا زجت إيران بسوريا في صناعاتها النووية

هكذا زجت إيران سوريا في صناعاتها النووية

صحيفة: هكذا زجت إيران بسوريا في صناعاتها النووية


04/05/2023

كشفت شبكة "إيران إنترناشيونال" الأسباب والأهداف الحقيقية لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا.

وقالت الشبكة: إنّ لديها وثيقة تكشف موافقة الحكومة الإيرانية في كانون الثاني (يناير) الماضي على طلب منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لشراء (800) ألف طن من الفوسفات السوري سنوياً لاستخراج اليورانيوم وصنع الكعكة الصفراء.

ووقّع الوثيقة المذكورة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، وهي عبارة عن رسالة "سرّية للغاية"، بعث بها إسلامي إلى النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، ومؤرخة بتاريخ 22 كانون الثاني (يناير) الماضي.

وكشفت الوثيقة أنّ منظمة الطاقة "الذرية الإيرانية" تضع لمساتها الأخيرة على اتفاق لشراء (800) ألف طن سنوياً من الفوسفات السوري.

وثيقة تكشف موافقة الحكومة الإيرانية على طلب منظمة الطاقة الذرية لشراء (800) ألف طن من الفوسفات السوري سنوياً لاستخراج اليورانيوم وصنع الكعكة الصفراء

وسعى إسلامي لتبرير هذا الاتفاق قائلاً: "نظراً للدرجة العالية من اليورانيوم التي تتمتع بها تربة الفوسفات من المصادر المذكورة أعلاه (الفوسفات في سوريا)، فإنّ استخراج اليورانيوم وتحضير الكعكة الصفراء منه يُعتبر أكثر مناسبة من الناحية الفنية، مقارنة مع استخراج اليورانيوم من المصادر منخفضة الدرجة والمشعة في البلاد".

كما أكدت الوثيقة على أنّ تكاليف الاستخراج والنقل والتكاليف الأخرى تقع على عاتق منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فيما تكون أيّ تكاليف خاصة بالحكومة الإيرانية في الاتفاق مع الجانب السوري "مجانية".

كما بررت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في ملحق الرسالة: "بما أنّ إيران فقيرة للغاية من حيث موارد اليورانيوم، فلا مفرّ من إيلاء المزيد من الاهتمام للموارد غير التقليدية، واستيراد اليورانيوم إلى البلاد".

إيران أشرفت خلال الأعوام الأخيرة على عملية الاستخراج والانتفاع من الفوسفات في منجمين سوريين

وجاء في هذا الملحق: بما أنّ "العقوبات حالت دون استيراد اليورانيوم مباشرة، فإنّ اعتماد حلول للاستيراد من مصادر غير تقليدية، مثل استخدام تربة الفوسفات، قد يكون خياراً مناسباً ومتاحاً بهذا الخصوص".

وكشفت الوثيقة أنّ إيران أشرفت خلال الأعوام الأخيرة على عملية الاستخراج والانتفاع من الفوسفات في منجمين سوريين؛ أحدهما منجم "الصوافة" باحتياطي (1.5) مليار طن من صخور الفوسفات، والآخر "خنيفس" باحتياطي (300) مليار طن.

وأضافت الوثيقة أنّ منجم "خنيفس"- ونظراً إلى النسبة العالية من اليورانيوم فيه- يُعدّ من الخيارات المناسبة للاستخدام في دورة الوقود النووية وإنتاج الكعكة الصفراء، وعلى هذا الأساس طلبت منظمة الطاقة الذرية "اتخاذ إجراءات فورية لنقل الصخور المعدنية من منجم خنيفس".

وبحسب الإحصائيات المنشورة على موقع "الرابطة النووية العالمية"، فإنّ سوريا تُعتبر من الدول الغنية بموارد الفوسفات الصالحة لاستخراج اليورانيوم.

وأعلنت إيران وسوريا لأول مرة في شباط (فبراير) 2017 عن اتفاق جرى بينهما لانتفاع طهران من مناجم الفوسفات السورية، وجاء ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء السوري السابق عماد خميس إلى طهران آنذاك.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، في تقرير نشره عام 2018، إلى دوافع روسيا للسيطرة على موارد الفوسفات السورية، وأوضح أنّ "الفوسفات السوري نظرياً يحتوي على ما يصل إلى (300) غرام من اليورانيوم للطن المتري، وهذه كمية مرتفعة جداً، مقارنة بأنواع الفوسفات الأخرى التي لا يتجاوز معدل اليورانيوم فيها (200) غرام للطن".

ويأتي نشر هذه الوثيقة السرية في خضم زيارة يجريها إبراهيم رئيسي إلى دمشق، تُعتبر الأولى من نوعها لرئيس إيراني إلى سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية بالبلاد في عام 2011.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية