صراع فتح وحماس على الانتخابات الطلابية: المزيد من تقسيم الفلسطينيين

صراع فتح وحماس على الانتخابات الطلابية: المزيد من تقسيم الفلسطينيين

صراع فتح وحماس على الانتخابات الطلابية: المزيد من تقسيم الفلسطينيين


25/05/2023

طغت السياسة على الانتخابات الطلابية في جامعة بيرزيت، إحدى كبرى الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء فيما عزا متابعون للشأن الفلسطيني ذلك إلى غياب الأفق السياسي عن الساحة الفلسطينية وعدم تنظيم انتخابات عامة.

ويرى المتابعون أن الصراع على انتخابات لا تقدم ولا تؤخر في ظل الاحتلال لن يفضي إلا إلى المزيد من تقسيم الفلسطينيين بدل توحيد الصف في مواجهة خطط اليمين الإسرائيلي.

وتخوض الانتخابات كتل تمثل حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وكانت كتلة حركة حماس فازت في انتخابات مماثلة جرت قبل أسبوعين في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس في الضفة الغربية بفارق مقعدين عن كتلة فتح.

وتحرص إدارة جامعة بيرزيت على إجراء هذه الانتخابات سنويا. وتتيح تنظيم مناظرة انتخابية بين الكتل المختلفة في منطقة مفتوحة وسط الجامعة تحت عنوان “مساحة حرة، فكر حر”.

وعكست المناظرة التي جرت الثلاثاء حدة الخلافات السياسية في المجتمع الفلسطيني. ووقف خلالها آلاف الطلاب يهتفون للفصيل السياسي الذي تنتمي إليه الكتلة التي سيصوتون لها.

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت عماد غياظة الذي نشر كتبا عن الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية “إن سبب طغيان السياسة على الحياة الطلابية النقابية هو غياب الأفق السياسي وعدم وجود انتخابات سياسية عامة في المجتمع الفلسطيني”.

ويضيف لوكالة فرانس برس “غياب العملية السياسية العامة يُسقط نفسه على المستوى الفرعي كالنقابات ومجالس الطلبة”.

جرت آخر انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في عام 2006، في حين ألغى الرئيس الفلسطيني قرار إجراء انتخابات كان من المفترض أن تنظم في عام 2021 بسبب عدم القدرة على تنظيمها في مدينة القدس.

ورأى المحلل السياسي جهاد حرب أن “كل هذا تعبير عن غياب العملية الانتخابية في المجتمع خارج الجامعة. فهم (الطلاب) يعبرون عن أنفسهم”. لكنه اعتبر أن هذه الانتخابات رغم تسييسها من قبل الفصائل “لا تعكس حجم هذه الفصائل في المجتمع الفلسطيني بشكل عام”.

وخلال المناظرة عكف ممثل كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحركة حماس على طرح أسماء فلسطينيين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي أو اعتقلوا في السجون الإسرائيلية.

وذكر الطالبُ، ممثلُ الكتلة الإسلامية، معتصم زلوم القياديَّ في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان الذي توفي عقب إضرابه عن الطعام في السجون الإسرائيلية قبل مدة، وكذلك القيادي في حركة فتح ناصر أبوحميد الذي توفي في السجون الإسرائيلية نتيجة مرضه.

وأشار كذلك إلى القيادي في حركة فتح المعتقل في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي، وإلى قائد كتائب القسام في قطاع غزة محمد ضيف، معتبرا أن كتلته “امتداد لكل هؤلاء”.

ووجه ممثل الكتلة الإسلامية انتقادات لاذعة إلى حركة فتح الممثلة بقائمة “الشهيد ياسر عرفات”، خصوصا فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، ورفع صورًا لقيادة السلطة الفلسطينية وهي تلتقي بالجانب الإسرائيلي في مؤتمرين بالعقبة وشرم الشيخ.

وذكر حالة اعتقال أحد طلاب حركة حماس مصعب شتية المعتقل لدى السلطة الفلسطينية والمتهم بتمويل أنشطة عسكرية ضد أهداف إسرائيلية.

وقادت الولايات المتحدة اجتماعين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الشهرين الماضيين في مدينة العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية بهدف تخفيف حدة التوتر، وسط انتقادات فلسطينية داخلية.

وقال معتصم زلوم “سيكون هناك لقاء قريب في العقبة بترتيب أميركي بين السلطة وإسرائيل، فهل ستشاركون (بشكل مباشر) أم ستشاركون من الباب الدوار”.

من جهته هاجم ممثل قائمة “الشهيد ياسر عرفات” كتلة حماس الطلابية وسأل “لماذا تتغنون بقائدنا مروان البرغوثي ولا تتغنون بقادتكم، أم أن ذلك لأن جميع قادتكم غادروا غزة وأقاموا في قطر؟”.

وأشار ممثل الكتلة الطالب عدنان بدرية إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي غادر قطاع غزة منذ سنوات وبات مقيما في قطر.

وحمل ممثل فتح على حركة حماس بشأن الحرب الأخيرة في غزة معتبرا أنها لم تشارك في هذه الحرب إنما حركة الجهاد الإسلامي فعلت ذلك بمفردها.

وكانت إسرائيل أعلنت أن حركة حماس لم تشارك في الحرب الأخيرة على غزة، في حين أن حركة الجهاد الإسلامي أكدت أنها كانت تعمل من خلال غرفة مشتركة بين مختلف الفصائل، دون إشارة مباشرة إلى مشاركة حماس.

وقال “خبأتم أسلحتكم كي تصدأ”، معتبرا أن حركة حماس امتنعت عن المشاركة لقاء حسابات مالية آتية من قطر.

وقال عماد غياظة “الدعاية الانتخابية هي دعاية حزبية وليست لها علاقة بالوضع النقابي، خاصة أن هذا الجيل الشاب لم يخض تجربة سياسية فعلية في الحياة العامة”.

ولا يقتصر الانقسام على المشاركين في المناظرة بل يمتد إلى صفوف الطلبة أنفسهم.

وتقول الطالبة سالي قدري من كلية الإعلام “أنا أؤيّد التركيز على الوضع السياسي بين الطلبة لأن الوضع السياسي هو الذي يحكم الوضع العام”.

وتضيف “غياب الانتخابات في المجلس التشريعي ساهم في تعزيز اهتمامنا بالانتخابات الجامعية”.

غير أن رينا الخطيب، التي هي بصدد التخصص في العلوم السياسية، ترفض هيمنة الوضع السياسي على انتخابات الطلاب.
وتقول “لا يهمني في حياتي الأكاديمية الحديث بهذه الطريقة عن الوضع السياسي، وما يهمني هو مجلس طالبي نقابي يدافع عن حقوقنا داخل الجامعة، وليس حربا كلامية بين الكتل الطلابية المسيسة”.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية