عندما يتكلم بدر عن الإخوان!

عندما يتكلم بدر عن الإخوان!

عندما يتكلم بدر عن الإخوان!


10/10/2023

أحمد الصراف

تطلب الأمر تكاتف دول عدة، بقيادة أميركا، لإيجاد لقاح للقضاء على فيروس كوفيد، قبل أن يقضي على البشرية. وربما يتطلب الأمر تكاتف الدول العربية، بقيادة كبراها، للقضاء على فيروس الإخوان المسلمين!!

في مقال مميز كتبه الزميل بدر البحر في القبس، تساءل عن سبب إدراك دول الخليج خطر الجماعات الإسلامية، خاصة الإخوان المسلمين، وتصنيفها إرهابية، وصدور أحكام بالإعدام على أعضائها، بينما الكويت تقف عكسها، بل وتقرب أعضاءها لمراكز القرار، والأخطر من ذلك ما أصبح يعتقده بعض الطامحين في الوصول لسدة القرار، بأن التحالف مع الإخوان ربما هو الطريق لتحقيق أهدافهم، دون إدراك حقيقة انتماءات هؤلاء للخارج!

واستطرد الزميل قائلا إن حكومتنا سبق أن تحالفت مع الإخوان، بعد تزوير انتخابات 1967، لمساعدتها على محاربة التيار الوطني، فأدخلتهم الوزارة وسمحت لهم بتأسيس إمبراطوريتهم المالية، ومكنتهم من السيطرة على بعض أهم مؤسسات الدولة، وما تحت يدها من ثروات، ومكنتهم من استغلال أموال الجمعيات الخيرية لتمويل أنشطتهم السياسية، وغضت النظر عن الفتوى الشهيرة بجواز استخدام ما جمعت من أموال في تمويل حملات مؤيديها في الانتخابات البرلمانية، وأعطتهم زمام التصرف بمئات الملايين من خلال مختلف الجمعيات واللجان، كاستكمال تطبيق الشريعة، لكن ما إن احتاجت الحكومة لهم لتهدئة الشارع الكويتي، إبان موجة الربيع العربي، حتى نكثوا بعهودهم وغدروا بها، وقاطعوا الانتخابات لزعزعة استقرار الدولة، تنفيذا، كما يبدو، لأوامر تلقوها من الخارج.

كما سبق أن أكد قيادي إخواني سابق، في مقابلة لصحيفة زميلة، منذ 4 سنوات، بأن إخوان الكويت هم الأخطر خليجيا، وأنهم أنشؤوا في الكويت ثلاثة تنظيمات، للمواطنين، وللمصريين، وثالث للآخرين، وقاموا أيضا بجعل الكويت ملجأ للجماعة، فاستقدموا إليها آلاف المنتمين لهم، ووفروا العمل لهم، وجعلوا من الكويت بنكهم المركزي. كما تكمن خطورتهم في حجم انتشارهم وتحالفهم مع دول تهدد أمن الخليج، كإيران، التي أعلنوا مرات تأييدهم لها.

وأنهى الزميل البحر مقاله برسالة للحكومة، قائلا إن الأمر لم يعد قابلا للتأجيل، وعلينا اللحاق بالمسيرة الخليجية، والبدأ بإقصاء منتمي الحزب من أي مشهد سياسي أو مركز وزاري أو قيادي، حتى لا نبدو أشبه بالتقاطع مع سياسة دول الخليج.

من الطبيعي أن يتسبب مقال الزميل البحر في انزعاج غلاة الإخوان منه، لما أورده من حقائق، ولما يتميز به الكاتب من مصداقية وسيرة طيبة، وتدين معروف، فصدرت التعليمات للتصدي له، حيث قام أحدهم، وآخر عاد من عزلته، ليكتبا ردين ركيكين عليه، وكالعادة لم يخفوا كراهيتهم لكل من يهاجمهم، ولم يترددوا في الكذب وتغيير التاريخ، لتشويه صورة الآخر، وهذا دأبهم منذ أن تأسست جماعتهم قبل 85 عاما، ناكرين الحقائق، واصفين مقال الزميل بعدم الموضوعية والمصداقية والبعد عن الأمانة العلمية، وحتى عن حسن المخاطبة! كما وجه له أحدهم اتهاما بأن «أهل الكويت»، يدركون الحقيقة والأسباب التي جعلته يجنح للخطاب الإقصائي الخطر، ويدركون أهدافه وتوجهاته في هذه المرحلة السياسية! ولا أدري لماذا سكتوا عن ذكر أهداف الكاتب وتوجهاته، إن كانت غير مشروعة؟

كما أنكر أحدهم انتماء المرحوم يوسف الحجي للإخوان، وهو الذي كان رئيسا لحزبهم، وعضوا فيه لسنوات، فكيف تسمح الحركة، وهي الأخطر والأكثر سرية في عملها، لمن ليس من الإخوان أن يترأسها؟

كما كان مضحكا ما ذكره أحدهم، وهو ادعاء تكرر منهم كثيرا، بأن العمل الخيري يخضع لرقابة «الشؤون»، و«الخارجية»، وهذا لم يحدث إلا في السنوات القليلة الماضية، بعد تدخل وزارة الخزانة الأميركية ورقابتها، أما قبلها، ولنصف قرن، فقد كانت أموال هذه الجمعيات بلا رقابة.

ويقول «العائد للكتابة»، وربما فقط ليرد على الزميل البحر، بأنه عرفه إنسانا خلوقا، صالحا، معتزا باستقلاليته، رافضا اتباع وتقليد الآخرين!! ثم راح بعدها يطعن فيه، وأنه أصبح مقلدا لأصحاب الأقلام الليبرالية، مثيرا للشبهات على التيار الإسلامي، وغالبا ملمحا لي، متناسيا أنه يكرر حرفيا ما كتبه في مقال له نشر في أبريل 2020، استخدم فيه أسلوب «التملق والتوسل... والطعن» نفسه(!!)

رد «العائد للكتابة» كان، بشكل عام، سخيفا، مليئا بالافتراءات بحق الزميل، وكل ذلك لأن الأخير واجه بشجاعة أدبية انحرافاتهم، وأعطى أدلة جديدة على صحة كلامه، ووصف بدقة صور فساد الإخوان وولائهم للخارج، وهذا، كما يبدو، آلمهم كثيرا.

في الخاتمة طالب «العائد» الزميل البحر بأن يتبع فكره ومنهجه، ولا يقلد الآخرين في مناهجهم العقيمة، الذين يرون مخالفة التيار الإسلامي من شأنها أن توصلهم إلى الشهرة والمجد والقبول عند المعازيب(!!!)

كما طالبه بأخذ العبرة من بعض جيرانه، وربما يقصدني، الذين مضت عليهم أربعون سنة ينتقدون التيار الديني ويشككون في نواياه، ولم يجنوا غير الخيبة، بينما زاد انتقاده للإسلاميين من صلابتهم وانتشارهم!!

طبعا هذا كلام سخيف ومحير في الوقت نفسه، فإذا كان الهجوم عليهم يقويهم، وينشر أفكارهم، فلِم لا يتركوننا على راحتنا، لكي يزدادوا صلابة؟

ملاحظة أخيرة: خواء هذه الأحزاب تمكن معرفته، غالبا، من خواء من يتصدون للدفاع عنها.

عن "القبس"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية