"فايننشال تايمز": السعودية تتبنى استراتيجية مستقلة عن الولايات المتحدة

صحيفة: السعودية تتبنى استراتيجية مستقلة عن الولايات المتحدة

"فايننشال تايمز": السعودية تتبنى استراتيجية مستقلة عن الولايات المتحدة


03/04/2023

قرار المملكة العربية السعودية ومجموعة منتجي (أوبك+)، عن خفض إنتاج النفط بنحو (1.6) مليون برميل يومياً، وضع الرياض في مسار تصادمي مع واشنطن، خصوصاً أنّ تخفيض الإنتاج جاء في أعقاب انخفاض حاد في أسعار النفط الشهر الماضي، بعد انهيار بنك (سيليكون فالي) الأمريكي والاستحواذ الإجباري على (كريديت سويس) من قبل (يو بي إس).

فبينما تهدف هذه الخطوة إلى تحقيق استقرار في سوق الطاقة العالمية، أشارت صحيفة (فايننشال تايمز) في تقرير لها إلى أنّ المملكة تبني استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة.

وقالت مديرة الأبحاث في (إنرغي أسبكتس) أمريتا سين: "قامت (أوبك+) بخفض استباقي للتغلب على أيّ ضعف محتمل في الطلب من الأزمة المصرفية التي ظهرت".

وبحسب الصحيفة، فإنّ "التخفيضات المفاجئة قد تقوم بإعادة إشعال الخلافات بين الرياض وواشنطن، والتي دفعت العام الماضي المملكة لضخ مزيد من النفط في محاولة لترويض التضخم المتفشي وسط ارتفاع في أسعار الطاقة".

أشارت صحيفة (فايننشال تايمز) إلى أنّ المملكة تبني استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على سياسة المملكة أنّ "الرياض كانت غاضبة الأسبوع الماضي لأنّ إدارة بايدن استبعدت علناً مشتريات جديدة من النفط الخام لتجديد مخزون استراتيجي كان قد استنزف العام الماضي، بينما كان البيت الأبيض يكافح لترويض التضخم في الولايات المتحدة".

من جهتها، قالت العضوة المنتدبة والرئيسة العالمية لاستراتيجية السلع فيRBC Capital: إنّ "المملكة العربية السعودية تضع استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة ، بعد تدهور العلاقات بين الرياض وواشنطن خلال إدارة بايدن".

وأشارت الخبيرة إلى أنّ المملكة أرسلت إلى الولايات المتحدة رسالة بأنّها "لم تعد عالماً أحادي القطب"، بعد الصفقة الدبلوماسية الأخيرة التي تمّت بين الرياض وطهران بوساطة بكين.

هذا، وقفزت أسعار النفط اليوم بنحو 5% بعد أن أعلنت السعودية ومنتجون آخرون للنفط في مجموعة (أوبك+) عن خفض طوعي مفاجئ في إنتاج  النفط الخام.

ومؤخراً، مُنحت المملكة العربية السعودية وضع شريك الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، وهي كتلة اقتصادية وأمنية آسيوية بقيادة الصين تضم روسيا والهند وباكستان ودولاً أخرى، بالإضافة إلى لاعبين اقتصاديين رئيسيين آخرين.

يرجح مراقبون أن يكون لقرار المملكة العربية السعودية بتبنّي استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة تداعيات كبيرة على الولايات المتحدة وعلاقتها بالشرق الأوسط

الخطوة تأتي في إطار جهود المملكة العربية السعودية لتنويع شراكاتها العالمية، فقد توسطت بكين هذا الشهر في صفقة تاريخية بين إيران والسعودية، يمكن أن تساعد في تخفيف التوترات في الشرق الأوسط بشكل كبير.

ويرجح مراقبون أن يكون لقرار المملكة العربية السعودية بتبنّي استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة تداعيات كبيرة على الولايات المتحدة وعلاقتها بالشرق الأوسط، مع اشتداد التنافس بين أمريكا والصين وروسيا في عالم يزداد استقطاباً، فيما تختار المملكة العربية السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى تنويع شراكاتها العالمية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية