فنانون ومثقفون عالميون يؤازرون غزة: لا براءة للمجرمين

فنانون ومثقفون عالميون يؤازرون غزة: لا براءة للمجرمين

فنانون ومثقفون عالميون يؤازرون غزة: لا براءة للمجرمين


21/10/2023

الرهانات الكبرى على الضمير العالمي الحي لا تذهب هباء، فمع اشتداد حمّى المحرقة الإسرائيلية التي يُضرم لهيبها بصواريخه ومتفجراته جيشُ الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، تتصاعد في المقابل عواصف التنديد بهذه الجرائم الهمجية، ويهتف مثقفون وفنانون كبار في العالم ضد هذا التوحش، ويقولون لا لإسرائيل، ولا لأمريكا التي تدعمها وتتبناها، ولا لضمير الحكومات الغربية المشوّه والمستلَب، ولا براءة للمجرمين الذين يقصفون المدنيين في غزة ليل نهار.

ففي بريطانيا التي أسست المدماك الأول للكيان الصهيوني، وقّع أكثر من ألفي شخصية ثقافية، من بينهم الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون والممثل ستيف كوغان والفنانة ميريام مارغوليس، على رسالة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وشملت الرسالة المفتوحة أيضاً الممثل البريطاني تشارلز دانس والممثلة البريطانية ماكسين بيك والمخرج السينمائي بيتر مولان.

الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون: لقد حولت إسرائيل قطاع غزة إلى أنقاض

واتهمت الرسالة الحكومات "بالتسامح مع جرائم الحرب وبالمساعدة والتحريض عليها.

وتدعو الرسالة، التي وقعها أيضاً المخرجون مايك لي وآسيف كاباديا ومايكل وينتربوتوم، ونجم "أوتلاندر" سام هيووان، بالإضافة إلى الكوميديين جوزي لونغ وفرانكي بويل، إلى "وضع حد للقسوة غير المسبوقة التي تُلحق بغزة".

ويطالب أولئك الذين وقعوا على الرسالة "حكوماتهم بإنهاء دعمها العسكري والسياسي للأعمال الإسرائيلية"، بينما يدينون وصف وزير الدفاع الإسرائيلي للفلسطينيين بأنهم "حيوانات بشرية".

المخرج مايكل مور لبايدن: لماذا لا نعترف علناً، أننا قمنا على مدى 75 عاماً ببناء إسرائيل لتكون قاعدة عملياتنا لحماية مصالحنا في الشرق الأوسط؟

وجاء في الرسالة: "إننا نشهد جريمة وكارثة. وقد حولت إسرائيل جزءاً كبيراً من قطاع غزة إلى أنقاض، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطيني".

ويضاف إلى الألفي فنان بريطاني ممثلات وممثلون آخرون في العالم، في طليعتهم الممثلة الأمريكية سوزان ساراندون البالغة 77 عاماً، التي لم تكف عن نشر المواقف المساندة لأهالي غزّة عبر حسابَيها على منصتَي «إكس» و«إنستغرام». شاركت ساراندون كثيراً من الأخبار والتعليقات التي تدين إسرائيل، ومن بينها ما يتعلّق باستخدامها الأسلحة الفوسفورية. كما أعادت نشر معلومات عن معاناة النازحين داخل القطاع وتعرّضهم للقصف، إضافةً إلى حديثها عن انهيار المستشفيات هناك.

سوزان ساراندون: فضح استخدام إسرائيل الأسلحة الفوسفورية

يواكب زميلها الممثل الأميركي جون كيوزاك لحظةً بلحظة التطوّرات الميدانيّة، مكرّساً صفحته على منصة «إكس» لفضح ممارسات الحكومة الإسرائيلية. لمذبحة «المستشفى المعمدانيّ» وحدها خصّص كيوزاك (57 عاماً) أكثر من 30 منشوراً، وتولّى الردّ على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قائلاً له: «هل الأطفال في المستشفى الذي قصفته هم أطفال الأدغال المظلمة؟».

مفاجأة ميا خليفة

أما المفاجأة المدوية في التضامن مع غزة، فجاءت من المؤثرة من أصول لبنانية ميا خليفة التي غرّدت على حسابها بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا): "الأرض التي تريد أن تقتل من أجلها ليست ملكك، الأرض التي أنت على استعداد للموت من أجلها هي فلسطين"، مرفقة تغريدتها بعلم فلسطين.

ميا خليفة: فلسطين يعود تاريخها إلى آلاف السنين

وقالت خليفة، التي يُنظر إليها باعتبارها "نجمة إباحية" في مقطع فيديو: "مخطئ مَن يعتقد أنّ ما يحدث الآن في فلسطين هو بسبب حماس، فحماس لم تظهر إلا عام 1987، أي بعد عشرين سنة من ظهور الكيان المحتل، بعد عشرين سنة من الاحتلال. حماس وُلدت داخل الاحتلال كنوع من المقاومة".

وأضافت خليفة، التي فقدت عملها بسبب هذا الموقف: "إسرائيل أصبحت دولة منذ 1948 فقط، أما فلسطين فيعود تاريخها إلى آلاف السنين، وهي واحدة من أقدم المواقع في العالم، ويسكنها واحد من أقدم الشعوب في التاريخ. نحن نشهد إبادة جماعية تحدث بحقّهم أمام أعيننا".

حركة الشعر العالمية: المجرم بثوب الضحية

وفي سياق حركة الغليان التي يفور بها مرجل الضمير العالمي، أصدرت حركة الشِّعر العالمية (WPM) بياناً بلغات عديدة، شجبت فيه احتكارات وسائل الإعلام العالمية، التي تصف المقاومة الفلسطينية بالتصعيد، من خلال تصوير الضحية في موضع الجلاد، وتقديم المجرم في صورة الضحية لتغليط الرأي العام وتبرئة ضمير المتواطئين إن كان لهم من ضمير.

حركة الشعر العالمي: أسباب المقاومة في فلسطين هذه الأيام هي حرمان شعبها من حقوقه، وحصار غزَّة وتدمير منازلهم يومياً، وإذلالهم ومنعهم من العيش في أراضيهم

وقال البيان: إنّ أسباب المقاومة في فلسطين هذه الأيام هي حرمان شعبها من حقوقه، وحصار غزَّة، وتدمير منازلهم يومياً، وإذلالهم، ومنعهم من العيش في أراضيهم، وحرمانهم من أبسط حرياتهم الأساسية، وسلب وممتلكاتهم وبناء المستوطنات باستخدام القوة بتواطؤ الحكومات ووسائل الإعلام المهيمنة وصمت المنظمات الدولية، حيث لم يبقَ أمام الفلسطينيين خيار سوى استخدام حقهم في المقاومة بكل الوسائل؛ فالضغط الذي يمارسه إرهاب الاحتلال الممنهج ولَّد الانفجار.

وتعد حركة الشعر العالمية، بحسب موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت https://worldpoetrymovement.org/ بمثابة تنسيق بين المنظمات والشعراء، وتضم أكثر من 2000 شاعر من 150 دولة في جميع القارات.

وتعمل حركة الشعر العالمية على الترويج للشعر باعتباره شكلاً أساسيًا من أشكال التعبير والتواصل للإنسانية. الشعر هو شكل من أشكال الفن وأداة للتحول الاجتماعي والثقافي.

خطابان لمايكل مور

وفي إطار الانتساب الواضح من قبل مثقفي الضمير العالمي ضد الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، يسطع موقف المخرج الأمريكي مايكل مور، الذي نشر خطابين بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة، أولهما توجّه فيه إلى اليهود الأمريكيين لتذكيرهم بضرورة وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة نتنياهو تحت لافتة الانتقام للضحايا اليهود، وثانيهما خاطب فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن بمناسبة زيارته الأخيرة لإسرائيل مستنكراً الدعم الأميركي المستمر للاحتلال الإسرائيلي طيلة 75 عاماً، بحسب موقع "المدن".

 المخرج الأمريكي مايكل مور

في الخطاب الأول المنشور يوم 17 الجاري، افتتح المخرج المعروف بمواقفه السياسيّة اليسارية وانتقاداته القاسية للسياسة الأمريكية، حديثه، بالتوجّه إلى الأميركيين من "أصدقائه وأحبّائه"، بقوله: "لا أحد يريد أن يستيقظ صباح يوم سبت ليرى آلاف اليهود القتلى في الشوارع. في أي مكان. ما زلتُ غير قادر على معالجة هذا الأمر وما زلتُ لا أصدّق أن هذا هو العالم الذي أعيش فيه". وذلك قبل أن يتوجّه بالحديث إلى المقتلة الهمجية الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني في غزة، مُذكّراً بالفظاعات التي عاناها الشعب اليهودي في الدول الغربية قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي: "ولدتُ بعد 8 سنوات من المحرقة. والآن أجلس وأنتظر المذبحة الجماعية بحقّ الفلسطينيين، وهم شعب سامٍ، أبناء عمومة لليهود. لم يساعد أي فلسطيني في بناء أوشفيتز. ولم يقم أي فلسطيني بقيادة محاكم التفتيش الإسبانية. لم يمنع أي فلسطيني في مدينة نيويورك حمولة قارب من اللاجئين اليهود الذين حاولوا الرسو هنا هرباً من النازيين، ولم يدفع أي فلسطيني هؤلاء اليهود إلى حتفهم في ألمانيا. ومع ذلك، فإن  الفلسطينيين سيُبادون الآن مثل شيء أقل من الحشرات على أيدي أحفاد الشعب نفسه الذي عانى من محاولات الإبادة الواحدة تلو الأخرى لمدة 5784 عاماً!".

 

ويتساءل المخرج مور بنبرة مستنكرة للظلم الواقع بحقّ شعب غزة الذي يخيّره جيش الاحتلال بين الإبادة أو التهجير القسري إلى صحراء سيناء، بعدما قطع عنه إمدادات الطعام والمياه والمساعدات الإنسانية: "لماذا؟! الفلسطينيون لم يأخذوا أرضكم ومياهكم وبساتين فاكهتكم. إنهم يشاركونك الأنبياء أنفسهم. يأكلون الحمّص مثلما تأكلونه. لم يقتلكم أي فلسطيني قطّ أثناء قيامكم بتسجيل الناخبين في الجنوب (الأميركي). ولم يسبق للفلسطينيين أن تظاهروا بالمشاعل في شارلوتسفيل وهم يهتفون: اليهود لن يحلّوا محلنا!.. نحن مَن فعلَ هذا، فلماذا لا تعاقبوننا نحن؟!".

عزيزي بايدن: كُن رجلاً صريحاً

أما الخطاب الثاني المنشور يوم 18 الجاري، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي لدولة الاحتلال، فتوجّه به إلى جو بايدن.

يقول مور في خطابه: "عزيزي الرئيس بايدن، بينما أكتبُ هذا، ستكون في إسرائيل للقاء رئيس وزرائها، المتّهَم بانتظار محاكمته جنائياً قريباً، بنيامين نتنياهو. رجلٌ تكرهه. رئيس الوزراء الذي رفضتَ الشهر الماضي، عندما كان في الولايات المتحدة، منحه الزيارة التقليدية للبيت الأبيض.

ثم حدّد مايكل مور للرئيس الأمريكي، خمس مهام ينبغي عليه إنجازها خلال زيارته القصيرة لإسرائيل، من بينها قوله لبايدن "أخبِر نتنياهو أننا وجميع الأشخاص المحبّين للحرية لن نؤيّد ارتكاب إسرائيل أي مذبحة أو إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين. إنّ القتل من أجل الانتقام، أو مبدأ العين بالعين، ليس الطريقة التي سنتمكّن بها من اجتياز القرن الحادي والعشرين. أخبر الحكومة الإسرائيلية أنه يجب عليها الجلوس مع الفلسطينيين ووسيطٍ محترم وحلّ هذا الصراع مرة واحدة وإلى الأبد؛ بدءاً بإنهاء احتلال الإسرائيليين لفلسطين، بما في ذلك إنهاء مستوطناتهم غير القانونية. ويجب أن يتفقّ الطرفان على إنهاء سائر أعمال العنف. ويجب أن تتوقّف غزة عن كونها سجناً".

تجمّع ليهود أمريكيين في نيويورك ليطالبوا بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

وخاطب مور الرئيس الأمريكي: "اطلب من نتنياهو أن يعيد تشغيل المياه والكهرباء في غزة مرة أخرى. أخبره أنّ الولايات المتحدة والبريطانيين (الذين بدأوا هذه الفوضى برمّتها مع احتلالهم ثم أعادوا رسم إحدى خرائطهم المجنونة) سيقومون بتسليم شحنات ضخمة من المساعدات الإنسانية إلى غزة والضفة الغربية. سنقوم بإعادة بناء المستشفيات التي قصفتها إسرائيل.

ودعا مور أن يكون بايدن رجلاً نظيفاً وصريحاً لا يناور بالكلمات ولا يظلّ على حاله المستمر في الدفاع عن إسرائيل وتبرير أفعالها والتعامل معها كدولة فوق أي قانون: "كن نظيفاً يا جو. إنصافاً للإسرائيليين والفلسطينيين، لماذا لا نعترف علناً، أنه فيما نتحدث كثيراً عن دعمنا لإسرائيل، فالحقيقة أننا قمنا على مدى 75 عاماً بتمويل وبناء دولة إسرائيل لتكون قاعدة عملياتنا الخاصة لحماية مصالحنا في الشرق الأوسط.

ونصح المخرج الأمريكي الرئيس بايدن بلقاء القادة الفلسطينيين والعرب، ليستدرك أنّ مثل هذا اللقاء لم يعد ممكناً ولا مُهمّاً بعدما قرّر الفلسطينيون "قصف مستشفاهم"، في إدانة ساخرة لتبنّي الرئيس الأميركي الرواية الإسرائيلية حول قصف المستشفى المعمداني في غزة.

مواضيع ذات صة:

حرب غزة والعواقب العالمية

هل تتدخل إيران لمساندة غزة؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية