قانون ساكسونيا بين شيكابالا وعادل إمام

في أحد أهم أعماله السينيمائية، فيلم الغول، وقف الفنان عادل إمام (الصحفي عادل) في ساحة المحكمة صارخاً: "قانون ساكسونيا"، وذلك عندما أصدر القاضي حكماً ببراءة نشأت الكاشف، الذي ارتكب جريمة قتل، لكنّه استغل نفوذ والده، من أجل أن يشتري البراءة. في النهاية، يقرر الصحفي تطبيق القانون بنفسه، ليقتل رجل الأعمال الثري.

ومرة أخرى، فؤجئت جماهير الكرة المصرية، بقائد نادي الزمالك، محمود عبد الرازق شيكابالا، وهو يستدعي المفهوم مرة أخرى، برسالة غامضة، يوم أمس الإثنين، عبر حسابه الرسمي على موقع إنستغرام، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراة الأهلي وبيراميدز، يوم الأحد الماضي، حيث تعرّض لاعب فريق بيراميدز المغربي، محمد الشيبي، للصفع على وجهه من لاعب الأهلي حسين الشحات بعد نهاية اللقاء.

شيكابالا نشر رسالة غامضة عبر حسابه الرسمي على إنستغرام»، قائلاً: قانون ساكسونيا.

وكانت رابطة الأندية المصرية المحترفة، قررت إيقاف مهاجم الأهلي حسين الشحات لمباراتين، بالإضافة لتغريمه 20 ألف جنيه، لما بدر منه، وهو ما رآه قائد الزمالك تدليلاً للاعبي الأهلي، وعدم تطبيق للعدالة. فما هو قانون ساكسونيا الذي تحدث عنه شيكابالا ومن قبله عادل إمام؟

قانون ساكسونيا ابتدعه حكام مقاطعة سكسونيا، وكان يطبق فى العصور الوسطى بولاية ساكسونيا الألمانية المحكومة من قبل طبقة النبلاء، وكان القانون يعاقب كلا عامة الفقراء والنبلاء، بدون تحيز أو تفرقة، ولكن طريقة تنفيذ العقوية كانت تختلف بين الطبقتين، حيث يحكم على القاتل من طبقىة العامة، بقطع رأسه وفصلها عن جسده، أما القاتل من طبقة النبلاء، فكان يتم قطع رأس ظله، بعد وقوفه فى الشمس، ونفس الأمر بالنسبة لعقوبة الجلد.

أمّا أولئك الذين يحكم عليهم بالسجن، من طبقة عامة الشعب، فإنّهم يسجنون تنفيذاً للعقوبة، بينما النبلاء يسجنون بالفعل، ثم يخرجون من البوابة الخلفية للسجن. وعليه أصبح قانون ساكسونيا مثاراً للانتقاد، ودلالة على العدالة المنقوصة، والظلم البيّن.

ولا يمكن إنكار حالة الفوضى التي باتت تعتري لوائح الانضباط، في اتحاد الكرة المصري، والتي انتقدها وزير الشباب نفسه، أكثر من مرة، لكن الموضوعية تقتضي التأكيد على أنّ الأيدي المرتعشة للاتحاد طالت الجميع.

لجنة الانضباط باتحاد الكرة المصري، سبق وأصدرت عقوبات مغلظة على محمود كهربا، لاعب الأهلي، بإيقافه لمدة (12) مباراة، وتغريمه مبلغ مليون جنيه، على خلفية ما بدر منه تجاه جماهير الزمالك، خلال مباراة القمة التي أقيمت في كانون الثاني (يناير) الماضي؛ إلّا أنّ العقوبة لم تنفذ إلى الآن، بعد تهديدات الأهلي باللجوء إلى القضاء، بداعي عدم شرعية لجنة الانضباط.

اللجنة عادت وأعلنت أنّها قررت عقوبة على نبيل عماد دونجا، لاعب نادي الزمالك، بعد أن قام بفعل مشين، خلال احتفالات زملائه بتسجيل هدف في مرمى فريق الاتحاد السكندري، ومع تهديدات رئيس الزمالك المعزول، الذي يدير كل شيئ في النادي رغم صدور حكم قضائي ملزم بعزله، تمّ تجميد العقوبة.

عزت خميس، رئيس لجنة الانضباط سبق وقال في تصريحات صحفية لموقع يلا كورة، إنّ اللجنة أرسلت قرارها إلى اتحاد كرة القدم، بالفعل. مضيفاً: "ليس من حقي إعلان مدة الإيقاف، هذا اختصاص أصيل لاتحاد الكرة، ولا يجوز الافتئات عليه". وتابع خميس: "قد يعلنها الاتحاد خلال ساعات، وربما يكون التأخير بسبب إجازة عيد الأضحى". وإلى الآن لم يتم إعلان العقوبة.

جدير بالذكر أنّه بعد انسحاب نادي الزمالك من مباراة السوبر المحلي، قبل موعدها بأيام قليلة وبعد أن قامت الشركات الراعية بحملات التسويق الخاصّة بالمباراة، أكد العديد من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة، وجود عقوبة كبيرة على الزمالك؛ بسبب انسحابه من السوبر. وقال إيهاب الكومي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، إنّ "لجنة المسابقات ستجتمع، وستقر عقوبة على الزمالك، بعد الاعتذار عن عدم المشاركة في كأس السوبر، وفقاً للائحة الاتحاد، بالاستبعاد من المشاركة في الموسم المقبل، مع غرامة نصف مليون جنيه". وهي العقوبة التي تحدى رئيس الزمالك المعزول بأنّها لن تحدث، وهو ما جرى بالفعل.

وكان نادي كان رئيس نادي بيراميدز قد أصدر قراراً؛ بوقف الاستثمارات مع نهاية الموسم الحالى؛ بسبب ما وصفه بالكثير من الضغوط والممارسات غير المقبولة من جانب رابطة الأندية واتحاد الكرة ضد النادي، وجاء ذلك بسبب اختيار مواعيد المباريات والحكام والملاعب وغيرها من الأمور، التى رآها مجلس إدارة بيراميدز غير مقبولة، وتضييع حقوق الفريق فى المشاركة القارية والعربية، وتمنعه من الحصول على البطولات.

وفي السياق نفسه، هاجم محمد شيحة، نائب رئيس اللجنة المكلفة بإدارة الإسماعيلي السابق، اتحاد الكرة، وقال إنّ فريقه تعرض لظلم تحكيمي في مباراة الأهلي، والتي انتهت بفوز الفريق الأحمر بهدف دون رد. وأثارت التصريحات التى أدلى بها شيحة؛ غضب مسئولى اتحاد الكرة؛ ليصدر الاتحاد بياناً رسمياً بإحالة محمد شيحة إلى لجنة الانضباط. والتي لم تتخذ أيّ قرار إلى الآن.

في المقابل، تشكو الأندية الصغيرة من الظلم الذي تتعرض له، وعدم المساواة مع الأندية الكبيرة، وهو ما يعني أنّ لوائح اتحاد الكرة المصري، ربما تأثرت فعلا بقانون ساكسونيا.