قبيل موسم الأمطار... المستشفى الإماراتي للاجئين السودانيين بتشاد ينقذ الموقف

قبيل موسم الأمطار... المستشفى الإماراتي للاجئين السودانيين بتشاد ينقذ الموقف

قبيل موسم الأمطار... المستشفى الإماراتي للاجئين السودانيين بتشاد ينقذ الموقف


30/07/2023

في الوقت الذي حذّرت فيه جهات تشادية محلية ومنظمات دولية من احتمال حدوث مأساة إنسانية لعشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين الذين فرّوا من الحرب إلى تشاد المجاورة، خصوصاً مع حلول فصل الأمطار (الخريف)، ممّا قد ينجم عنه انقطاع كامل للمناطق التي يعيش عليها اللاجئون بسبب الأمطار وامتلاء الأودية بالمياه، الأمر الذي يُصعّب عمليات وصول المواد الإغاثية للمحتاجين، ويزيد احتمال تفشي الأمراض والأوبئة، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات من رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ببناء مستشفى ميداني في مدينة أم جرس التشادية لدعم اللاجئين السودانيين.

وتأتي المبادرة على خلفية تعاون مشترك بين جمعية الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان.

تخفيفاً للمعاناة

المستشفى الميداني الذي افتتحه في 9 حزيران (يونيو) السفير الإماراتي إلى تشاد راشد سعيد الشامسي ووزير الصحة التشادي، بحضور طيف من المسؤولين الحكوميين التشاديين، يأتي في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي الذي تقدمه دولة الإمارات للمواطنين السودانيين الذين يواجهون تحديات إنسانية جمة نتيجة لاندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف نيسان (أبريل) الماضي.

المساعدات الطبية والإنسانية المقدمة من دولة الإمارات ودعمها المستمر تسهم في دعم الالتزامات التي تتحملها جمهورية تشاد نتيجة استضافة اللاجئين

وقال السفير الإماراتي لدى تشاد في كلمته خلال حفل الافتتاح: إنّ إنشاء المستشفى يهدف إلى تخفيف معاناة اللاجئين كجزء من أهداف دولته الدائمة المتمثلة في تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين، خاصة المرضى والأطفال والنساء وكبار السن، مؤكداً استمرار بلاده في تقديم كافة أشكال الدعم لتخفيف المعاناة الإنسانية عن اللاجئين السودانيين، وأعرب عن أمله في أن يساعد المستشفى في تقديم أعلى مستوى من الخدمات للمستهدفين.

يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين في تشاد

وتمكّن المستشفى الميداني في أم جرس الذي يستوعب (10) مقيمين لتزويدهم بالعلاج اللازم لحين السماح لهم بمغادرته، خلال أسبوعين من تاريخ افتتاحه من تقديم العلاج لـ (1744) حالة، جلهم من النساء والأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، كما استقبل في الفترة نفسها (65) حالة عظام و(104) عمليات جراحية و(1051) حالة داخلية، إضافة إلى إجرائه (11) عملية جراحية.

نهج إنساني راسخ

من جهته أشار ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في تشاد أحمد عبيد الظاهري، في تصريحات صحفية سابقة، إلى أنّ إنشاء المستشفى يأتي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبمتابعة مباشرة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وذلك استمراراً للنهج الإنساني الراسخ لدولة الإمارات في العطاء، ومدّ يد العون للمحتاجين من اللاجئين السودانيين والمجتمع المحلي في تشاد.

ويشار إلى وجود ممثلين دائمين عن الجهات الإنسانية الإماراتية في المستشفى الميداني للاطلاع على سير العمل، والتأكد من ديمومة واستمرارية الخدمات الطبية المتنوعة  التي يقدمها من المعاينة والتشخيص إلى العمليات الجراحية، فضلاً عن رصد الاحتياجات الطبية والغذائية والإنسانية للاجئين من أجل توفيرها.

وأوضح الظاهري أنّ المساعدات الطبية والإنسانية المقدمة من دولة الإمارات ودعمها المستمر تسهم في دعم الالتزامات التي تتحملها جمهورية تشاد نتيجة استضافة اللاجئين.

وكانت الإمارات قد قدمت منذ بداية الصراع من خلال جسرين؛ جوي وبحري ما يقرب من (2000) طن من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية إلى بورتسودان لدعم المتضررين داخل السودان وجمهورية تشاد.

ضغط كبير

ويعيش عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين إلى تشاد، وفقاً لمصادر متطابقة، أوضاعاً مأساوية، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة التشادية ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع المحلي هناك، لكنّ الأعداد المتزايدة وضيق ذات اليد، يجعل ضرورة تدخل المجتمع الدولي بقوة لدعم جهود تشاد والإمارات أمراً حتمياً وواجباً ضرورياً.

قدمت الإمارات منذ بداية الصراع من خلال جسرين؛ جوي وبحري ما يقرب من (2000) طن من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية إلى بورتسودان لدعم المتضررين داخل السودان وجمهورية تشاد

ويعيش معظم اللاجئين السودانيين في تشاد، حيث لا يعرف عددهم بالضبط، وإن كان يُقدّر بعشرات الآلاف، بجانب مدينة أدري (شرق تشاد)، التي تبعد (28) كيلومتراً عن نظيرتها مدينة الجنينة السودانية، عاصمة ولاية غرب دارفور، وفي مناطق أخرى مثل أم جرس وسيلا، ووادي فيرا.

 ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في تشاد أحمد عبيد الظاهري

وتمثل الأعداد الكبيرة للّاجئين السودانيين الفارين من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ضغوطاً كبيرة على الحكومة والشعب التشادي واستنزافاً للموارد الشحيحة، خصوصاً أنّ تشاد تستضيف منذ أعوام نحو (590) ألف لاجئ من دول مجاورة، أبرزها السودان وأفريقيا الوسطى والكاميرون، الأمر الذي يشكل عبئاً على اقتصادها ومواردها.

أرقام مذهلة

وكانت الأمم المتحدة قد أشارت في تقاريرها الروتينية إلى نزوح ولجوء أكثر من (3) ملايين شخص داخل البلاد وخارجها عبر الحدود إلى البلدان المجاورة، وذلك بسبب النزاع، وحذرت من تفشي الأمراض مع بداية موسم الأمطار، وطالبت بدعم  الرعاية الصحية للنازحين واللاجئين، ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (فيليبو غراندي) هذه الأرقام بالمذهلة، وأبدى أسفه من أنّ من يتعرضون للمأساة هم من المدنيين الذين لا علاقة لهم بهذا الصراع، مضيفاً: أنّ هذا الأمر يجب أن يتوقف".

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد طالبت المنظمات الدولية بالحصول على تمويل يضاهي نحو (470) مليون دولار لدعم نحو مليون شخص، بمن فيهم اللاجئون ممّن تأثروا بالحرب في السودان، ولكن لم يتوفر سوى نسبة قليلة من هذا المبلغ مع مطلع الشهر الماضي. وشددت على أنّ المساعدات ما زالت ضعيفة رغم فداحة الأزمة، مشيرة إلى أنّ الاستجابة لتقديم المساعدة في البلدان المجاورة للسودان، والبالغة (566) مليون دولار أمريكي، حققت 24% من جملة المبلغ المطلوب، ولم تحصل جهود الاستجابة المشتركة بين الوكالات داخل السودان سوى على نسبة 23%، ودعت الجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم، من أجل تقديم المساعدات الحيوية في أيّ مكان يمكن الوصول إليه.

مواضيع ذات صلة:

الإمارات تساند الآلاف من السودانيين والتشاديين... هذا ما قدمته

الإمارات تغيث السودانيين في تشاد... ماذا قدمت؟

الصفحة الرئيسية