قصف إخواني للسياسة الجزائرية... والناشطون يردّون: التاريخ لا يرحم!

قصف إخواني للسياسة الجزائرية... والناشطون يردّون: التاريخ لا يرحم!

قصف إخواني للسياسة الجزائرية... والناشطون يردّون: التاريخ لا يرحم!


14/06/2023

شنّ إخوان الجزائر قصفاً مركّزاً على راهن السياسة الجزائرية، فاستفزّ ذلك كوكبة من ناشطي شبكات التواصل الذين ردّوا بحزم "التاريخ لا يرحم!"، في إشارة قوية لما انتاب مسار الإخوان السياسي في ربع القرن الأخير.

أتى ذلك بعدما تعاطى عبد الرزاق مقري أحد كبار رموز حركة مجتمع السلم (أكبر واجهة محلية للإخوان)، بسوداوية مع الراهن السياسي في الجزائر.

وفي منشور على حسابه الرسمي في منصة (فيسبوك)، ذكر مقري (62 عاماً): "السياسة التي لا تحدث التغيير، ولا تحقق المأمول، أو التي لا تحسّن الأوضاع جزئياً على الأقل ولكن بما يجعل الناس يشعرون بأنهم يسيرون فعلياً نحو الأفق المنشود، هي مجرد وظيفة تُكرَّرُ فيها نفسُ الأعمال دون أي شغف ولا حماسة ولا إبداع، يشتغل بها البطّالون والغافلون والساذجون والطامعون والرديئون، وأصحاب المصالح الذين يخدمهم الأمر الواقع".

وذهب النائب السابق في البرلمان الجزائري إلى التحذير من أنّه عندما "يُصبح خطاب السياسي لدى الآخر لغة خشب وأعماله مملة، وما لم يحدث ما ينهي هذا الوضع الرتيب، فإنّ الأمور تسوء أكثر فأكثر"، مشيراً إلى أنّ "السياسة شأن خطير لا تقبل الركود إما تسير نحو الأفضل وإلا فنحو الأسوأ... ذلك أنّ الإنسان حاضر فيها دوماً .. إما من يدفع إلى الخير وإما من يدفع إلى السوء ... لا مكان فيها للركود والتوقف". 

ميوعة دكاكين السياسة وتجار الأحلام

استهجن ناشطو منصة التواصل (فيسبوك)، "رؤية" المرشّح الإخواني المُرتقب للانتخابات الرئاسية الجزائرية المزمعة في كانون الأول (ديسمبر) 2024، واعتبر الناشطون أنّ ما يحدث في بلادهم إفراز طبيعي لما صنّفوه في خانة: "تمييع دكاكين السياسة وتجار الأحلام".

🎞

في هذا الشأن، ركّز الناشط إبراهيم بن عطية على أنّ "هذا الوضع ينطبق على قيادات الأحزاب منذ بدء التعددية، نفس السياسة ونفس الوجوه ونفس التبريرات ونفس النتيجة، وللأسف يحسبون ويمنّون أنفسهم بأنّ بدونهم تهلك القافلة... وهذا رغم تصحيرهم وقضاءهم على كل صوت يدعو للتغيير والمضحك المبكي أنّهم يستعدون للتوريث لأبنائهم وأنسابهم. أكتفي بهذا القدر لأنّ الموضوع أصلاً جاء متأخراً من رجل كان بالأمس قائداً. تولانا الله برحمته".

شنّ إخوان الجزائر قصفاً مركّزاً على راهن السياسة الجزائرية، فاستفزّ ذلك كوكبة من ناشطي شبكات التواصل الذين ردّوا بحزم "التاريخ لا يرحم!"، في إشارة قوية لما انتاب مسار الإخوان السياسي في ربع القرن الأخير

وعلّق مالك لويزة: "أكيد أنت تقصد الحكام أكثر من غيرهم. لأنّ الأحزاب التي تبذل وسعها وتسهر ليل نهار على السعي إلى الأفضل هي مصدر الأمل الذي سينبعث يوماً ما ويجرف في طريقه الرداءة الموجودة في واقعنا. نحن مطالبون بالسعي لا بالنتائج فقط، نُخلص ونتلمس الصواب. وهل قبل التعددية كان الوضع أفضل يا ترى؟" (إشارة إلى وضع الجزائر قبل إقرار الديمقراطية في شباط / فبراير 1989).

وردّ إبراهيم بن عطية: "نعم كان هناك أمل للتغيير، فتمّ تمييعه واغتياله ببطء من قبل دكاكين السياسة وتجار الأحلام"، بينما سجّل حمو حامة: "الشيء الذي لا يُحدث تغييراً نحو الأحسن، فهو بلا روح وبلا قوة، وإن كان يحدث شيء سيء فهي خبيثة روحه، وقوته قوة شر عياذاً بالله"، فيما أوعز عبد الحق ربعي بعبارة مشفّرة: "منابر النُهاة ترسم مسار الحياة".

 الوهم والسبات 

شدّد آدم علاّ مهاجماً مقري وفصائل الإخوان: "الوضع الذي وصلنا إليه أنتم أحد أسبابه... لقد كنتم أحد أعمدة اللعبة منذ أزيد من 27 سنة ... لقد ساهمتم في ما حدث والقادم أسوأ، أنتم جزء من لعبة أهلكت الزرع والنسل"، وأكّد أبو آلاء المعنى ذاته: "أنتم منذ زمن طويل وأنتم في الحكومة، ماذا قدمتم للبلاد والعباد؟ سوى اللهف على المناصب والتاريخ لا يرحم".

ونصح عبد الله غريب القرواني، قائد (السلم) بين عامي 2013 و2023 بـ "التلذّذ بخبزة الذلّ والسكوت"، واستطرد من أطلق على نفسه كنية "الصقر الجزائري" متهكّماً: "جالية تركيا"، في حين أبرز سيف الدين براح: "خاصةً عندما تكثر فيها الكواليس وتغيب فيها الشفافية، القدوة قبل الدعوة".

ناشط مهاجماً مقري وفصائل الإخوان: الوضع الذي وصلنا إليه أنتم أحد أسبابه... لقد كنتم أحد أعمدة اللعبة منذ أزيد من 27 سنة ... لقد ساهمتم في ما حدث والقادم أسوأ، أنتم جزء من لعبة أهلكت الزرع والنسل

وأيّد محمد سعيد بالقول: "الشيء نفسه بالنسبة لأحزاب همّها الوحيد الكرسي تميل به يميناً وشمالاً كما قال مفدي زكريا، الحزب الذي لا يقدّم حلولاً وآفاقاً اقتصادية واستشرافات اجتماعية هو مجرد تحصيل حاصل، الفائدة قعدنا"، في حين جزم الهواري قديم: "عن نفسي. هجرت السياسة".

بدوره، وجّه محمود عربي انتقاداً لاذعاً: "ما قولك فيمن يقبع في مكانه السنين وهو يتوهم أنه يقطع المسافات... وهو بالمعنى الحقيقي في سبات...!!؟"، وتابع صلاح موساوي: "كل شيء مخطّط له ولا نلوم الشعوب، بل اللوم كل اللوم على الذين يتشدقون بالوطنية... على كل حال التاريخ يسجّل من هم الوطنيون الحقيقيون...".

وغرّد عبد الحميد حرحوز ساخراً: "حال أحزاب الديكور"، في حين قدّر طعم الله حمدان: "ويبقى السكوت هو الأفضل لمن تكلموا كثيراً ولم يحدث الأثر"، وأردف حسين لعريش: "الركود والتوقف ضارِب أطنابه في سياسة بلدنا، وأحياناً الرجوع إلى الخلف".

 سؤال الزخم

قال الناشط عبد الغني ڤرامز: "لماذا ليس هناك زخم؟، لماذا هذه الرتابة القاتلة؟، لماذا ليس هناك تدافع للأفكار؟ ... أين الندوات والورشات والملتقيات الحضورية والافتراضية؟ لماذا لا ندعو المنظرين والمفكرين الجزائريين أو غير الجزائريين بالداخل والخارج لوأد هذه الرتابة... نعم هي الحياة ... الحياة كالدراجة الهوائية... لكي تحافظ على توازنك يجب عليك مواصلة السير".

من جانبه، تساءل ناشط سمّى نفسه "ألبرت اينشتاين": "هل الهوامش منعدمة لهذا الحد؟". فيما كتب محمد عباسي: "من عيوب النظام الديمقراطي أنّه يزداد ركوداً في ضعف الرشد السياسي عند السياسيين والسلطة والإعلام المنحاز والهابط دون الشعور بالمسؤولية، فضلاً عن الناخبين الذين توجّههم الاشاعات والأباطيل وشراء الذمم والجهوية والعرقية أحياناً، فكل هذا يضيع من عمر الدولة نفسها، والحلّ لكل هذه المشاكل، تحديد الشروط من طرف الكوادر والمفكرين والأدباء والعلماء".

مواضيع ذات صلة:

الجزائر: ماذا يقصد الإخوان بالدعوة إلى "تحرير الفقه السياسي"؟

إخوان الجزائر: المشروع الصهيوني لن يعود إلى ما كان عليه

ماذا وراء تقارب إخوان الجزائر؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية