"قوات الفجر" الإخوانية.. هل تكون البديل الموضوعي لحزب الله في لبنان؟

"قوات الفجر" الإخوانية.. هل تكون البديل الموضوعي لحزب الله في لبنان؟

"قوات الفجر" الإخوانية.. هل تكون البديل الموضوعي لحزب الله في لبنان؟


12/11/2023

أعلنت "قوات الفجر"، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية بلبنان، عودتها إلى العمل المسلح، وذلك مع بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس، وذلك في مفاجأة كبيرة شملت التنسيق مع حزب الله، والاستراتيجية الجديدة للإسلام السياسي، وهي تشغيله من قبل الإيرانيين.

ما هي قوات الفجر؟

تشكّلت قوات الفجر من بعض الشباب المنتمين إلى الجماعة الإسلامية (لبنان) بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ويتركز تواجدها غير العلني في المناطق الجنوبية من صيدا إلى قرى العرقوب الحدودية.

وكانت نشأة هذه القوات بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وكانت منطقة المواجهة في صيدا، وبعد حملة اعتقالات طالت الجماعة الإسلامية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي طالت القيادات والعناصر التابعة للجماعة في صيدا، انتقلت مجموعات من الجماعة إلى طرابلس وبيروت، واستأجرت لهم البيوت، والبعض منهم كان يتحرك لشنّ هجمات على طريق صيدا بيروت، بالتنسيق مع حزب الله الذي كان في أولى بداياته المتواضعة.

عقب تحرير صيدا في 16 شباط (فبراير) 1985 حافظت (الجماعة الإسلامية) على قوة "رمزية" لها في عداد المقاومة التابعة لحزب الله في الجنوب، تعمل وفق قرار قيادتها، ولكن بالتنسيق معها، كما يرى الكاتب فادي شامية في إحدى مقالاته، وقد بقيت "قوة رمزية" أخرى من أهالي العرقوب في أقصى الجنوب تعمل حتى تموز (يوليو) العام الماضي، وتركت موقعها بعد دخول الجيش وقوات اليونيفيل المعززة إلى تلك البقعة.

تشكّلت قوات الفجر من بعض الشباب المنتمين إلى الجماعة الإسلامية (لبنان) بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982

اختفت قوات الفجر منذ عام 2006، وظهرت مؤخراً عقب عملية "طوفان الأقصى"، لتعلن عن عملياتها العسكرية في الجنوب اللبناني، ولتلعب دوراً بديلاً عن حزب الله، في اتفاق بين الطرفين، حيث أعلنت يوم 21 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنّها وجّهت ضربات صاروخية جديدة ومركّزة استهدفت مواقع إسرائيلية في الجنوب، وحققت فيها إصابات مباشرة.

وتشير الصفحة الرسمية للقوات إلى أنّه يطلق عليها (المقاومة الإسلامية ـ قوات الفجر)، لتختلف عن "المقاومة الإسلامية بلبنان" المقصود بها حزب الله.

أثبت ظهور قوات الفجر وتعاونها مع حزب الله الاستراتيجية الجديدة للإسلام السياسي وتشغيله من قبل الإيرانيين

هذه القوات تتبع الجماعة الإسلامية (الإخوان)، التي أهم قياداتها ورموزها الأمين العام: الشيخ محمد طقوش، رئيس المكتب السياسي: علي أبو ياسين، رئيس الجماعة الإسلامية السابق: عماد الحوت، والحاج علي بركة، وزهير العبيدي، وإبراهيم المصري.

أمّا أعضاء المكتب السياسي، فهم: مغير سنجابي، باسم الحوت، وعمر سراج، وأهم مؤسسات الجماعة: جمعية النجاة الاجتماعية، ورابطة الطلاب المسلمين، ورابطة علماء المسلمين، والجمعية الطبية الإسلامية.

هل تتبع قوات الفجر إيران أم حماس؟

تعمل قوات الفجر الآن لتحقيق عدة أهداف؛ وهي أن تكون المرجعية لأيّ أعمال عسكرية ضد إسرائيل يقوم بها حزب الله ولا يريد الإعلان عنها.

وقد أثبت ظهور قوات الفجر وتعاونها مع حزب الله الاستراتيجية الجديدة للإسلام السياسي، وتشغيله من قبل الإيرانيين، وأنّه لا مشكلة في التعاون مع إيران لدى غالبية تيارات الإسلام السياسي، من أجل تحقيق عدة أهداف؛ ومنها: التعاون مع إيران يكسب جماعة الإخوان وحلفاءها قوة في المناورة، وتوفير الدعم، وهذا ما يتضح في الدعم لحماس والجهاد الإسلامي، وتخفيف الضغط السياسي والتمويلي عن جماعة الإخوان في حال فقد الشريك العربي، وزيادة الضغوط على الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة مع إسرائيل، ومحاولة توقيف "قطار التطبيع"، وتطبيق ما يُسمّى وحدة الساحات كمحور مفاهيمي للاتحاد بين جماعات الإسلام السياسي.

ويمكن القول: إنّ (الجماعة الإسلامية) باتت في مأزق شديد، حيث أصبحت مطالبة أمام حزب الله بتقديم المزيد من التنازلات، والانغماس أكثر فأكثر داخل المحور التابع لطهران، والانضواء تحت الهيمنة الإيرانية، وفي المقابل أصبحت قوات الفجر مُدانة أمام الطائفة السنّية بالتورط في تحالف غامض ومريب مع الذراع العسكرية للشيعة في إيران.

تعمل قوات الفجر الآن لتحقيق عدة أهداف؛ وهي أن تكون المرجعية لأيّ أعمال عسكرية ضد إسرائيل يقوم بها حزب الله ولا يريد الإعلان عنها

ويقول د. محمد بشاري، الأمين العام لهيئة المجتمعات المسلمة بالإمارات في تصريح خاص: إنّه لا مشكلة في التعاون بين جماعة الإخوان والاستراتيجية الإيرانية، ووفق قوله، فإنّ جماعة الإخوان في سوريا خففت حدة العداء مع قوات حزب الله، ولا مشكلة بين جماعة الإخوان (الحزب الإسلامي) في العراق في التعاون مع الميليشيات والفصائل والحشد الشعبي الموالي لطهران.

 

أصبحت الجماعة الإسلامية مطالبة أمام حزب الله  بتقديم المزيد من التنازلات، والانغماس أكثر فأكثر داخل المحور التابع لطهران والانضواء تحت الهيمنة الإيرانية

وأضاف بقوله: إنّ جماعة الإخوان فرع مصر تنسق مع الإيرانيين، وقد التقت وفود إخوانية مع الإيرانيين في جورجيا وغيرها، والآن  جماعة الإخوان في لبنان تتعاون مع حزب الله، لتثبت النظرية نفسها. 

الخلاصة؛ أنّ جماعة الإخوان، الممثلة في الجماعة الإسلامية في لبنان، بعد عقود من إنكارها وجود جناح عسكري لها، وبعد إنكار دائم بالتنسيق مع الإيرانيين، اضطرت للاعتراف العلني، وعملت بشكل مباشر كجناح آخر يخدم أجندة حزب الله، المتوافقة بشكل كبير مع حركة حماس، المشتركة معه في تلقي التمويل من إيران.

مواضيع ذات صلة:

"حزب الله" وإيران: من استنساخ النموذج إلى الاعتماد المتبادل

في حال توسع الصراع... ماذا يخبئ حزب الله للسفن الأمريكية؟

ليبرمان: تنتهي الحرب عندما تتم إزالة حزب الله برمّته




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية