كاتب أردني يفتح النار على الإخوان: ركبوا موجة المقاومة.. وهذا ما طلبه منهم

كاتب أردني يفتح النار على الإخوان المسلمين... الأدلة أو الاعتذار

كاتب أردني يفتح النار على الإخوان: ركبوا موجة المقاومة.. وهذا ما طلبه منهم


14/01/2024

فتح الكاتب الصحفي الأردني حسين الرواشدة النار على الإخوان المسلمين، على خلفية تصريحات أدلى بها أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، حول كُتّاب وصحفيين "مشبوهين يتقاضون الأموال من السفارات الأجنبية".

وتساءل الرواشدة في مقالة له تداولتها المواقع الإخبارية الأردنية بشكل واسع: "من هم الكُتّاب والصحفيون "المشبوهون" الذين حركتهم إحدى السفارات الأجنبية، ليتحدثوا بأصوات تدعو إلى هوية أردنية انعزالية، لمواجهة الحراك الأردني الداعم للمقاومة؟".

الرواشدة: الاتهامات التي أطلقها الإخوان يجب ألّا تمر قبل أن نعرف مَن هم هؤلاء العملاء، فإمّا يكشف أسماءهم، وإمّا يعتذر من نقابة الصحفيين.

 

وأضاف: "الإجابة عند أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، فهذه الاتهامات التي أطلقها، قبل يومين، يجب ألّا تمر قبل أن نعرف مَن هم هؤلاء الأردنيون الذين تورطوا في الانعزالية و"العمالة"، المطلوب من الأمين العام أن يكشف عن أسمائهم أو أن يعتذر من نقابة الصحفيين، ومطلوب من إدارات الدولة أيضاً أن تحقق في هذا الملف، لكي تضع الرأي العام أمام الحقيقة، سواء أكان ما ذكره الأمين العام صحيحاً، أو مجرد إشاعات واتهامات باطلة".

وتابع الرواشدة: "صحيح، من حق الرؤوس الحامية في جماعة الإخوان أن تخرج إلى الشارع، وأن تتظاهر وتتقمص صورة المقاومة، لكن ليس من حقها أن تسيء للأردنيين، أو أن تتهمهم بالخيانة العظمى، لأنّهم لم يركبوا في قطار الإخوان، أو لم يصفقوا لبطولاتهم، الأردنيون كلهم مع فلسطين ومع أهل غزة، فمن أعطى الإخوان "الطابو" لتصنيفهم إلى هويتين؛ هوية انعزالية، وهوية مقاومة، وهل تقبل الهوية الأردنية الوطنية مثل هذه التصنيفات المغشوشة؟ ثم من نصّب الإخوان ناطقين رسميين باسم الأردنيين، ليقرروا بالنيابة عنهم، أن الأردن تنظيم استراتيجيته المقاومة، وليس دولة لها جيش ومؤسسات، وتتصرف بمنطق الدولة، لا بمنطق فصائل المقاومة؟".

الرواشدة: من حق جماعة الإخوان أن تخرج إلى الشارع، وأن تتظاهر وتتقمص صورة المقاومة، لكن ليس من حقها أن تسيء للأردنيين، وتتهمهم بالخيانة العظمى، لأنّهم لم يركبوا في قطار الجماعة. 

 

وأوضح الرواشدة: "أعرف تماماً أنّ أيّ انتقاد يمكن أن يُوجه للإخوان سيدرج في سياق انتقاد المقاومة، وهذا افتراء غير صحيح أبداً، وأعرف ثانياً أنّ ميليشيات الجماعة الإلكترونية ستتحرك بقوة لقمع أيّ رأي آخر يشير إلى أخطائها، لكي لا يجرؤ أحد على الاقتراب من قداسة مواقفها، وأعرف ثالثاً أنّ بلدنا يحتاج إلى أصوات عاقلة تحافظ على وحدة جبهته الداخلية، لكن من قال إنّ ما يفعله الإخوان من تجييش وتوظيف للشارع يصب في هذا الاتجاه، وأعرف رابعاً أنّ ثمة من يقول: هذا ليس وقته، يجب أن نؤجل خلافاتنا، ونقف خلف الدولة، وندعم مواقفها، لكنّ أليس من الواجب أن يقال ذلك، أوّلاً، للإخوان، لكي يعقلنوا خطابهم العام، ويقدروا مواقف الأردن، وينحازوا إليه في هذه الظروف العصيبة؟.

‏وأضاف الكاتب الصحفي: "الإخوان، للأسف، لا يتعلمون الدرس، في العام 2012 تم انتخاب مرسي رئيساً لمصر، فأصابتهم نشوة النصر، وصعدوا فوق الشجرة رافضين فكرة المشاركة بالحكم في الأردن، ومصرّين على "الشراكة"، كأنّهم دولة داخل الدولة، هذا الاستقواء الذي تتابعت فصوله، انتهى إلى إعلان حالة القطيعة بين الدولة والإخوان، الدولة كانت أعقل، دافعت عنهم حين صنفهم الآخرون بالإرهاب، ورفضت أن تتعامل معهم كما تعامل معهم الكثيرون، واعتبرتهم شريكاً وطنياً، ولم تقايض عليهم بعروض سخية، أو ضغوطات ثقيلة، لم يفهم الإخوان منطق الدولة، ولم يردوا عليها التحية بمثلها".

الأردن، الدولة والمجتمع، وقفوا مع إخوانهم الفلسطينيين، كما فعلوا دائماً، لكنّ الإخوان ركبوا موجة المقاومة، فقد وجدوها فرصة لمناكفة الدولة، واستعادة زخم الحضور في الشارع.

 

‏وختم الرواشدة مقاله قائلاً: "جاءت الحرب على غزة، وقف الأردن، الدولة والمجتمع، مع إخوانهم الفلسطينيين هناك، كما فعلوا دائماً، لكنّ الإخوان ركبوا موجة المقاومة، وجدوها فرصة ثمينة لمناكفة الدولة، واستعادة زخم الحضور في الشارع، تصوروا، في لحظة غرور، أنّ هذا الجمهور الذي يقف مع غزة وفلسطين تحرك بكبسة زر منهم، فيما الحقيقة أنّ ذلك غير صحيح إطلاقاً، ثم تقمص بعض قياداتهم صورة البطل المقاوم، وهتفوا باسمه، لكن بدل أن يتوجهوا لدعم الصامدين (أسأل كم بلغت قيمة تبرعاتهم للغزيين؟) ومساندة الدولة، استداروا للتحشيد والمزوادة على الأردنيين، واستعرضوا قوتهم في الشارع للضغط على الدولة، وانتزاع ما يمكن من مكتسبات سياسية، أو التشكيك في مواقفها والاستقواء عليها، فهل يصبّ ذلك في مصلحة دعم المقاومة، أم أنّه يصبّ في أرصدة المقاولين باسمها، وضد وحدة صف الأردنيين، ومصالح الدولة وأمنها الوطني؟".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية