كارثة إنسانية تهدد سوريا... هل تستخدم تركيا المياه سلاحاً؟

كارثة إنسانية تهدد سوريا... هل تستخدم تركيا المياه سلاحاً؟


30/08/2021

حذر خبراء وتقنيون ومنظمات إنسانية من كارثة في شمال سوريا وشمال شرقها، حيث يمر نهر الفرات، من تراجع منسوب المياه الذي يهدد سير العمل في سدوده، ممّا سيؤدي إلى انقطاع المياه والكهرباء عن ملايين السكان.

في عام 1987 وقعت سوريا اتفاقاً لتقاسم المياه مع تركيا، تعهدت بموجبه أنقرة أن توفر لسوريا معدلاً سنوياً 500 متر مكعب في الثانية، لكنّ هذه الكمية انخفضت إلى أكثر من النصف خلال الأشهر الماضية، ووصلت في فترات معينة إلى 200 متر مكعب في الثانية، وفق تقنيين.

وفي سوريا، تمّ بناء سدّين أساسيين على نهر الفرات، هما سد تشرين في ريف حلب الشمالي، وسد الطبقة حيث تقع بحيرة الأسد الضخمة في ريف الرقة الشرقي.

خبراء وتقنيون ومنظمات إنسانية يحذرون من تراجع منسوب المياه بنهر الفرات، ممّا سيؤدي إلى انقطاع المياه والكهرباء

يغطي السدان 90% من حاجات شمال شرق سوريا من الكهرباء، بما فيها التيار اللازم لمحطات ضخ المياه، ويهدد تراجع منسوب المياه اليوم عملهما.

وفي السياق، حذر مدير سد تشرين حمود الحماديين من "انخفاض تاريخي ومرعب" في منسوب المياه لم يشهده السد منذ بنائه العام 1999.

ومنذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي تراجع منسوب المياه في السد 5 أمتار، وفي حال استمراره بالانخفاض سيصل إلى ما وصفه الحماديين بـ"المنسوب الميت"، ما يعني أن تتوقف "العنفات بشكل كامل" عن العمل.

وإضافة إلى تراجع إمداد المنطقة بالكهرباء، توقفت محطات ضخ مياه عدة عن العمل، وفق الحماديين الذي نبّه إلى أنّ انخفاض منسوب المياه يهدد بارتفاع معدل التلوث ويعرّض الثروة السمكية للخطر، وقال: "نحن نتجه إلى كارثة إنسانية وبيئية".

مدير سد تشرين حمود الحماديين يحذر من انخفاض تاريخي ومرعب في منسوب المياه لم يشهده السد منذ بنائه العام 1999

في سد الطبقة، تراجع منسوب المياه في بحيرة الأسد حوالي 5 أمتار، وبات يقترب من المنسوب الميت أيضاً.

وفي كامل شمال شرق سوريا، تراجع إنتاج الكهرباء بنسبة 70%، لأنّ سدّي تشرين والطبقة لا يعملان بالشكل المطلوب، وفق ما قاله مسؤول هيئة الطاقة في شمال شرق سوريا ولات درويش لوكالة "فرانس برس".

ويتهم الكثير من المواطنين والإدارة الذاتية الكردية تركيا بمنع المياه، واستخدامها سلاحاً ضد المقاتلين الأكراد الذين تعدّهم "إرهابيين"، وفق ما نقلت "فرانس برس".

الكثير من المواطنين والإدارة الذاتية الكردية يتهمون تركيا بمنع المياه واستخدامها سلاحاً ضد المقاتلين الأكراد الذين تعدّهم إرهابيين

وتُتهم أنقرة بعرقلة تدفق نهر الفرات إلى سوريا، وباستخدام المياه سلاحاً للضغط عليها، واتهمت دمشق أيضاً تركيا التي تدعم منذ بداية النزاع أطرافاً في المعارضة السورية، بحجز مياه نهر الفرات وعدم الالتزام بالاتفاقية الموقعة في 1987.

إلا أنّ مصدراً دبلوماسياً تركياً قال في تصريح صحفي: إنّ بلاده "لم تقدم يوماً على خفض نسبة تدفق المياه لأسباب سياسية أو لأي أسباب أخرى، وأضاف: "تواجه منطقتنا أسوأ فترات الجفاف بسبب التغير المناخي"، مشيراً إلى تسجيل "أدنى مستوى تساقط أمطار في جنوب تركيا، منذ 30 عاماً على الأقل".

وينبع نهر الفرات، أطول أنهار غرب آسيا، من جبال طوروس في تركيا ويتدفق منها إلى سوريا، من مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي مروراً بمحافظة الرقة شمالاً، ومنها إلى دير الزور شرقاً، وصولاً إلى العراق.

من تركيا إلى سوريا فالعراق، يغطي النهر 2800 كيلو متر، ويلتقي في العراق بنهر دجلة ليُشكّلا معاً شط العرب، قبل أن يصب في مياه الخليج.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية