كيف تسهم القمة العالمية لقادة الأديان في أبوظبي بدفع جهود مواجهة التغيرات المناخية؟

كيف تسهم القمة العالمية لقادة الأديان في أبوظبي بدفع جهود مواجهة التغيرات المناخية؟

كيف تسهم القمة العالمية لقادة الأديان في أبوظبي بدفع جهود مواجهة التغيرات المناخية؟


08/11/2023

على قدم وساق تجري استعدادات دولة الإمارات لقمة المناخ (كوب 28) المزمع انعقادها من 28 إلى 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وقد استضافت أبو ظبي، الثلاثاء فعاليات "القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ"، وذلك تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

وجمعت القمة، التي نظمها مجلس حكماء المسلمين، بالشراكة مع رئاسة مؤتمر الأطراف (كوب 28)، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية ووزارة التسامح والتعايش، جمعت (28) من قادة الأديان الذين وقعوا خلالها وثيقة "ملتقى الضمير: توحيد الجهود من أجل نهضة كوكب الأرض، بيان أبو ظبي المشترك للأديان بشأن (كوب 28)" لتأكيد التزام قادة الأديان بمعالجة تغير المناخ والمساهمة في رفع سقف الطموح المناخي، بحسب شبكة (سكاي نيوز).

وخلال القمة تسلم الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف (كوب 28)، بيان أبو ظبي المشترك للأديان بشأن قمة المناخ من قادة الأديان الحاضرين، ووعدهم بنقل رسالتهم إلى العالم في (كوب 28).

دور قادة الأديان بدفع الجهود المناخية

أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال كلمته بـ "النداء العالمي لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ"، بيان أبو ظبي المشترك للأديان بشأن (كوب 28) الذي وقَّعه المشاركون في القمة، وتسلّمه رئاسة (كوب 28)، مؤكداً أنّ هذا النداء العالمي يمثل رسالةً عالميةً مهمةً للدعوة إلى تعزيز المشاركة وتوحيد الجهود الدولية في مجال العمل المناخي من أجل مستقبل أفضل للبشرية.

وأشار إلى أنّ هذا النداء يمثِّل رسالة عالمية مهمة للدعوة إلى تعزيز المشاركة وتوحيد الجهود الدولية في مجال العمل المناخي من أجل مستقبل أفضل للبشرية، مؤكداً أهمية دور القيادات الدينية في ترسيخ الوعي والمسؤولية الاجتماعية المشتركة لدى الشعوب في العالم تجاه حماية كوكب الأرض؛ وذلك لما يحظون به من تأثير في مجتمعاتهم، وفق وكالة الأنباء الإماراتية (وام). 

في (كوب 28) يشارك مجلس حكماء المسلمين وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة

وأشار رئيس دولة الإمارات إلى أنّ الوثيقة تمثل رسالة عالمية مهمة للدعوة إلى تعزيز المشاركة، وتوحيد الجهود الدولية في مجال العمل المناخي، من أجل مستقبل أفضل للبشرية.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في هذا السياق، أهمية دور القيادات الدينية في ترسيخ الوعي والمسؤولية الاجتماعية المشتركة لدى الشعوب في العالم تجاه حماية كوكب الأرض، وذلك لما يحظون به من تأثير في مجتمعاتهم.

ما أهمية القمة؟ 

بحسب رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، في دراستها المنشورة مؤخراً عبر موقع المركز، تحت عنوان: "ملتقى الضمير" في أبوظبي: كيف تُسهِم "القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ" في تحقيق العدالة المناخية؟"، تقوم  رؤية دولة الإمارات المناخية على أنّ معالجة تغير المناخ تتطلب جهوداً جماعية متنوعة تشمل السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والأديان والإعلام، وتضم المؤسسات الحكومية والخاصة، والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية، والأفراد ونشطاء المجتمع المدني والمتطوعين، ممّا يعني عدم الاستهانة بأيّ جهد، قد يُحدِث فارقاً إيجابياً محتملاً.

ابتسام الكتبي: هذه القمة فرصة ثمينة لتعزيز مكانة الدبلوماسية الدينية ودورها في مواجهة التحديات العالمية، وأن تكون جزءاً من النقاش العالمي، الذي يُحذِّر من السياسات المُضِرّة بالبيئة، والمسببة للاحترار، والداعي لنهج آخر يقوم على الاستدامة

وتقول الكتبي: "في إطار استعدادها لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، تُراهن دولة الإمارات على أهمية مناقشة المسؤوليات الأخلاقية للزعماء الدينيين في معالجة أزمة المناخ، فالانضباط الذاتي للأفراد وسلوكهم المسؤول حيال البيئة يُسهِم، إلى جانب المنظومات القانونية والاستثمار في الاستدامة، في تطوير استجابات وفرص بنّاءة لمواجهة التحدي المناخي".

تفعيل الدبلوماسية الدينية من أجل المناخ

بحسب الدراسة، تعكس استضافة أبو ظبي القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ، والتي عقدت الإثنين والثلاثاء، أهمية مناقشة استراتيجيات تعزيز دور القادة والرموز الدينيين للمساهمة في تحقيق العدالة المناخية، وتسليط الضوء على طرق إشراك المجتمعات الشعبية في تحقيق التنمية المستدامة. 

وتضيف الكتبي: "هذه القمة، التي تأتي قبل أيام من مؤتمر (كوب 28)، يُنظمها مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة الدورة الـ (28) لمؤتمر الأطراف وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والكنيسة الكاثوليكية، ومن المهم النظر إلى هذه القمة بوصفها فرصة ثمينة لتعزيز مكانة الدبلوماسية الدينية ودورها في مواجهة التحديات العالمية، وأن تكون جزءاً من النقاش العالمي، الذي يُحذِّر من السياسات المُضِرّة بالبيئة، والمسببة للاحترار، والداعي لنهج آخر يقوم على الاستدامة".

ابتسام الكتبي: تقوم  رؤية دولة الإمارات المناخية على أنّ معالجة تغير المناخ تتطلب جهوداً جماعية

ويتمحور عمل الدبلوماسية الدينية، بحسب الكتبي، في بذل الجهود باتجاه أن تكون الأديان مصدراً حقيقياً وديناميكياً للسلام والازدهار وحماية الطبيعة وتحقيق العدالة المناخية. إنّه الجمع بين الدبلوماسية التي تعزز المصالح المشتركة، والدين الذي يعزز التعاون والتضامن والوئام والحفاظ على حقوق الإنسان.

محور عمل الكوادر الدينية في (كوب 28)

في (كوب 28) يشارك مجلس حكماء المسلمين وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالتعاون مع رئاسة المؤتمر، في استضافة جناح الإيمان؛ وهو أول جناح من نوعه في تاريخ مؤتمر الأطراف، وفق ما أوردته الدراسة.

وكان السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لمؤتمر الأطراف الـ (28) قد قال لدى الإعلان عن هذا الحدث: "إنّ الشمول هو حجر الزاوية في رئاسة مؤتمر الأطراف الـ (28)؛ حيث تؤدي المجتمعات والمنظمات الدينية دوراً حاسماً في مساعدة العالم على معالجة تغير المناخ، وتأكيداً على هذا يُعدّ (كوب 28) أول مؤتمر للأطراف يستضيف جناحاً مخصصاً لمشاركة قادة الأديان ورموزها والمؤسسات الدينية"، مؤكداً أنّ الهدف "توفير منصة عالمية لتشجيع المشاركة الدينية والحوار بين الأديان؛ تطلعاً لتحقيق أهداف طموحة وإجراءات ملموسة لمعالجة أزمة المناخ".

ومنذ فترة، أصبحت برامج الأمم المتحدة أكثر التفاتاً للمكانة المهمّة التي تمثلها الأديان في حماية البيئة وصيانة الموارد الطبيعية. وفي هذا الصدد، يؤكد مسؤولون في برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنّ "التأثير الإجمالي المحتمل للمنظمات الدينية في التنمية المستدامة هائل، لأنّها تؤدي دوراً أساسياً على مستوى القيم الدينية والروحية في رعاية الطبيعة والاهتمام بها". 

في إطار استعدادها لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، تُراهن دولة الإمارات على أهمية مناقشة المسؤوليات الأخلاقية للزعماء الدينيين في معالجة أزمة المناخ

ولدى الأديان بأنواعها مسؤولية أخلاقية، ودور تحفيزي كبير في "تحقيق التغير السلوكي لأنماط إنتاجنا واستهلاكنا"، وفق الباحثة، ويشير هؤلاء المسؤولون إلى وجود (17) هدفاً للتنمية المستدامة، مثلما تحددها الأمم المتحدة، بما في ذلك المياه النظيفة والصرف الصحي، والطاقة النظيفة بكلفة مناسبة، والمدن المستدامة، والقضاء على الجوع، وتوفير التعليم الجيد، ويمكن للمنظمات الدينية أن تساعد في تحقيق تلك الأهداف.

 وفي علامة على استجابة بعض علماء وقادة الأديان لهذه التحديات والتهديدات الناشئة، علّق شيخ الأزهر الشريف الإمام أحمد الطيّب على الفيضانات غير المسبوقة في دول عدّة، وارتفاع الحرارة القياسي في مناطق أخرى، بقوله: إنّ ذلك "ناقوس خطر يؤكِّد ضرورة التحرك الجاد والحازم لمكافحة مخاطر التغير المناخي، وحماية مستقبل البشرية من هذا الخطر الحقيقي"، ويندرج موقف الإمام أحمد الطيب في سياق اهتمام المؤسسة الدينية المتزايد بخطر التغير المناخي على البشرية، مثل غيرها من المرجعيات الدينية حول العالم. 

مواضيع ذات صلة:

الأهمية الاستراتيجية في استضافة الإمارات "كوب 28"

الإمارات تدعو الأسد لحضور قمة المناخ (كوب 28).. تفاصيل




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية