كيف خسرت سيري وأليكسا ومساعد جوجل سباق الذكاء الاصطناعي؟

كيف خسرت سيري وأليكسا ومساعد جوجل سباق الذكاء الاصطناعي؟

كيف خسرت سيري وأليكسا ومساعد جوجل سباق الذكاء الاصطناعي؟


29/03/2023

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً حول تراجع أهمية المساعدين الافتراضيين المعروفين “سيري” من شركة أبل و”أليكسا” من أمازون، ومساعد جوجل. وذكرت أن أمامهم أكثر من عقد من الزمان ليصبحوا أدوات قيّمة لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة مع افتقار تصميماتهم إلى السرعة والرشاقة، ناهيك عن الحسابات الخاطئة للشركات المطوّرة، ما ترك مجالاً لصعود روبوتات الدردشة.

يطل علينا عالم التكنولوجيا الآن بنوعٍ مختلف من المساعدين الافتراضيين: إنها روبوتات الدردشة. يمكن لهذه الروبوتات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي” و”شات جي بي تي بلس” الجديد من شركة “أوبن إيه آي” في سان فرانسيسكو، ارتجال إجاباتٍ على الأسئلة المكتوبة في مربع الدردشة بسرعة ورشاقة. وقد تمكّن الأشخاص من استخدام “شات جي بي تي” للتعامل مع المهام المعقدة مثل البرمجة وصياغة مقترحات الأعمال، بل وحتى كتابة الروايات.

يوم الثلاثاء، كشفت شركة “أوبن إيه آي” النقاب عن الجيل التالي من مُحرّك الذكاء الاصطناعي، “GPT-4″، الذي يشغل شات جي بي تي. توضح الحماسة الحالية حول روبوتات الدردشة كيف أن “سيري” و”أليكسا” والمساعدين الصوتيين الآخرين، الذين أثاروا حماساً مشابهاً، قد تراجعوا في سباق الذكاء الاصطناعي.

على مدار العقد الماضي، اصطدمت هذه التقنيات بعقباتٍ عدة. واجهت “سيري” عراقيل تكنولوجية، بما في ذلك التعليمات البرمجية التي استغرقت أسابيع لتحديثها بالميزات الأساسية. وقال موظفون سابقون إن أمازون وجوجل أخطأتا في تقدير كيفية استخدام المساعدين الصوتيين، ما دفعهما إلى الاستثمار في مجالات التكنولوجيا التي نادراً ما تؤتي ثمارها. وعندما فشلت تلك التجارب، تضاءل حماسهما لهذه التكنولوجيا.

هرولة للحاق بالركب

في هذا الصدد، قال ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، في مقابلة هذا الشهر مع صحيفة “فاينانشال تايمز”، إن المساعدين الصوتيين “قمة في الغباء”، معلناً أن الذكاء الاصطناعي الأحدث هو المستقبل. وأضاف أن الشركة تعمل بشكلٍ وثيق مع “أوبن إيه آي”، حيث استثمرت 13 مليار دولار في دمج تقنيتها في محرك بحث “بينج” الخاص بميكروسوفت، بالإضافة إلى منتجات أخرى.

وفيما رفضت أبل التعليق على سيري، قالت جوجل إنها ملتزمة بتوفير مساعد افتراضي رائع لمساعدة الأشخاص على هواتفهم وداخل منازلهم وسياراتهم. وتختبر الشركة بشكلٍ منفصل روبوت محادثة يُسمى “بارد”. أما أمازون فقالت إنها شهدت زيادة بنسبة 30 في المائة في مشاركة العملاء على مستوى العالم مع أليكسا في العام الماضي، وأنها متفائلة بشأن مهمتها لبناء صورة ذكاء اصطناعي على مستوى عالمي.

تتسابق العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى الآن للتوصل إلى حلول للحاق بركب “شات جي بي تي”. عقدت شركة أبل قمتها السنوية للذكاء الاصطناعي، الشهر الماضي، للتعرّف على نماذج اللغة الكبيرة وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى. وهناك تقارير تفيد بأن العديد من المهندسين، بما في ذلك أعضاء فريق سيري، يعكفون على اختبار مفاهيم توليد اللغة.

يوم الثلاثاء، قالت جوجل أيضاً إنها ستطلق قريباً أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لمساعدة الشركات والحكومات ومطوري البرامج على إنشاء تطبيقات باستخدام روبوتات الدردشة المضمّنة، ودمج التكنولوجيا الأساسية في أنظمتهم.

ومع ذلك، يبدو أننا سنشهد تقارباً بين تقنيات روبوتات المحادثة والمساعدين الصوتيين في المستقبل القريب، حسبما يقول خبراء الذكاء الاصطناعي. وهذا يعني أننا سنستطيع التحكم في روبوتات الدردشة من خلال الكلام، وسيكون في مقدور من يستخدمون منتجات أبل وأمازون وجوجل أن يطلبوا من المساعدين الافتراضيين مساعدتهم في وظائفهم، وليس فقط مهام مثل معرفة أحوال الطقس.

“لم تنجح هذه المنتجات في الماضي، لأننا لم نمتلك القدرات على إجراء حوار على المستوى البشري”، على حد تعبير أرافيند سرينيفاس، مؤسس شركة “Perplexity”، شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تقدم محرّك بحث مدعوم بروبوت دردشة، لكننا “الآن نمتلكها”.

عن "كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية