كيف دعمت الإمارات جهود تشاد في مكافحة الإرهاب؟

كيف دعمت الإمارات جهود تشاد في مكافحة الإرهاب؟

كيف دعمت الإمارات جهود تشاد في مكافحة الإرهاب؟


20/08/2023

شهدت الأشهر الأخيرة تنامياً ملحوظاً في العلاقات بين دولتي الإمارات العربية المتحدة وتشاد، بعد زيارة رئيس الدولة الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي في حزيران (يونيو) الماضي إلى أبو ظبي.

انطلاقاً من مقاربتها لمكافحة التطرف والإرهاب ونشر التسامح على مستوى العالم، دعمت أبو ظبي جهود تشاد في مكافحة الإرهاب، عبر تزويدها بمعدات عسكرية متطورة.

الدعم الإنساني

وسبق الدعمَ العسكري، تقديم دعم واسع النطاق في المجال الإنساني بهدف تخفيف الأعباء عن دولة تشاد نتيجة استضافة النازحين والفارين من جبهات القتال في السودان التي تشترك في حدودها الغربية مع تشاد.

وفي تموز (يوليو) الماضي، افتتحت دولة الإمارات بمدينة أمدجراس التشادية الحدودية مع السودان مستشفى ميدانياً دعماً للاجئين السودانيين في جمهورية تشاد. ويقدم المستشفى خدماته العلاجية عبر استقبال الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء من السودانيين وأهالي المجتمع المحلي.

وبلغ عدد من استقبلهم المستشفى خلال الشهر الأول من افتتاحه 3509 حالة طبية منها 1897 لأشخاص بالغين و1612 طفلاً إلى جانب إجراء 34 عملية جراحية.

أكثر من 4 آلاف حالة على المستشفى الإماراتي في تشاد

يقول الصحفي المصري، حمادة عبد الوهاب: هناك اهتمام شديد من دولة الإمارات في الفترة الأخيرة بتنمية العلاقات مع تشاد، خصوصاً بعد تطور الأحداث في السودان. وأفاد لـ"حفريات": "المساعدات الإماراتية تنقسم إلى إنسانية وصحية وعسكرية، وفي الجانب الإنساني افتتحت أبو ظبي مكتب التنسيق الإنساني في مدينة أمدجراس الحدودية مع السودان، وهي مسقط رأس الرئيس الراحل إدريس إتنو، ومن خلال المكتب يتم تنسيق توزيع السلال والمساعدات الغذائية على اللاجئين السودانيين والمواطنين التشاديين.

في عام 2018 دعت دولة الإمارات في الأمم المتحدة إلى إنشاء تحالفات استراتيجية دولية تهدف إلى تعزيز مكافحة الخطاب الإرهابي حول العالم

وتابع الصحفي المتخصص في الشؤون العربية والأفريقية: في الجانب الصحي يخدم المستشفى الميداني الإماراتي آلاف المرضى من السودانيين والتشاديين، ويخفف العبء عن دولة تشاد.

وتعتبر تشاد إحدى دول اللجوء التي دائماً ما قصدها السودانيون، خصوصاً من إقليم دارفور الذي يتشارك الحدودي، والذي شهد نزاعات مسلحة منذ مطلع الألفية الثالثة. ويُقدر عدد السودانيين الفارين إلى تشاد بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 14 نيسان (أبريل) الماضي، بنحو 100 ألف شخص، وهو رقم مرشح للزيادة بقوة بعد انتقال القتال إلى إقليم دارفور، ويعتبر غالبية الفارين من الفئات الأشد احتياجاً من النساء والأطفال، الذين انفصلوا عن أهلهم، ويعانون أزمة كبيرة تتمثل في نقص الغذاء والمسكن والرعاية الصحية.

وفي صبيحة 15 نيسان (أبريل) الماضي، اندلعت الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، بعد يومين من التوتر على خلفية نشر الدعم السريع لقوات كبيرة قرب القاعدة الجوية في مدينة مروي، شمال السودان. واتسعت رقعة القتال لتشمل العاصمة الخرطوم، التي شهدت عمليات قتالية بين الطرفين بهدف السيطرة على المواقع الإستراتيجية العسكرية، وامتدت إلى ولايات إقليم دارفور وولايات الشرق ومناطق أخرى في البلاد، ومن غير المأمول التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأعمال القتالية في القريب المنظور.

دعم عسكري

وخلال زيارته إلى أبو ظبي، شهد رئيسا الإمارات وتشاد؛ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس محمد إدريس إتنو، توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، في العديد من المجالات، وهي؛ الاقتصاد والتجارة والدبلوماسية والأمن والبيئة والتكنولوجيا.

وتبعاً لاتفاقية التعاون الأمني بين البلدين، قدمت أبو ظبي مساعدات عسكرية في مطلع شهر آب (أغسطس) الجاري إلى تشاد، بهدف "تمكينها وتعزيز قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب ودعم برامج حماية الحدود"، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وأضافت الوكالة أنّ "هذه المبادرة تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية تشاد على مختلف الأصعدة، والتي تُوجت بتوقيع عدة اتفاقيات ثنائية، منها اتفاقية التعاون العسكري."

حمادة عبد الوهاب: الدعم الإماراتي يلقى ترحيباً كبيراً التشاديين

وقام سفير دولة الإمارات لدى تشاد راشد سعيد الشامسي، بتسليم الآليات والمعدات إلى وزير الدفاع التشادي، الفريق ركن داوود يحيى إبراهيم، بحضور رئيس الأركان العامة، ورئيس الاحتياطي الاستراتيجي للجيش التشادي وكبار الجنرالات، حسبما أفادت وكالة (وام).

وأوضح الصحفي المصري، حمادة عبد الوهاب، بأنّ تشاد تقع بين بؤرتي نيران، الأولى تتمثل في الانقلاب العسكري في النيجر، والثانية الصراع المندلع في السودان. وذكر أنّ الصراع السوداني له تأثيرات واسعة على تشاد، خصوصاً أنّ قوات الدعم السريع لها ترابط قبلي مع قبائل تشادية، وهناك حديث عن مشاركة مقاتلين من تشاد إلى جانبها.

الصحفي حمادة عبد الوهاب لـ"حفريات": هناك اهتمام من دولة الإمارات في الفترة الأخيرة بتنمية العلاقات مع تشاد، خصوصاً بعد تطور الأحداث في السودان

وحول الموقف التشادي من الدعم الإماراتي، قال هذا الدعم يلقى ترحيباً كبيراً من إدارة الدولة في إنجامينا، التي قالت إنّه يساعد في مجابهة التحديات الأمنية التي تتربص بالدولة من الشرق والغرب والشمال، عبر تعزيز وتطوير قدرات الجيش التشادي، وتمكينه من مواجهة خطر الإرهاب المتنامي في منطقة الساحل والصحراء.

وأشار عبد الوهاب إلى أنّ تقديم الإمارات مسيّرات ومدرعات إماراتية الصنع يدعم جهود تشاد في تعزيز الاستقرار من خلال التصدي لخطر الجماعات المتمردة التي تنطلق من الجنوب الليبي. وبحسبه تعرض الجيش التشادي إلى كمين من قبل جماعة الجبهة الوطنية لإنقاذ الجمهورية المتمردة والتي تنطلق من الأراضي الليبية.

الإمارات تواجه الإرهاب

وفي عام 2018 دعت دولة الإمارات في الأمم المتحدة إلى إنشاء تحالفات استراتيجية دولية تهدف إلى تعزيز مكافحة الخطاب الإرهابي حول العالم. جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، سالم الزعابي، أمام المؤتمر رفيع المستوى الذي عقدته الأمم المتحدة على مدار يومين لرؤساء أجهزة مكافحة الإرهاب بالدول الأعضاء.

وبحسب البيان الذي نشره موقع "الأمم المتحدة" عبّر المسؤول الإماراتي عن قناعة بلاده في أنّ التصدي للإرهاب بأشكاله كافة، يتطلب وضع استراتيجيات شاملة ومتعددة الأطراف ترتكز في جوهرها على الوقاية ومنع التطرف. وأكد على التزام الإمارات منذ تأسيسها بنهج لا يقوم على مكافحة الإرهاب والتصدي له فحسب، وإنما يمتد لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تغذي العنف والكراهية وتحرض على القتل والدمار.

مدرعات إماراتية الصنع مقدمة كمساعدة إلى تشاد

وكانت الإمارات استضافت في مايو 2017 المؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني الذي صدر عنه "إعلان أبو ظبي حول تجريم الإرهاب الإلكتروني". وهدف المؤتمر إلى إيجاد تحرك دولي منسق وسريع إزاء المخاطر والتهديدات الإرهابية الإلكترونية، وخاصة في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية التي تنطلق من الفضاء الإلكتروني، وتعكس بمخاطرها على الأفراد والمجتمعات والدول عامة.

يذكر أنّ تشاد تستضيف ما يقرب من 600 ألف لاجئ، 400 ألف منهم من منطقة دارفور السودانية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد في تشاد ما يقرب من 400 ألف نازح نتيجة حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد منذ عقود بسبب الصراع على السلطة، بحسب "مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية".

مواضيع ذات صلة:

الإمارات تساند الآلاف من السودانيين والتشاديين... هذا ما قدمته

الإمارات تغيث السودانيين في تشاد... ماذا قدمت؟

الصفحة الرئيسية