كيف غيّر حزب العدالة والتنمية العقيدة العسكرية التركية؟

كيف غيّر حزب العدالة والتنمية العقيدة العسكرية التركية؟


23/08/2020

توسعت تركيا عسكريا خلال السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، إذ امتد نفوذها لدول أبعد ما تكون عن حدودها، ضمن استراتيجية اعتبرها البعض تغييرا في العقيدة العسكرية التركية.

ومن ضمن هؤلاء، الباحث السياسي التركي المخضرم، يكتان تركيلماز، الذي يرى التغير الأخير في الاستراتيجية العسكرية التركية انعكاسا لإعادة الهيكلة التي طالت الجيش التركي خلال السنوات الأخيرة.

وقال تركيلماز خلال لقاء مع صحيفة "أحوال" التركية إن "حكومة حزب العدالة والتنمية تنتهج سياسة تصعيد التوترات مع العديد من الدول على جبهات عديدة، واللجوء إلى تكتيكات عسكرية متزايدة على الرغم من عمليات التطهير في الجيش التركي".

وأضاف تقرير "أحوال" أن الجيش التركي قد خضع لإجراءات تغيير جذرية لإعادة هيكلته، إذ أغلقت العديد من المدارس العسكرية في أعقاب الانقلاب الفاشل في عام 2016، كما تم اعتقال ما يقرب من 200 جنرال ونحو 7 آلاف ضابط كجزء من حملة تطهير للمؤسسة العسكرية.

وتابع  التقرير أن "آيديولوجية الجيش التركي قد تغيرت، مع وجود انعكاسات على نظرتها الجيوسياسية للعالم، فقد تم استبدال النخبة العسكرية العلمانية المتطرفة في التسعينيات بأشخاص موالين لحزب العدالة والتنمية الحاكم (بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)".

وعلق تركيلماز على هذه التغييرات قائلا "أنت تضع آمالا كبيرة فجأة على الجيش، الذي تعرض لضربات غير مسبوقة".

وقد توسعت الاستراتيجية العسكرية التركية بشكل غير مسبوق، وأصبح للأتراك نفوذ ووجود عسكري في دول كسوريا، وليبيا، وشمال العراق، وقطر، والصومال.

وتستمر تركيا في استعراض قوتها في منطقة شرق المتوسط، في وقت تشعر فيه بالعزلة عن جيرانها في المنطقة بسبب نزاع حول تقسيم الحدود البحرية، وفقا لأحوال.

وقال تركيلماز إن الحكومة التركية الحالية تبدد 70 عاما من مخزون الدبلوماسية التركية، بما في ذلك تحالفاتها الاستراتيجية ومكانتها الدولية وتقدمها في التطلعات الجيوسياسية طويلة الأجل. 

يذكر أن السفينة الحربية الأميركية الضخمة "يو أس أس هيرشيل وودي ويليامز" قد وصلت إلى جزيرة كريت اليونانية جنوب تركيا، في مهمة لمراقبة التوترات المتصاعدة بين الدولتين في حلف الناتو، اليونان وتركيا، بشأن حقوق الطاقة في شرق البحر المتوسط، وفقا لموقع "فويس أوف أميركا".

وتنضم السفينة الأميركية إلى سفن أخرى من الاتحاد الأوروبي وروسيا، مما يثير مخاوف البعض في اليونان بشأن ما يمكن أن تعنيه هذه التعزيزات العسكرية.

وتتجمع البوارج اليونانية والتركية في المنطقة، منذ أن أمر أردوغان، سفينة أبحاث بالتوجه إلى شرق البحر المتوسط لمسح الغاز والنفط، فيما تقول اليونان إن قاع البحر قبالة سواحل جزيرة كريت والجزر الأخرى في المنطقة ملك لها، وهو ادعاء رفضته تركيا مرارًا.

وفي مؤشر على تصاعد التوترات في منطقة شرق المتوسط، قال مسؤولون بوزارة الدفاع اليونانية منذ أيام إن فرقاطة تابعة لهم اصطدمت بالجانب الخلفي لسفينة تركية أثناء تحرك السفينة اليونانية لاعتراضها. 

ولم يتسبب الحادث بوقوع خسائر بشرية، لكنه دفع القوات المسلحة من الجانبين إلى رفع حالة التأهب.

عن "الحرة"

الصفحة الرئيسية