لبنان... تحالفات جديدة وترجيحات لاستمرار الأزمة السياسية

لبنان... تحالفات جديدة وترجيحات لاستمرار الأزمة السياسية


02/06/2022

عبّرت القوى السيادية في البرلمان اللبناني عن خوفها من "صفقة جديدة" بين الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله، وبين التيار الوطني الحر، تمهد لتحالف سياسي جديد ينسحب على استحقاقي تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وينبع هذا الخوف من مشهد انتخاب رئيس المجلس الجديد ونائبه الذي حصل أول من أمس، وأفضى إلى فوز نبيه بري برئاسة البرلمان لولاية سابعة، مقابل انتخاب عضو كتلة "لبنان القوي" (التيار الوطني الحر) النائب إلياس بوصعب نائباً له وعضو الكتلة نفسها آلان عون أميناً للسر.

القوى السيادية في البرلمان تعبّر عن خوفها من "صفقة جديدة" بين حركة أمل وحزب الله، وبين التيار الوطني الحر، تمهد لتحالف سياسي جديد

ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط"، يعتقد معارضون أنّ نيل بري (65) صوتاً نيابياً، مقابل حصول بوصعب وآلان عون على عدد الأصوات نفسه، يثبت أنّ الأرقام المتساوية بدقة أتت نتيجة اتفاق مسبق التزم به الطرفان، رغم نفي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل التصويت لصالح بري، وتأكيده أنّ كتلته صوتت بورقة بيضاء في انتخاب رئيس المجلس النيابي.

 وبرر رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون هذا الاتفاق بـ"خوف التحالف الثلاثي من وصول قوة نيابية كبيرة وفاعلة إلى المجلس النيابي"، لكنّه اعتبر أنّ هذه القوة "فشلت في أول امتحان لها، عندما بدت غير متماسكة، وفشلت في انتخاب أحد نوابها نائباً لرئيس مجلس النواب". 

معارضون: نيل بري (65) صوتاً، مقابل حصول بوصعب وآلان عون على عدد الأصوات نفسه، يثبت أنّ الأرقام المتساوية أتت نتيجة اتفاق مسبق

وقال شمعون: "الشعب الذي أعطانا ثقته يريد منا أفعالاً ومنهجية واضحة لتحقيق مصالحه وليس مصالح السياسيين". ودعا قوى التغيير إلى "مدّ اليد إلى نواب المعارضة من الأحزاب السيادية، والتنسيق الكامل في كل الاستحقاقات المقبلة، لا أن نبقى مجرد كتل كل كتلة منها لها أولوياتها". متمنياً على النواب التغييريين "الخروج من الشعارات والمبادئ التي ترفض التعاطي مع الأحزاب، والإقلاع عن شعار (كلن يعني كلن)، لأنّه لا يبني مشروعاً سيادياً، بل يستفيد منه الطرف الآخر لتكريس سطوته".    

ويتريث رئيس الجمهورية ميشال عون بدعوة النواب لإجراء استشارات نيابية ملزمة لتكليف شخصية سنّية لتشكيل الحكومة الجديدة، بانتظار استكمال الاتصالات، وقد توقع مراقبون أن يطول مخاض تشكيل الحكومة، في ظل غياب أكثرية نيابية واضحة، وإصرار حزب الله وحلفائه على امتلاك قرار تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية، وقد تخوف النائب فادي كرم من محاولة محور الممانعة "الانقلاب على إرادة الناس والعودة مجدداً لحصد الأكثرية عبر التلويح بطعون تطال مقاعد مسيحية لقلب الأكثرية المسيحية لصالح التيار الوطني الحر". 

ولم يستبعد "ممارسة هؤلاء ضغوطاً على المجلس الدستوري لإبطال نيابة بعض النواب، لكنّنا سنواجههم ونفضح ألاعيبهم".

زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع: حزبه سيرفض أيّ شخص يتحالف مع حزب الله الشيعي المسلح لمنصب رئيس الوزراء

 وحذّر عضو كتلة "الجمهورية القوية" من العودة إلى "اعتماد المنطق نفسه في تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية". وقال كرم: إنّ "إدارتهم السابقة أوصلت البلد إلى جهنم، وإذا جددوا وجودهم في الحكومة المقبلة وأصروا على انتخاب رئيس من صفوفهم، فسوف يأخذوننا إلى أسوأ أنواع جهنم".     

وفي سياق متصل، أعلن زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع أنّ حزبه سيرفض أيّ شخص يتحالف مع حزب الله الشيعي المسلح لمنصب رئيس الوزراء، وسيلتزم بمقاطعته للحكومة، إذا تشكلت حكومة توافقية جديدة.

وقال جعجع في تصريح صحفي لوكالة "رويتر"ز: "إذا حكومة مثل العادة مع الكل أكيد ما منوافق وما منشارك"، مضيفاً: "ما ينبسطوا كتير (حزب الله)"، موضحاً أنّ الانقسامات في البرلمان ستؤدي إلى "مواجهة كبيرة" بين حزب الله المدعوم من إيران وحلفائه من جهة، وحزب القوات اللبنانية من جهة أخرى.

ورفض جعجع الإفصاح عمّا إذا كان حزب القوات اللبنانية سيدعم فترة ولاية جديدة لرئيس الوزراء الحالي والمرشح الأوفر حظاً نجيب ميقاتي، أو أنّ حزبه سيدعم اسماً مختلفاً.

ويتطلب نظام الحكم في لبنان الآن من الرئيس ميشال عون حليف حزب الله وخصم القوات اللبنانية، التشاور مع نواب البرلمان بشأن اختياراتهم لمنصب رئيس الوزراء.

وتستمر الحكومة الجديدة بضعة أشهر فقط، حيث من المقرر أن ينتخب البرلمان خليفة لعون الذي تنتهي فترته الرئاسية في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، وبعد ذلك سيعين الرئيس التالي رئيساً جديداً للوزراء.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية