لبنان.. قلعة إيرانية متقدمة في يد ميليشيا حزب الله

لبنان.. قلعة إيرانية متقدمة في يد ميليشيا حزب الله

لبنان.. قلعة إيرانية متقدمة في يد ميليشيا حزب الله


15/08/2023

شيماء بهلول

أشعلت حادثة الكحالة مؤخراً توتراً ملحوظاً في لبنان، وتسببت في إحراج كبير لميليشيا حزب الله التي حاولت التنصل منه، مسلطة الضوء على الهيمنة المطلقة للحزب على الدولة، التي تشهد أحد أسوأ أزماتها السياسية والاقتصادية.

وكشف تقرير لمنظمة مشروع مكافحة التطرف في ألمانيا  (CEP)، أن إيران قامت بنقل آلاف الصواريخ وكميات كبيرة من الأسلحة والمقاتلين وإمدادات أخرى إلى حزب الله، من خلال الحرس الثوري الإسلامي التابع لها، وباستخدام سوريا كنقطة نقل.

تهريب السلاح

وفي اتصال مع 24، تحدث الصحافي والباحث السياسي اللبناني علي حمادة، عن "المسارات الجديدة لتهريب السلاح الإيراني إلى ميليشيا حزب الله"، قائلاً إنه "على مدى الأعوام الماضية لم تنفك ميليشيا حزب الله عن استخدام أساليب وطرق مختلفة ومتنوعة لإدخال السلاح وتهريبه إلى لبنان، فهي تعرف أن هذه الأسلحة معرضة لتلقي ضربات إسرائيلية، وأنها يمكن أن تكشف عن مواقع سرية وهي في طريقها لتخزن إما في لبنان أو في سوريا كمحطة أولى.

وأضاف "هذه الأسلحة آتية من إيران تعبر العراق من دون مشاكل، وتعبر الحدود العراقية - السورية عند نقطة البوكمال ونقطة مدينة الميادين، ومنها إلى بادية الشام وصولاً إلى مخازن في سوريا، ومنها يمكن تمريرها إلى لبنان بطرق ووسائل متعددة، إما عبر شاحنات تجارية، أو شاحنات خضار أو سيارات عادية أو سيارات إسعاف".

وتابع "طبعاً، معلوم أنه بالنسبة لأسلحة حزب الله الأكثر تطوراً، فهو يخزنها في سوريا على امتداد الخارطة الجغرافية من حلب، وصولاً إلى دمشق وريف دمشق وعودة إلى منطقة دير الزور"، مشيراً إلى أن "هذه المناطق مترامية الأطراف يصعب على إسرائيل رصدها كلها دفعة واحدة".

عملية مقدسة

أوضح الصحافي علي حمادة نقطة حول "استمرار ميليشيا حزب الله في تكديس السلاح على الأراضي اللبنانية"، بالقول إن "إيران نجحت عبر أذرعها (فيلق القدس وحزب الله)، في تمرير كمية كبيرة من الأسلحة، بهدف تحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية حقيقية وفعلية".

وتابع "فيما يتعلق بتكديس السلاح، هذه سياسة أساسية لأن سوريا هي الجسر العابر الذي تمر عبره هذه الأسلحة، وتكديس السلاح هو جزء من وظيفة حزب الله، والفكر الراسخ بأن لبنان يجب أن يكون قاعدة راسخة للوجود الإيراني في المنطقة، ويعتمد في ذلك حزب الله والإيرانيون على قدرة الحزب في استقطاب جزء من الشعب اللبناني ليشكل حماية اجتماعية وشعبية وحاضنة له ولسلاحه".

وأشار الباحث إلى أن "ميليشيا حزب الله تشكل ورقة ضغط إيرانية على الإسرائيليين، وعلى الغرب عموماً وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لتواجده بالقرب من الحدود الفاصلة مع إسرائيل".

وفي السياق ذاته، قال المحامي والمحلل السياسي اللبناني أمين بشير لـ 24 إن: "عملية نقل السلاح هي طريق مقدس بالنسبة للحزب، ومن الطبيعي أن يتم استهدافه من قبل الدولة الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن "حادثة الكحالة فضحت طرق حزب الله في نقل السلاح بشكل علني من إيران وسوريا إلى لبنان".

انتشار الحزب

يذكر الصحافي علي حمادة لـ 24 بخصوص ما يتعلق بزعم الميليشيا حصولها على صواريخ متطورة رغم القصف الإسرائيلي المستمر: "صحيح أن إسرائيل قصفت مئات المرات مخازن لحزب الله في سوريا، لكن مقابل كل مخزن يتم تدميره كان هناك مخازن أخرى يتمكن الحزب من حمايتها وإخفائها، وتمرير أجزاء من السلاح إلى لبنان لتخزينها في مناطق لا يمكن التفكير فيها".

وأضاف أن "خطورة المسألة تكمن في أنه حال نشبت حرب إسرائيلية مع حزب الله، يمكن أن نكتشف أن الحزب منتشر بمخازنه ومراكزه العسكرية في مختلف أرجاء لبنان".

غياب الدولة

 يجيب المحامي أمين بشير على تساؤل حول تغاضي وغياب الدولة والجيش اللبناني عن ممارسات حزب الله التي تعرض أمن البلاد للخطر، فيقول: "القضية تكرر نفسها منذ السيطرة الفعلية لحزب الله على القرار اللبناني، ولا سيما بعد تسوية عام 2016".

وأضاف "من الطبيعي أن نلاحظ غياب الدولة اللبنانية، لأن السيطرة والهيمنة الكاملة هي لحزب الله على قراراتها، وفي الفترة الأخيرة تعالت الأصوات لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، لأن هذا السلاح هو بإمرة إيرانية ويقاتل لأجل أهداف إيرانية وهو يهيمن ويحتل القرار اللبناني".

وأوضح "حزب الله أطبق على النظام، وأصبح أكبر من الدولة اللبنانية فهو من يقرر سياساتها الخارجية والإقليمية ومعاهداتها السلمية وغير السلمية".

في حين قال الباحث علي حمادة: "الدولة اللبنانية غائبة، إما جزء منها متواطئ، وجزء آخر مستسلم وجزء ثالث غير مبال"، مضيفاً  أنه "من المستحيل في الوقت الحاضر الرهان على الدولة اللبنانية، فلبنان يتدحرج شيئاً فشيئاً ليكون قلعة متقدمة إيرانية في شرق البحر الأبيض المتوسط".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية