لماذا تعد الإجازات مهمة لأدمغتنا؟

لماذا تعد الإجازات مهمة لأدمغتنا؟


09/04/2019

من الجيد أن يحصل الأشخاص على فترة نقاهة من العمل بين الحين والآخر، فإن ذلك يؤثر على الصحة النفسية، كما ينعكس إيجاباً على الإنجاز في العمل بعد انتهاء الإجازة.

اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للمرأة.. قصة البداية من قسوة العمل

لكن هل هناك مدة مثالية للإجازة؟ وهل ينطبق "قانون تناقص المنفعة الحدية" المعروف في علم الاقتصاد، على الاستمتاع بالعطلات لتحديد المدة الزمنية المثلى لها؟

ما زاد عن حده

يتعلق مفهوم "قانون تناقص المنفعة الحدية" بأمرين مختلفين، أولهما بصناعة الأغذية، إذ يُقصد به تحديد النسب المثلى من الملح والسكر والدهون بالمنتج حتى يشعر المستهلك بأكبر قدر من المتعة والرضا، كما يفسر الأمر اقتصادياً بمستوى الاستهلاك الذي يحقق أعلى قدر من الرضا، وبتجاوزه يقل مدى رضا المستهلِك عن المنتج.

تتعدد النظريات حول تجاوز حد الإشباع منها ما يتعلق بالملل مثلما يحدث مع تكرار نفس الأغنية دون توقف

وبالنسبة للأغذية، يتأثر المخ بمذاقات معينة، مما يقلل الرغبة في تناول المزيد منها، وهو ما يعرف بـ"حد الإحساس بالشبع". وحتى فيما يتعلق بالموسيقى، كثيراً ما مللنا سماع أغانينا المفضلة نتيجة كثرة الاستماع لها، وهو ما يجعل المخ لا يتجاوب معها بنفس الطريقة.

لكن كيف ينطبق هذا الأمر على الإجازات؟ يشعر كثيرون أثناء الإجازة بالرغبة في العودة للمنزل رغم أن الإجازة كانت ممتعة، فهل ما يزيد عن حده، حتى من الاسترخاء على الشاطئ أو اكتشاف المزارات الممتعة، ينقلب إلى ضده؟

للدوبامين دور أساسي

يرجح علماء النفس أن ثمة دوراً تلعبه مادة الدوبامين، وهي من الناقلات العصبية المخية التي تُحدث شعوراً بالنشوة ويفرزها الجسم استجابة لنشاط ممتع، مثل الأكل والجنس والحصول على الأموال والوقوع في الحب.

يقول أستاذ الأعصاب في جامعة آرهوس بالدنمارك، بيتر فوست،: إن استكشاف أماكن جديدة يرفع مستوى الدوبامين لدى المرء نتيجة اكتشافه لبيئة جديدة وثقافة مختلفة، بحسب ما ذكرته شبكة "بي بي سي" في تقرير لها.

اقرأ أيضاً: ما هي المتلازمة التي تصيب الذاكرة وتحرمك من السفر ذهنياً عبر الزمن؟

ويضيف: "سرعان ما يسأم المرء الخبرات البسيطة، بينما يطول أمد الاستمتاع بالتجارب المتنوعة التي تنطوي على تحديات، إذ يتأخر بلوغ الحد الأقصى للمتعة".

الجديد جميل

ومن جانبه يقول المحاضر والباحث في جامعة بريدا للعلوم التطبيقية بهولندا، يروين نافيين، إن أغلب الأبحاث حول الاستمتاع بالإجازات تطرقت لرحلات قصيرة لم تمتد أكثر من أسبوعين لعدم توافر ما يكفي من البيانات.

إن الحصول على فترة نقاهة من العمل يؤثر على الصحة النفسية كما ينعكس إيجاباً على الإنجاز بعد الإجازة

وأجرى نافيين استطلاعاً للرأي على 481 سائحاً في هولندا، أمضى معظمهم رحلات لمدة 17 يوماً أو أقل، ووجد أنهم لم يصلوا إلى حد الإشباع. ويقول عن ذلك: "لا أعتقد أن المرء سيتجاوز حد الإشباع خلال إجازة قصيرة نسبياً"، معرباً عن إمكانية حدوث ذلك خلال الرحلات الطويلة.

وتتعدد النظريات حول تجاوز حد الإشباع، منها ما يتعلق بالملل مثلما يحدث مع تكرار نفس الأغنية دون توقف.

تنويع الأنشطة

كما نشرت مجلة "دراسات السعادة" بحثاً أشار إلى أن الاستمتاع بأوقات الفراغ يعتمد على قدرة المرء على اختيار أنشطته، ووجد البحث أن المرء يشعر بالمتعة عبر سبل عدة، من بينها القيام بأنشطة جريئة يتعلم منها الشخص أشياء جديدة، أو أعمال هادفة كالأنشطة التطوعية.

ويقول أستاذ علم النفس والأعصاب بجامعة كولورادو بمدينة بولدر، ليف فان بوفين: بما أن كل شخص يشعر بالسعادة لقيامه بنشاط يختلف عن غيره، فلا بد أن حد الإشباع يختلف أيضاً من شخص لآخر.

اقرأ أيضاً: 5 ممارسات خاطئة.. تجنّبها كي لا تهدر وقتك وتصعّب عملك

ويعتقد بوفين أن الاستمتاع بالإجازة يتحدد بناء على الأنشطة التي يقوم بها الشخص، مشيراً إلى أن الأمر يعتمد بصورة كبيرة على كمية الطاقة النفسية والجسدية التي يستهلكها النشاط.

اختيار البيئة المناسبة

وتعد البيئة المناسبة من العوامل الهامة أيضاً للاستمتاع بالإجازة، فرغم الفائدة الكبيرة لزيارة مدن جديدة، إلا أن الزحام والضوضاء قد يتسببان في الإصابة بالقلق والتعب.

وهنا تقول الباحثة بجامعتي تامبير وغرونينغين بفنلندا وهولندا، جيسيكا دي بلوم: إن السيل المتواصل من المؤثرات في المدن قد يرهق الأعصاب ويسبب التوتر.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية