لماذا خُلق تجمع الإخوان المسيحيين؟!

سامي النصف

مع سقوط «قارة» روسيا القيصرية تحت سنابك الفكر الشيوعي وبدء تمدد الماركسية التي تدعي تمثيل العمال والفلاحين والفقراء وحتى الحالمين بعالم مثالي لا ظلم فيه، قررت بعض القوى المؤثرة في العالم محاربة الشيوعية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وحتى دينيا عبر خلق منظومات دينية عملها الأساسي سياسي وليس دينيا يسمى المنضوون تحتها بالأخوة أو الأخوان المسيحيين.
***
لذا خلق في واشنطن قبل أكثر من 80 عاما جمعية الأخوة المسيحية التي رصد قصتها كاملة على النتفليكس الفيلم الوثائقي الـ «عائلة» The Family وكان للجماعة مرشد عام أسطوري نشط يدعى «دوغ كلو» مع مقر دائم في «ستي ستريت» في واشنطن على بعد خطوات من الكونغرس والبيت الأبيض، وقد ركز المرشد التاريخي للجماعة على أهمية السرية المطلقة في عملهم كي ينجح وينتشر، وضرورة التواصل مع القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية النافذة في أميركا والعالم حتى أصبحت تلك الجماعة كما يرى المراقبون الأكثر تأثيراً في أمريكا والعالم.
***
آخر محطة:
ما أعطى تلك الجماعة الدينية السياسية نفوذا شبه مطلق أنها لا تعادي أحدا ولا تكفر أحدا ولا تقوم بثورات أو انقلابات أو مظاهرات لاتباعها بالشوارع، ومن أهم أنشطتهم السنوية تنظيم إفطار صباحي في واشنطن يحضره بالعادة الرئيس الأمريكي وجميع الرؤساء السابقين الجمهوريين والديموقراطيين ومعهم كثير من القيادات بالعالم من مسيحية ومسلمة وغيرها من الديانات حيث لا تعصب أو تشدد عندهم، يرى البعض أن ذلك الإفطار الذي تتخلله الصلاة والدعاء قد أسقط جدار العلمانية الفاصل في أميركا بين الدولة والدين.

عن "النهار" العربي