لماذا لم يوقف أمن الحدود الإسرائيلي المتطور هجوم حماس؟

لماذا لم يوقف أمن الحدود الإسرائيلي المتطور هجوم حماس؟

لماذا لم يوقف أمن الحدود الإسرائيلي المتطور هجوم حماس؟


11/10/2023

في واحدة من أكثر الهجمات دموية التي عرفتها إسرائيل منذ وجودها، اخترق مسلحو حركة حماس الفلسطينية الحدود نحو بلدات غلاف غزة من الجو والبحر والبر، وأطلقوا النار واحتجزوا رهائن وأجبروا العائلات على تحصين أنفسهم في الداخل خوفاً على حياتهم، وبعدها انهالت الصواريخ من القطاع. فكيف سمح الأمن الحدودي في هذا الاختراق الجسيم؟

تقول شبكة "سي إن إن"  في تقرير تحليلي إنه على الرغم من أن إسرائيل ليست غريبة على الهجمات والعمليات الفلسطينية، إلا أن هجوم يوم السبت لم يسبق له مثيل، لأسباب ليس أقلها عدم وجود تحذير مسبق، حيث وجد الجيش الإسرائيلي نفسه على حين غرة يواجه هجوماً منظما على محاور عدة، مخترقاً واحدة من أكثر القوات المسلحة ووكالات الاستخبارات إثارة للإعجاب في العالم.

فشل استخباراتي

وطرح التقرير أسئلة عدة موجهة للسلطات الإسرائيلية، التي لم تشهد هذا النوع من التسلل إلى القواعد العسكرية والبلدات والكيبوتسات منذ عام 1948، فكيف يمكن لجماعة حماس القادمة من واحدة من أفقر الجيوب في العالم، قطاع غزة، إدارة مثل هذا الهجوم المدمر؟

يقول قال جوناثان كونريكوس، المتحدث الدولي السابق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي رداً على هذا التساؤل للشبكة: "فشل النظام بأكمله. إنها ليست مجرد عنصر واحد. من الواضح أن الهيكل الدفاعي بأكمله فشل في توفير الدفاع اللازم للمدنيين الإسرائيليين".

وأضاف "هذه لحظة من نوع بيرل هاربور بالنسبة لإسرائيل، حيث واقع البلاد اليوم ليس هو كما السابق. كل شيء سيتغير".

لقد تهرب الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً من الأسئلة حول ما إذا كانت أحداث يوم السبت تشكل فشلاً استخباراتياً، وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت لشبكة "سي إن إن" إن إسرائيل تركز على القتال الحالي وحماية أرواح المدنيين. سنتحدث عما حدث بعد ذلك".

حماية ضعيفة

وتشير الشبكة الأمريكية إلى أنه سواء عن طريق الصدفة أو عن قصد، جاءت الهجمات في اليوم التالي لذكرى مرور 50 عاماً على صراع آخر غير متوقع، عندما شن تحالف من الدول العربية هجوماً مفاجئاً على إسرائيل في يوم الغفران، عام 1973، ما أطلق عليه لاحقا "حرب أكتوبر". 

ومع ذلك، فإن الهجمات لا تزال مفاجأة لإسرائيل، حسبما قال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت لـ"سي إن إن"، موضحاً "في التاريخ العسكري، هناك دائماً مفاجآت كبيرة، بيرل هاربور، بربروسا، حرب يوم الغفران.. في نهاية المطاف، لا يمكن للاستخبارات أن تذهب إلى حد بعيد كلياً".

ويلفت التقرير إلى أنه منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، أنفقت مليارات الدولارات لتأمين الحدود من الهجمات. وقد أدى ذلك إلى ضرب أي أسلحة تطلق من داخل غزة على إسرائيل ومنع الفصائل الفلسطينية من محاولة عبور الحدود من الجو أو تحت الأرض باستخدام الأنفاق.

نظام مُكلف

ولوقف الهجمات الصاروخية، استخدمت إسرائيل القبة الحديدية، وهي نظام دفاع صاروخي فعال تم تطويره بمساعدة الولايات المتحدة.

كما أنفقت إسرائيل مئات الملايين من الدولارات لبناء نظام حدودي ذكي مع أجهزة استشعار وجدران تحت الأرض تم الانتهاء منه، وفقا لرويترز، في نهاية عام 2021.

ويكاد يكون من المؤكد أن يتم دراسة نظر من قبل المسؤولين الإسرائيليين لمعرفة أين فشلت تلك الأنظمة يوم السبت. وحتى صباح السبت، قالت إسرائيل إن حماس أطلقت 2200 صاروخ، رغم أنها لم تنشر أرقاماً عن عدد الصواريخ التي تم اعتراضها. ولم يعلق المسؤولون على ما إذا كان السياج الحدودي قد أدى وظيفته أم لا؟

"أبواب الجحيم"

وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في وزارة الخارجية الأمريكية حول قضايا الشرق الأوسط، لشبكة "سي إن إن" إن المجتمعات الإسرائيلية القريبة من غزة من الواضح أنها ليست محمية بشكل كاف.. لا أعتقد أن الإسرائيليين رأوا هذا قادماً".

ومن المرجح أن تتضمن استجابة إسرائيل لهذا الهجوم الباغت أكثر من مجرد تعزيزات حدودية، إذ بدأ الجيش الإسرائيلي بالفعل غارات جوية في غزة تستهدف البنية التحتية لحماس، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى. 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن البلاد "سترد على نيران بحجم لم يعرفه العدو"، بينما قال المسؤول الكبير عن الأنشطة في الأراضي الفلسطينية، اللواء غسان عليان، إن حماس "فتحت أبواب الجحيم".

وقال كونريكوس، المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، إن أحداث السبت ستجبر إسرائيل على دعم هذا الخطاب والرد "بطريقة لم تر من قبل".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية