ليبيا في 2021.. عام الانشقاقات والمراوغات الإخوانية

ليبيا في 2021.. عام الانشقاقات والمراوغات الإخوانية


30/12/2021

عبدالهادي ربيع

تلقى تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا عام 2021 العديد من الضربات القاسية التي حاول الالتفاف عليها بانشقاقات وهمية وخداع تغيير المسميات.

فما إن قرر الليبيون خوض غمار الحوار السياسي والاقتصادي والأمني، بضغوط دولية، حتى سارع التنظيم الإرهابي وفروعه المختلفة إلى تغيير جلده، في محاولة لخداع الليبيين، والظهور بالأسماء المختلفة أو الانشقاق عن التنظيم الأم.

خسائر انتخابية مبكرة

بدأ التنظيم العام بصدمة كبيرة في معاقله غربي ليبيا، حيث مُنيت قوائم التنظيم بخسارة فادحة في الانتخابات البلدية في كل من حي الأندلس وسواني بن آدم في طرابلس الكبرى، وقصر الأخيار وزليتن (غرب)، 8 يناير/ كانون الثاني 2021.

كما تلقى التنظيم الخسارة نفسها في انتخابات بلديتي تاجوراء وصبراتة، 17 يناير/ كانون الثاني 2021 التي انتفضت ضد الإخوان، رغم استنفارهم كل قواهم لحسم الانتخابات لصالحهم دون جدوى، وفتاوى مفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني، الذي حثهم على المشاركة وقلب الموازين لصالح الجماعة الإرهابية.

استقالات القيادات

في الـ 20 من يونيو/ حزيران 2021 انتخب حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، القيادي المتطرف عماد البناني رئيسا جديدا للحزب في ليبيا خلفا لرئيسه السابق ومؤسسه محمد صوان.

وتبع اختيار البناني إعلان عدد من القيادات التنفيذية في الحزب استقالاتهم في يوليو/تموز 2021، على رأسهم الناطقة باسم الحزب سميرة العزابي، نائبة رئيس الحزب لشؤون المرأة والشباب، إضافة إلى رئيس الدائرة السياسية في الحزب، ورئيس دائرة الإعلام، ورئيس مكتب الشباب، ورئيس دائرة الشؤون الإدارية والمالية.

واجهة جديدة

واضطر عناصر التنظيم في نوع من المراوغة لإنشاء حزب مواز، في أغسطس/ آب 2021، يضم قيادات التنظيم المستقيلة وهو "الحزب الديمقراطي الليبي"، استعدادا للانتخابات، وللدخول على الليبيين بواجهة جديدة للانقضاض على الاستحقاق بعدما كشف الكثير من أبناء الشعب الليبي خططه الخبيثة.

أما التنظيم نفسه فأعلن تغيير اسمه في ليبيا وبدّل جلده في مايو/ أيار 2021، وأعلن عن حل الجماعة والتحول إلى جمعية تدّعي أنها إصلاحية تحت مسمى، "الإحياء والتجديد".

وأمام ذلك لم يجد البناني الرئيس الجديد لحزب الإخوان إلا اتهام القيادة السابقة للحزب برئاسة صوان بالفساد المالي والسياسي، محاولا استعادة ثقة الليبيين قبل الانتخابات.

صدام مع الشعب

ومع اقتراب موعد الانتخابات التي كانت مقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول، 2021 ومع تجاربهم الفاشلة حتى داخل معاقلهم، هدد تنظيم الإخوان بالانقلاب المسلح على هذا الاستحقاق ورفض نتائجه حال فشل مرشحيهم.

وهو ما أعلن عنه رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة" الإخواني خالد المشري، في  نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، حين قال إن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، "لن يكون رئيسًا لليبيا ولو على جثث آلاف الليبيين".

مضيفا في تصريحات صحفية "إذا جاء حفتر رئيسا فإن المنطقة الغربية ستقاوم بقوة السلاح".

وخرجت العديد من المظاهرات الشعبية في ليبيا رافضة لنهج الإخوان ومتمسكة بإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، وأنه لا مستقبل للتنظيم في المشهد السياسي الليبي.

ولم ينجح تنظيم الإخوان الإرهابي طوال عقد كامل في الفوز بالثقة الشعبية الليبية؛ فقد خسر الاستحقاقات الانتخابية في انتخابات المؤتمر العام 2012، ومجلس النواب عام 2014 والتي انقلبوا عليها بالسلاح فيما يعرف بانقلاب "فجر ليبيا".

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية