مؤشر الإرهاب داخل أوروبا 2023... تنامي المخاطر المتعلقة بانتشار التطرف والعمليات الإرهابية

مؤشر الإرهاب 2023... تنامي المخاطر المتعلقة بانتشار التطرف والعمليات الإرهابية

مؤشر الإرهاب داخل أوروبا 2023... تنامي المخاطر المتعلقة بانتشار التطرف والعمليات الإرهابية


18/12/2023

أظهر مؤشر الإرهاب داخل أوروبا للعام 2023، الصادر عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، تنامي المخاطر المتعلقة بانتشار التطرف والعمليات الإرهابية داخل غالبية دول الاتحاد الأوروبي، وحذر من وتيرة غير مسبوقة للإرهاب داخل أوروبا تأثراً بالحرب في غزة، فضلاً عن استمرار الحرب الأوكرانية.

ويقدّر الباحثون في دراسة نشرها المركز، ونقلتها عنه شبكة (سكاي نيوز)، أنّ الجماعات الإسلاموية واليمينية المتطرفة في أوروبا ما تزال تشكل تهديداً لأجهزة الاستخبارات  بالتزامن مع طول أمد حرب أوكرانيا، وتصعيد الصراع في غزة، ويعكس حجم التهديدات الناشئة عن حرب عزة وأوكرانيا حجم التحديات التي تواجهها أوروبا خلال عام 2024.

واقع الإرهاب في دول الاتحاد الأوروبي

في فرنسا تمثل السلفية الجهادية وجماعات الإسلام السياسي تهديداً كبيراً للسلطات الفرنسية، فهناك (3025) متطرفاً داخل البلاد، وتضاعفت الأحكام في قضايا الإرهاب نحو (7) مرات، وحوالي 50% من المتهمين تحت سن (18) عاماً، بحسب تقدير الباحثين.

كذلك أظهرت المؤشرات تصاعد التهديد الإرهابي لليمين المتطرف خلال العام، فقد كشفت الإحصائيات عن وجود (50) مجموعة محسوبة على اليمين المتطرف الفرنسي بكل أطيافه، تضم أفراداً من قوات الجيش والشرطة تتسلل من خلال المنصات الإلكترونية وتحرض على العنف. 

وتشير الإحصائيات إلى إحباط وقوع هجوم إرهابي كل شهرين، وأحبطت باريس نحو (28) هجوماً خلال العام.

 الجماعات الإسلاموية واليمينية المتطرفة في أوروبا ما تزال تشكل تهديداً لأجهزة الاستخبارات

وأشارت الدراسة إلى تنامي القلق داخل فرنسا من تداعيات حرب غزة، حيث شهدت فرنسا (1159) عملاً معادياً للسامية، وشهدت الأحزاب خلافات حول توصيف هجمات حركة (حماس) والدعم المطلق لإسرائيل.

ويظل التهديد مستمراً بهجمات إرهابية في فرنسا مخطط لها في الخارج من جانب (داعش)، على غرار هجمات تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، إذ يُعدّ التهديد السيبراني والهجمات الإلكترونية إحدى المخاطر الرئيسية، لا سيّما أنّ باريس تنظم دورة الألعاب الأولمبية خلال العام 2024.

 

حذر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات من وتيرة غير مسبوقة للإرهاب داخل أوروبا تأثراً بالحرب في غزة فضلاً عن استمرار الحرب الأوكرانية.

 

أمّا في بريطانيا، فقد باتت الجماعات الإسلاموية المتطرفة في المملكة المتحدة تستنزف قدرات وجهود الاستخبارات البريطانية، ويهيمن على المشهد اليميني المتطرف في بريطانيا أفراد أو مجموعات صغيرة، وهو اتجاه يجعل من الصعب على السلطات البريطانية التنبؤ بتهديدات اليمين المتطرف، ويجعل من الصعب التعرف عليهم والتحقيق معهم، بحسب الدراسة.

وكانت تهديدات الجماعات الإسلاموية واليمينية المتطرفة هي "الأكثر خطورة" في السويد وبريطانيا خلال عام 2023، كما واجهت البنية التحتية في العام 2023 في السويد والمملكة المتحدة تهديداً إلكترونياً مستمراً، وارتفع عدد حوادث الجرائم الإلكترونية، وتسببت حوادث إحراق المصحف وتصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في تزايد مخاوف بريطانيا والسويد من تنامي الإرهاب خلال العام 2024 .

في فرنسا تمثل السلفية الجهادية وجماعات الإسلام السياسي تهديداً كبيراً للسلطات الفرنسية

وتراجع الوضع الأمني في السويد خلال العام 2023، بعد إحراق نسخ من المصحف وموقفها الداعم لإسرائيل، وتحولت من كونها هدفاً مشروعاً للهجمات الإرهابية إلى اعتبارها هدفاً له أولوية.

وشهد المجتمع السويدي تزايداً في الانجذاب نحو اليمين المتطرف، لا سيّما بعد استغلال أحزاب اليمين المتطرف لقضايا الهجرة واللجوء والصراعات لتوسيع النفوذ.

ما توقعات خارطة الإرهاب في 2024؟

إلى ذلك، أشارت شبكة (سكاي نيوز)في تقرير إلى أنّ مؤشر الإرهاب يتجه عالمياً في الوقت الراهن إلى نشاط واسع للتنظيمات المتطرفة مثل (داعش والقاعدة) في أفريقيا وآسيا، مستغلة انشغال أوروبا والعالم بالصراع في أوكرانيا وغزة، ممّا يزيد المخاوف من تجنيد عناصر جديدة وشنّ هجمات عبر الذئاب المنفردة في أوروبا، وتقع ألمانيا والنمسا في مرمى هذا الخطر المحتمل لنشاط التيارات الإسلاموية المتطرفة عبر الإنترنت، معتمدة على حالة الجدل القائمة بسبب الحرب في غزة للترويج لأفكارها.

ويزيد استمرار الحرب الأوكرانية من فرص اليمين المتطرف بألمانيا والنمسا، لا سيّما مع صعود شعبية الأحزاب اليمينية في الدولتين، وحضورهم القوي في المؤسسات الحكومية والأمنية والتعليمية، ممّا يشير إلى احتمالية وقوع حوادث معادية للسامية وأخرى تستهدف اللاجئين، الأمر الذي يهدد تماسك وأمن المجتمع بالبلدين.

 

كشفت الإحصائيات عن وجود (50) مجموعة محسوبة على اليمين المتطرف الفرنسي بكل أطيافه

 

هذا، ويدفع ارتفاع الهجمات المعادية للسامية (4) مرات بعد حرب غزة، ألمانيا لتكثيف الجهود لمكافحة هذه الحوادث، ويصعّد من احتمالية تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ووقوع هجمات ضد اللاجئين والمهاجرين.

وتُعدّ الهجمات السيبرانية تهديداً قائماً في 2024، نظراً لتعقد المشهد بين الغرب وروسيا، وزيادة حالة الاستقطاب العالمي، ودخول التكنولوجيا جزءاً من أدوات الصراع الدولي، لذا تتجه ألمانيا والنمسا الفترة المقبلة إلى مزيد من الإجراءات الوقائية، لحماية أمنهما الإلكتروني، والتصدي لأيّ هجمات سيبرانية محتملة.

ومن المتوقع أن تعزز الأجهزة الأمنية والاستخباراتية جهودها داخل دول الاتحاد الأوروبي لتشديد الرقابة على نشاط اليمين المتطرف والإسلام السياسي، في ظل استمرار الصراع بغزة وأوكرانيا.

يزيد استمرار الحرب الأوكرانية من فرص اليمين المتطرف بألمانيا والنمسا

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2023  أنّ "جميع الدول الأوروبية معرضة للخطر" في مواجهة عودة "الإرهاب الإسلامي"، وذلك غداة اعتداء أوقع قتيلين في بروكسل، وبعد أيام على اعتداء (أراس) في فرنسا الذي لم ير فيه إيمانويل ماكرون "خللاً" في عمل أجهزة الأمن الفرنسية.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي في تيرانا: "جميع الدول الأوروبية معرضة للخطر. وهناك بالفعل عودة إلى هذا الإرهاب الإسلامي ونحن جميعاً عرضة (له). هذا ما يتماشى مع الديموقراطيات ودول القانون حيث يكون هناك أفراد يمكنهم في أيّ لحظة أن يقرروا ارتكاب الأسوأ". 

وحذّرت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي الثلاثاء من مواجهة أوروبا "خطراً كبيراً بوقوع هجمات إرهابية" خلال عطلة عيد الميلاد؛ بسبب تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

مواضيع ذات صلة:

مؤشر الإرهاب العالمي يكشف عن أكثر الجماعات الإرهابية دموية لعام 2022

6 استنتاجات توصل إليها تقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2022.. ما هي؟

تعرف على أهم ما ورد في تقرير مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية