ماذا يعني الوطني والقومي في عرف أردوغان؟

أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي طه آكيول في مقال له في صحيفة قرار أنه بصفته زعيم حزب العدالة والتنمية، فإن لدى الرئيس رجب طيبة أردوغان أملين في الانتخابات؛ أحدهما هو تحطيم طاولة المعارضة السداسية، والآخر هو ضمان عدم ذهاب جزء على الأقل من قاعدة حزب الشعوب الديمقراطي إلى صناديق الاقتراع لصالح المعارضة.

وأشار الكاتب إلى أن تفكيك طاولة المعارضة السداسية يمكن أن يبدأ بمغادرة ميرال أكشينار تحالف المعارضة، والتعاون مع بهجلي لدعم أردوغان، وفق رغبة حزب العدالة والتنمية. كما أشار إلى أنه يكون المسعى الآخر، كما جرى في الانتخابات السابقة، بدفع ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي إلى عدم الذهاب لصناديق الاقتراع، واتهامهم باستمرار بكونهم متعاونين مع الإرهابيين، ما جعل عبدالله أوجلان ينشر بيانًا يطالب بالبقاء على الحياد في الانتخابات.

ذكر آكيول أن أردوغان حاول ذلك في انتخابات إسطنبول لكنه فشل، والانتخابات جرت في 23 يونيو، ورسالة أوجلان من الأناضول كانت في 20 يونيو... الآن لديه متسع من الوقت، سيكون لديه إيماءات أخرى مثل إرسال دميرطاش لزيارة عائلته على متن طائرة خاصة من السجن.

أما عن أكشينار والحزب الصالح، فقال آكيول إن ديناميكيات التعليم والتحضر واقتصاد السوق والانفتاح تعمل في تركيا على تطوير انعكاسات الحرية والعقلانية، وهذه الجماهير لا تحب سياسات "النظام والقيادة".

وأضاف إنه على الرغم من أن القرار الاستثنائي في حزب الحركة القومية تمت الموافقة عليه من قبل المحكمة العليا في يونيو 2016، عندما تبخر في أروقة قاعة المحكمة، أسست أكشينار وأصدقاؤها حزب الصالح على أساس هذه الديناميكية الاجتماعية. إن الالتفاف إلى يمين الوسط وإقامة علاقات ودية مع الجمهور رفع هذا الحزب إلى مرتبة الحزب الثالث.

ولفت آكيول إلى أنه بالطبع، أردوغان، الذي قضى حياته كلها في السياسة، لابد أنه شعر بهذا منذ البداية، لأنه هدد أكشينار بالسجن قائلاً: "ليس لديك حصانة أيضًا"... لكن لم يكن لذلك أي تأثير، واصلت أكشينار طريقها.

وعن اتجاه تركيا قال آكيول إن أردوغان يتصرف على هذا النحو عندما يرى خصمًا، ولكن عندما يفكر في اجتذابه، يدعو أكشينار للانضمام إلى تحالف الشعب قائلاً: "أنت أيضًا وطني وقومي". ومثاله الأخير هو أنه يهينه ويدعوه للانضمام إلى تحالف الشعب. ورفضت أكشينار على الفور دعوة أردوغان. فكما أن القاعدة الاجتماعية التي يقوم عليها الحزب الصالح لن تقبل مثل هذه المشاركة، فإن أكشينار ليست بتلك الشخصية التي ستبادر فوراً لتنفيذ رغبة أردوغان.

أكد آكيول أن تطور تركيا في اتجاه الفردية والحرية، فبدلاً من بوابة الدولة، هو في اتجاه اقتصاد السوق وسيادة القانون، وفي هذا الصدد، فإن كل طرف في المعارضة السداسية لديه وظيفة ومسؤولية مهمة.

كما سار أردوغان في هذا الاتجاه في عقده الأول، كانت إشاراته معايير أوروبية، وكان يتحدث أن "الاهتمام هو واقع الحياة".. ابتعد خطوة بخطوة في السنوات العشر الماضية، فتفاقمت المشاكل وانقلب أردوغان إلى السياسة بجرعة راديكالية من الدين والقومية، وهو ما لم يفعله في السنوات العشر الأولى. أدخل استخدام "الوطني والقومي" في هذه الفترة.

تساءل الكاتب عن المقياس في السياسة، وقال إنه في الواقع، "الوطني والقومي" هو مفهوم في مجال الثقافة، إنه أحد العناصر البناءة كي تصبح أمة.  وكشعار سياسي، لم يُدرج خطاب "الوطني والقومي" في أي من برامج حكومة رئيس الوزراء أردوغان الذي يستخدم هذه المفاهيم كل يوم تقريبًا بعد عام 2018.

فهل أردوغان "وطني وقومي" وهو يعادي مصر منذ سبع سنوات للدفاع عن الإخوان، أم أنه يحاول الآن صنع السلام؟! ماذا فعلوا عندما جعل مندريس تركيا عضوًا في الناتو وتقدم تورغوت أوزال بطلب للحصول على العضوية الكاملة في أوروبا؟

قال آكيول كذلك إذا كان تحالف الشعب "وطنيًا وقومياً"، فإن الطاولة السداسية تصبح "غير وطنية" وتابعة لـ"القوى الأجنبية" ومرتبطة بها. هذا هو الهدف السياسي، بل إنه قال إن نص النظام البرلماني المعزز "أعد في الخارج وتم تسليمه للمعارضة.

ختم آكيول مقاله بالقول إن من الضروري النظر فيما إذا كانت لصالح تركيا أو ضدها. كانت عملية الناتو والعملية الأوروبية في مصلحتنا، وكان القتال ضد مصر على النقيض من ذلك. العداوة تمنع ترشيد حياتنا السياسية، يجب ألا تكون وجهة نظرنا في السياسة العداء والاستعداء، بل العقلانية والجدارة.

عن "أحوال" تركية