ماذا يعني لقاء أردوغان وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟

لقاء أردوغان ووفد الاتحاد العالمي ماذا يعني؟

ماذا يعني لقاء أردوغان وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟


12/08/2023

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، بحضور رئيس الشؤون الدينية علي أرباش، ورئيس معهد الفكر الإسلامي البروفسور محمد غورماز.

شمل الحضور (22) شخصاً؛ أبرزهم المصري محمد الصغير، والممثل عن الغرياني، المسؤول الشرعي بالجماعة المقاتلة، سامي الساعدي، الذي أعطاه أردوغان مصحفاً هدية، كما حضر الشيخ عبد المجيد الزنداني وعلي القرة داغي والشيخ علي الصلابي والشيخ أسامة الرفاعي والدكتور عمر عبد الكافي والشيخ راتب النابلسي والشيخ نواف التكروري ومحمد مختار الشنقيطي والشيخ ونيس مبروك والشيخ عبد الحي يوسف.

لماذا كان اللقاء؟

تحتفي صفحات الإخوان بهذا اللقاء، كما تحتفي وسائل الإعلام التركية به.

المصادر أكدت أنّ اللقاء تناول قضية المهاجرين والجنسيات، وأنّ الرئيس أردوغان وافق على حل كل مشاكل المهاجرين، إلا أنّ مصدراً إخوانياً، رفض ذكر اسمه، أكد في تصريح خاص لـ (حفريات) أنّ اللقاء تناول أكثر من ملف، ومنها العلاقات الأردوغانية في الإقليم والملف السوري وقضية المهاجرين.

رجحت مصادر مصرية أنّ ملفّ (الإخوان المسلمين)، ولا سيّما نشاطهم في الداخل التركي، هو أحد الأسباب في هذه الزيارة لوفد الاتحاد، وأنّ تركيا سترفض تسليم أيّ شخص من الإخوان، وأنّ هذا لا يعني تغيير سياستهم في التوجه ناحية العالم العربي

هذا، ويعاني المهاجرون إلى تركيا، ومنهم جماعة الإخوان، من التدقيق في الجنسيات الاستثنائية، وتداول منشقون إخوان في إسطنبول بعض البوستات التي تتناول معاناة أسر الهاربين المصريين الذين لم يحصلوا على الجنسية.

 اللقاء تناول قضية المهاجرين والجنسيات

كما تناول المنشقون موضوع الجنسية الاستثنائية عن طريق بعض قادة الجماعة، الذين كانوا يتقاضون (70) ألف دولار مقابل الجنسية الواحدة، وأنّ بعضاً ممّن حصلوا على هذه الجنسية يعيشون في مصر وقطر، وليس عليهم أيّ قضايا، لكنّهم حصلوا على الجنسية واحتفظوا بها.

وتقوم لجنة الإعلاميين برئاسة حمزة زوبع وأحمد البقري بالإشراف على هذا الملف، وهم تابعون للإخوان، وهم المنوط بهم بشكل مباشر الاتصال بالأتراك وتقديم قوائم التجنيس، أو حلّ المشكلات لأعضاء رابطة المصريين بالخارج، وكانوا يقدمونها في فترة من الفترات لياسين أقطاي.

صرّح عضو الجماعة الإسلامية محمد الصغير، الذي كان حاضراً هذا اللقاء، بقوله: إنّ الرئيس أردوغان استجاب لكل الطلبات، وإنّه أعطى لكل واحد منهم مصحفاً هدية

وبالنسبة إلى المسؤول عن تجنيس وإقامات المصريين، فهو شخص يدعى خالد (اسم حركي) من الرئاسة التركية، وفق عمرو عبد الهادي، قيادي مصري هارب، تحدث عن موضوع الجنسية والإقامة وحكاية اعتقاله في قطر لمّا رفض مسح تغريدات يهاجم فيها السيسي، وقال إنّ رقماً تركيّاً تواصل معه اسمه (خالد) من رئاسة الجمهورية التركية، يجيد اللغة العربية، وقال له: إنّ تركيا تمنح تأشيرات على الجواز المصري الممدد، وأنّه اتصل بسياسيين وإعلاميين في تركيا، وقالوا له إنّ هذا الشخص هو من يتواصل معهم، وقد سأله هل حددت وقت ذهابك إلى تركيا؟  مضيفاً أنّه مباشرة تواصل بعدها معه شخص قطري يدعى عبد العزيز، ليناقش معه أمر تمديد جواز سفر،. ونشر عبد الهادي بعض الصور من المحادثات بينه وبين خالد من رئاسة الجمهورية التركية.

وفي سياق الأزمة الإخوانية ـ الإخوانية، نشر المنشق عن جماعة الإخوان، الذي كان يعيش في الدوحة، وانتقل إلى إسطنبول من عدة أعوام (محمد الشرقاوي) مجموعة من المستندات التي أخفى بعض سطورها، مهدداً الجماعة بأنّه سيكشف حقيقة تمويل قنوات الإخوان الإعلامية خلال الأيام المقبلة في فيلم تسجيلي، وقال إنّه تم عرض (500) ألف دولار عليه من (عبد الرحمن أبو دية)، وكنيته أبو عامر، وفتح باب الجزيرة وقنوات قطر على مصراعيها له، وكان هناك شهود للواقعة، وأنّه لما رفض أطلق أبو عامر الإعلام عليه، لأنّه رفض أن يوقف تسجيل وتصوير الفيلم التسجيلي حول تمويل الإعلام الإخواني.

هل يتحول أردوغان من جديد؟

وعلى إثر زيارة وفد الاتحاد العالمي، صرّح عضو الجماعة الإسلامية محمد الصغير، الذي كان حاضراً هذا اللقاء، بقوله: إنّ الرئيس أردوغان استجاب لكل الطلبات، وإنّه أعطى لكل واحد منهم مصحفاً هدية.

 وجدوا حسن استجابة من الرئيس التركي لكل الطلبات، ووجدوا حفاوة في الاستقبال كبيرة

وقال سامي الساعدي: إنّهم وجدوا حسن استجابة من الرئيس التركي لكل الطلبات، ووجدوا حفاوة في الاستقبال كبيرة.

ورجحت مصادر مصرية أنّ ملفّ (الإخوان المسلمين)، ولا سيّما نشاطهم في الداخل التركي، هو أحد الأسباب في هذه الزيارة لوفد الاتحاد، وأنّ تركيا سترفض تسليم أيّ شخص من الإخوان، وأنّ هذا لا يعني تغيير سياستهم في التوجه ناحية العالم العربي.

ووفقاً لتصريح خاص للدكتور طارق فهمي، فإنّ مساعي تركيا للاتفاق مع إسرائيل على تمرير غاز حقل (ليفايثان) إلى أوروبا عبر أراضيها، وعدم استجابة تركيا للطلبات المصرية، باتخاذ إجراءات نحو قيادات الإخوان، هو سبب وجيه في تأجيل زيارة الرئيس السيسي لتركيا، لكنّها أبلغت مسؤولين مصريين قيامها بإجراءات أخرى تخص الأموال المهربة، والهاربين من قضايا تتعلق بأموال، وأنّها تراجع ملفات الأحكام القضائية المصرية.

الخلاصة؛ هي أنّ التخلي عن الإخوان ليس في صالح تركيا مطلقاً، لذا فأردوغان يصر على عدم تسليم أيّ عنصر، وكل الأحاديث يلخصونها في إبعاد بعض العناصر، المنتمية للسلفية الجهادية، وليس تسليمها، وتجيء زيارة وفد الاتحاد لتعطيل هذا الأمر أيضاً.

مواضيع ذات صلة:

زيارة أردوغان المرتقبة إلى ليبيا بين تطلعات التوسع وحتمية تسوية الأزمة

بوتيرة متسارعة... لماذا يسعى أردوغان لتحسين علاقات بلاده مع دول الخليج؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية