ما أهداف إيران من التواجد في القارة القطبية الجنوبية؟

أفادت تقاير إعلامية أنّ إيران تريد إرسال عناصر من أسطولها البحري إلى القارة القطبية الجنوبية في المستقبل القريب.

وأضافت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تحليل تحت عنوان "لماذا تريد إيران إرسال أسطول بحري إلى القارة القطبية الجنوبية؟" أنّ إيران أرسلت مؤخراً سفينتين في رحلة حول العالم، وصلتا إلى البرازيل ودول أخرى، مستطردة: "إيران تحاول التباهي بقدرتها على إبراز قوتها البحرية بعيداً عن أراضيها".

ورأت الصحيفة أنّ المعنى الحقيقي لهذه الرحلات البحرية رمزي إلى حدٍّ كبير، حيث إنّ إيران لديها قوة بحرية صغيرة، وهناك عنصر أكثر خطورة وتهديداً يتمثل في القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي تختلف عن سلاح البحرية التابع للجيش.

وأوضحت أنّ هذه الوحدات تضايق بشكل روتيني السفن الأجنبية في الخليج العربي، وتحاول تحدي الوجود الأمريكي، لافتة إلى استخدام إيران طائرات بدون طيار لاستهداف السفن التجارية، حيث استولت مؤخراً على ناقلتي نفط.

إيران تريد إرسال عناصر من أسطولها البحري إلى القارة القطبية، محاولة التباهي بقدرتها على إبراز قوتها البحرية بعيداً عن أراضيها

وتشير إيران إلى أنّ رحلتها الأخيرة حول العالم تمّت باستخدام سفينتين؛ واحدة منهما كانت ناقلة في الأصل، لذلك فإنّ "البحرية" الإيرانية تتكون في الواقع من بعض السفن التي لا تعتبر سفناً بحرية تقليدية، وتابعت: "تريد إيران أن تلعب دوراً في القارة القطبية الجنوبية، على ما يبدو، فقط للتباهي بأنّها يمكن أن تكون واحدة من (52) دولة وقعت على معاهدة أنتاركتيكا".

وأشار تقرير لوكالة (تسنيم) الإيرانية إلى أنّ هناك الآن (30) دولة لها (70) مركزاً بحثياً نشطاً في القارة الباردة، لذا فإنّ خطوة كهذه هي نقطة فخر لإيران، لافتة إلى أنّ روسيا والصين تتواجدان أيضاً في القارة القطبية الجنوبية، وقد تعاونتا مع إيران من قبل في القضايا البحرية.

هذا، وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد أعلنت عام 2013 عزمها إنشاء قاعدة دائمة للبحث العلمي في القطب المتجمد الجنوبي.

وأوضح قائد القوات الجوية المسلحة في إيران غلام رضا هادم بيغام أنّ استكشاف القطب الجنوبي يُعتبر إحدى القضايا المطروحة بالنسبة إلى إيران في الوقت الراهن، مضيفاً أنّ المرحلة الأولى من التواجد الإيراني هناك قد تقتصر على التعاون مع الدول التي تقوم بأنشطة في هذا الجزء من العالم، على أن تقوم المرحلة الثانية على النشاط الذاتي فقط.

عمق استراتيجي

ترى إيران أنّ وجودها "في القطب الجنوبي مهم من مختلف الجوانب العلمية والقانونية والسياسية والجيواستراتيجية والاقتصادية، وبناء القدرات والوصول إلى جوانب تكنولوجية جديدة، وفي المستقبل ستكون هذه المنطقة قضية رئيسية على الساحة الدولية".

ويقول تقرير (تسنيم): "تمّ النظر في إنشاء قاعدة دائمة لجمهورية إيران في القطب الجنوبي، من أجل زيادة العمق الاستراتيجي لإيران على مدى الأعوام الماضية، وتم الإعلان عن خطط لتحقيق ذلك".

واستطرد تحليل الصحيفة العبرية: "تقول إيران إنّ بإمكانها الوصول مباشرة إلى المنطقة القطبية، وبالتالي تطالب بالسيادة في تلك المنطقة".