ما تبعات العملية العسكرية التركية شمال سوريا؟

ما تبعات العملية العسكرية التركية شمال سوريا؟


06/06/2022

تفرض التهديدات التركية بشنّ عملية عسكرية واسعة في شمال سوريا والعراق الكثير من علامات الاستفهام المتعلقة بمصير الآلاف من عناصر تنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم المعتقلين لدى القوات الكردية.

ويطرح التهديد التركي بشنّ هجوم واسع جديد سيشمل مناطق منها منبج وتل رفعت الخاضعتين لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، يطرح سؤالاً هو: هل ستدفع العملية العسكرية التركية المرتقبة إلى تقارب أو تنسيق بين القوات الكردية المدعومة أمريكياً وقوات النظام السوري؟

الهجوم التركي سيدفع قوات قسد لتعزيز الجبهات، ممّا يجعل السجون والمخيمات التي تضم عناصر داعش بدون حماية، وهو أمر يهدد بفرار الآلاف

وفقاً لـ"ميديل إيست أون لاين"، فإنّ أيّ هجوم تركي سيدفع قوات سوريا الديمقراطية لتعزيز الجبهات، ممّا يجعل السجون والمخيمات التي تضم عناصر داعش وعائلاتهم بدون حماية، وهو أمر يهدد بفرار الآلاف من الإرهابيين وتمردهم.

وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أمس في مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء: إنّ التحالف المدعوم من واشنطن سينسق مع القوات الحكومية السورية لصد أي غزو تركي لشمال البلاد، مضيفاً أنّه يجب على دمشق استخدام أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية.

وأضاف عبدي أنّ قواته "منفتحة" على العمل مع القوات الحكومية السورية للتصدي لتركيا، لكنّه أوضح أنّه ليس هناك حاجة لإرسال قوات إضافية.

عبدي: التحالف المدعوم من واشنطن سينسق مع القوات الحكومية السورية لصد أي غزو تركي

وذكر عبر الهاتف من مكان مجهول في شمال سوريا "الشغلة الأساسية للجيش السوري للدفاع عن الأراضي السورية هي استخدام الدفاعات الجوية ضد الطيران التركي".

وأشار عبدي إلى أنّ زيادة التنسيق العسكري مع دمشق لن تهدد الحكم شبه المستقل، مضيفاً: "الأولوية هي الدفاع عن الأراضي السورية، ولا أحد لازم يفكر باستغلال الوضع لتحقيق مكاسب على الأرض".

وقال عبدي: إنّ أيّ هجوم جديد سيؤدي إلى تشريد نحو مليون شخص، وإلى "معركة أشد وانتشار أوسع"، ولكنّه لم يذكر ما إذا كانت قوات سوريا الديمقراطية ستردّ بشن هجمات على الأراضي التركية نفسها.

وحذّر من أنّ ذلك قد يؤدي أيضاً إلى عودة ظهور تنظيم داعش الذي طردته قوات قسد من مساحات شاسعة في شمال وشرق سوريا بدعم جوي أمريكي.

عبدي: أيّ هجوم تركي جديد سيؤدي إلى تشريد نحو مليون شخص، وإلى معركة أشد وانتشار أوسع

ولفت عبدي إلى أنّ قواته لا تستطيع المحاربة على جبهتين، مبدياً أمله في أن يؤدي اجتماع قادم بين وزيري خارجية روسيا وتركيا إلى خفض التصعيد، مشدداً على أنّ أيّ تسوية يتم التفاوض عليها يجب أن تشمل وقف هجمات الطائرات المُسيّرة التركية في شمال سوريا.

وأوضح أنّ هذا المشهد يمكن أن يتشكّل في الفترة المقبلة، وقد يجمع قوات تناصب بعضها البعض العداء في مواجهة عدو مشترك هو تركيا.

وقد توعدت أنقرة بشنّ هجوم جديد على مناطق من شمال سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية الكردية.

ودعمت تركيا فصائل مسلحة معارضة في اشتباكات وقعت ضد القوات الحكومية السورية وقوات سوريا الديمقراطية. 

واستخدمت أنقرة طائرات حربية وطائرات مُسيّرة بشكل متزايد لاستهداف الأراضي التي تسيطر عليها قوات "قسد".

وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسيطرة على بلدتي تل رفعت ومنبج اللتين تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية في محافظة حلب بشمال سوريا التي تسيطر على معظمها قوات الحكومة السورية.

وكانت التوغلات المدعومة من تركيا في الأعوام السابقة قد أطاحت بقوات سوريا الديمقراطية من جيب عفرين الشمالي الغربي وسلسلة من البلدات الحدودية في الشرق.

 

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية