ما جديد الإمارات بشأن التغير المناخي واستخدام التكنولوجيا في التنبؤ به؟

ما جديد الإمارات بشأن التغير المناخي واستخدام التكنولوجيا في التنبؤ به؟


21/02/2022

قال مسؤول أمريكي أمس إنّ الولايات المتحدة ودولة الإمارات تسعيان لاستثمار أربعة مليارات دولار إضافية عالمياً؛ في مبادرة انطلقت العام الماضي لتحقيق مرونة الزراعة في مواجهة التغير المناخي وتقليل الانبعاثات الضارة. يأتي ذلك في وقت قال فيه الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغيّر المناخي، في مداخلة له في "مؤتمر ميونيخ للأمن" الذي اختتم أعماله أمس، إنّ أهمية التعاون في مجال المناخ تبدو أكثر إلحاحاً في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية حول العالم، وأشار إلى أنّ تداعيات تغيّر المناخ يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات في حال عدم التصدي لها، وبمعنى آخر، تتحول المخاوف المناخية إلى مخاوف أمنية. وأكد الجابر أنه سيكون للتكنولوجيا المتقدمة دور أساسي في محاولة منع ذلك؛ من خلال الاستفادة من تطبيقاتها، مثل دمج الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في نماذج التنبؤ لدى المنظمات الإنسانية، لنتمكن من تخصيص الموارد اللازمة قبل وقوع الكارثة.

مبادرة الابتكار الزراعي

وكانت الإمارات والولايات المتحدة أطلقتا مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ خلال مؤتمر كوب26 للمناخ الذي عقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، بهدف استثمار أربعة مليارات دولار من حكومات وشركاء غير حكوميين في الفترة من 2021 إلى 2025.

وقال توماس فيلساك وزير الزراعة الأمريكي لـ"رويترز" قبل انعقاد أول اجتماع وزاري لأطراف المبادرة في دبي اليوم الإثنين إنّ المبادرة تريد الآن تعهدات باستثمار ثمانية مليارات دولار قبل حلول موعد محادثات المناخ كوب27 في مصر في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وقال فيلساك "نعتقد أننا نحتاج فعلياً لوضع هدف أعلى. والرئيس جو بايدن يعتقد أنّ علينا الحصول على ثمانية مليارات دولار قبل كوب-27".

اقرأ أيضاً: الأيديولوجيا الإماراتية والفكر الإنساني

وتحظى المبادرة بدعم 140 شريكاً وافقوا على زيادة الاستثمارات العامة والخاصة في أبحاث الزراعة وممارساتها الخاصة بالمناخ.

وتألفت الاستثمارات الأولية المكونة من أربعة مليارات دولار من مليار دولار من كل من الحكومتين الأمريكية والإماراتية و1.8 مليار دولار من حكومات أخرى و200 مليون دولار من شركاء غير حكوميين.

 

الجابر: مع استمرار الظروف المناخية القاسية، بدأت الانعكاسات تظهر في مجموعة من القضايا، منها الأمن الغذائي والأمن المائي، مما يؤدي إلى تصاعد الخلافات في المستقبل

وتضيف "رويترز" أنه في الآونة الأخيرة قالت وزارة الزراعة الأمريكية إنها ستستثمر مليار دولار في مشروعات تجريبية للسلع التي تستخدم فيها وسائل داعمة للمناخ ونشر أساليب الزراعة وتربية الحيوانات واستغلال الغابات التي تخفض الانبعاثات.

وقال فيلساك إنّ المبادرة يمكن اعتبارها جزءاً من خطة الولايات المتحدة لتحقيق الأهداف المناخية الأمريكية، مضيفاً "يوجد عدد من السبل المختلفة التي يمكن بها توصيف هذه الموارد".

ويكافح قطاع الزراعة الأمريكي بالفعل تداعيات التغير المناخي بما فيها تزايد الجفاف والفيضانات.

أما الإمارات فتستورد أغلبية احتياجاتها الغذائية وتعمل على تحلية مياه البحر وتستثمر بكثافة في الزراعة وتكنولوجيا المياه والطاقة النظيفة.

وستستضيف الإمارات محادثات المناخ كوب28 في 2023.

اقرأ أيضاً: إدانات عربية ودولية لهجمات الحوثيين الإرهابية على الإمارات

وقالت مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، في بيان، إنّ نظم الزراعة والغذاء تتيح فرصاً هائلة للتحرك العالمي فيما يتعلق بالمناخ.

وستستضيف واشنطن قمة للمبادرة المناخية في ربيع 2023. وقال فيلساك "ليس لدينا وقت نضيعه".

فرص واعدة

من جانبه، قال سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغيّر المناخي، في مداخلته في "مؤتمر ميونيخ للأمن" في ألمانيا، إنه "على الرغم من أنّ التغيّر المناخي لا يزال من أكبر التحديات العالمية، إلا أنّ العالم بعد مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (COP26) أصبح في وضع أفضل بكثير مما كان عليه قبل ذلك، خصوصاً وأنّ 90% من الاقتصادات العالمية أعلنت التزامها الحياد المناخي. وهذا الالتزام مؤشر واضح على أنّ هذا هو الوقت الأنسب للاستثمار في الحلول منخفضة الكربون، مما يشكل فرصاً واعدة تقدر قيمتها بعدة تريليونات من الدولارات وخلق فرص عمل، وقطاعات جديدة، وفتح بابٍ جديدٍ للأمل لأجيال الحاضر والمستقبل"، على قوله.

 

تستورد الإمارات أغلبية احتياجاتها الغذائية وتعمل على تحلية مياه البحر وتستثمر بكثافة في الزراعة وتكنولوجيا المياه والطاقة النظيفة


وحول أهمية التعاون في مجال المناخ في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية حول العالم، قال الجابر: "إنّ مثل هذه الأوقات تُبرهن على أهمية التعاون الدولي. ومهما كانت الخلافات القائمة، فإن التغيّر المناخي يظل التحدي العالمي المشترك. ويجب أن نضع في الاعتبار أنّ العمل المناخي الاستباقي يوفر فرصاً اقتصادية كبيرة ومن شأنها تعزيز التقارب بين الدول. فمن خلال التركيز على توحيد جهودنا حول تحدٍ مشترك، تزداد أمامنا فرص التعاون وتنحسر احتمالات الخلاف". وأضاف: "إنّ دولة الإمارات تدعم المبادرات الهادفة إلى دفع العمل المناخي على مسار التقدم، بما في ذلك المقترح الذي تقدم به المستشار الألماني، أولاف شولتز، لقيام مجموعة الدول الصناعية السبع بإطلاق "نادي المناخ الدولي"، مع التركيز على ضمان مشاركة جميع الأطراف، ووجود إرادة حقيقية وأهداف واضحة، دون حرمان الدول النامية من فرص المشاركة والاستفادة".تفاقم الصراعات ودور التكنولوجيا في التنبؤ
وأشار الوزير الإماراتي إلى أنّ تداعيات تغيّر المناخ يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات في حال عدم التصدي لها، حيث قال: "مع استمرار الظروف المناخية القاسية، بدأت الانعكاسات تظهر في مجموعة من القضايا، منها الأمن الغذائي والأمن المائي، مما يؤدي إلى تصاعد الخلافات في المستقبل. وبمعنى آخر، تتحول المخاوف المناخية إلى مخاوف أمنية.  لذلك، نحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا للتعامل مع هذه التحديات، ولا بد من زيادة التركيز على تعزيز المرونة والتكيّف والتأقلم مع التغير المناخي". 


وتابع قائلاً: "للمضي قُدماً في جهودنا، نحتاج إلى اعتماد نهج أكثر استباقية على مستوى جميع المنظمات الدولية متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وسيكون للتكنولوجيا المتقدمة دور أساسي في تحقيق هذا الهدف من خلال الاستفادة من تطبيقاتها، مثل دمج الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في نماذج التنبؤ لدى المنظمات الإنسانية، لنتمكن من تخصيص الموارد اللازمة قبل وقوع الكارثة. المعرفة بحد ذاتها قوة، وعلينا أن نسخّر هذه القوة في حماية المجتمعات مما يمكن توقعه"، وفق تعبيره.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية