ما حظوظ أردوغان في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية؟

ما حظوظ أردوغان في المرحلة الثانية؟

ما حظوظ أردوغان في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية؟


16/05/2023

لم ينجح الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان في حسم فوزه من الدور الأول في انتخابات الرئاسة التركية، كما فعل في السابق، والأنظار تتجه نحو جولة الإعادة التي ستحدد من سيحكم تركيا خلال الأعوام المقبلة.

ويعمل حزب العدالة والتنمية على قدم وساق، عبر إقامة المهرجانات والاجتماعات والتحالفات على الصعيد الشعبي، لتقوية جبهة أردوغان الانتخابية، بعد الهزة القوية التي لحقت بهم في المرحلة الأولى، لكن يبقى السؤال: ما حظوظ مرشحهم؟ وهل سوف يستطيع تطويع مرشحي المعارضة الذين تم إقصاؤهم من الانتخابات الرئاسية؟ وهل سيتغير شيء من موقف الشعب، خاصة الشباب منهم الذين يحاولون البحث عن التغيير؟

مراقبون للشأن التركي أكدوا في تصريح صحفي نقلته صحيفة "العرب" اللندنية أنّه طرأ في تركيا تغير على ديموغرافيا الأعمار، ممّا دفع الشباب الذين فتحوا أعينهم على الحياة تحت حكم أردوغان، إلى البحث عن التغيير وانتخاب وجوه جديدة وبرامج جديدة بدلاً من استمرار الوجوه نفسها في الرئاسة والحكومة والبرلمان، وهذا يُعدّ من أبرز التحديات التي سيواجهها أردوغان في المرحلة الثانية، حيث إنّ شريحة كبيرة من الشباب سيصوتون لمرشح المعارضة المنافس كمال كليتشدار أوغلو.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ هناك صعوبة في عقد تفاهمات وتسويات تدعم حظوظ الرئيس المنتهية ولايته، في ظل سقوط الرهان على المرشح الخاسر سنان أوغان الذي وضع شروطاً يصعب على المترشحين في الدور الثاني الاستجابة لها.

 هناك صعوبة في عقد تفاهمات وتسويات تدعم حظوظ الرئيس المنتهية ولايته

وبحسب شبكة "روسيا اليوم"، فإنّ الأنظار تتجه نحو موقف مرشح تحالف (الأجداد) سنان أوغان، الذي وصفه مراقبون بـ "بيضة القبان"، في حسم جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية بين رجب طيب أردوغان وكمال كليتشدار أوغلو.

وأكد مراقبون أنّ دعم أوغان لأحد المرشحين في الجولة الثانية يعتمد على المفاوضات معهما حول الاستجابة لشروطه المرتبطة أساساً باللاجئين السوريين والقضية الكردية.

وأضافت "روسيا اليوم" أنّ أردوغان، الذي يتلقى دعماً محدوداً من الأكراد، عبر حزب "الدعوة الحرة" الإسلامي الكردي، ربما يجد نفسه مضطراً للتخلي عن هذا التحالف مقابل أصوات تحالف الأجداد بقيادة أوغان.

حزب العدالة والتنمية يعمل على قدم وساق، عبر إقامة المهرجانات والاجتماعات والتحالفات على الصعيد الشعبي، لتقوية جبهة أردوغان الانتخابية

في الوقت نفسه، هناك خلاف كبير بين أوغان وكليتشدار أوغلو في الملف الكردي، وهو ما قد يستفيد منه أردوغان؛ حيث إنّ أغلب أصوات الأكراد في الجولة الأولى من الانتخابات ذهب لأوغلو، وهو ما قد يسبب إشكالاً كبيراً للأخير في جولة الإعادة في حال دعم الأكراد له.

الملف الثاني المتعلق باستقطاب أردوغان أصوات تحالف الأجداد، هو ملف اللاجئين السوريين، ويوصف أوغان بأنّه قومي يميني متطرف، معروف بمعاداته للّاجئين وكراهية الأجانب، خاصة السوريين منهم، وهو يرفض بشكل علني سياسات النزوح إلى تركيا.

ويتحدث أردوغان عن فترة طويلة تستمر لعدة أعوام لإعادة اللاجئين السوريين، لكنّ تحالف الأجداد وتحالف الأمّة بقيادة أوغلو يتقاربان بضرورة عودة إجبارية في أسرع وقت للّاجئين السوريين إلى بلدهم.

يُذكر أنّ أوغان حصل على 5.3% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بعد أن استحوذ على أصوات محرم إنجه الذي انسحب من السباق الرئاسي.

أبرز التحديات التي سيواجهها أردوغان في المرحلة الثانية هي بحث شريحة الشباب عن التغيير وانتخاب وجوه جديدة 

في السياق ذاته، أوضح فيصل آيهان الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة بولو التركية التي تُعرف أيضاً بجامعة "Bolu abant Izzet Baysal üniversitesi" أنّ "نتائج الجولة الأولى أظهرت أنّ غالبية الناخبين اختاروا أردوغان، لكنّ وجود سنان أوغان كمرشّحٍ ثالث أدى إلى تقارب النتيجة بين المرشحين".

وقال الأستاذ الجامعي في تصريح صحفي لشبكة "العربية": إنّ "كليتشدار أوغلو اكتفى بنيل دعم الأكراد وعقد التحالفات مع أحزاب صغيرة حصلت على مقاعد في البرلمان بدعم من حزبه، لكنّ هذا لا يُعدّ كافياً لفوزه في الجولة الثانية، ولهذا أستبعد أن يُهزم أردوغان يوم 28 أيار (مايو) الجاري، لا سيّما أنّ التحالف السداسي يتكوّن من أحزاب ذات خلفيات دينية وقومية وإيديولوجية متعددة وتواجه خلافات داخلية، بينما يبدو تحالف أردوغان متماسكاً أكثر".

ووفقاً لتحليل لـ "العربي بوست"، فإنّ المفاجأة الحقيقية لم تكن ذهاب الانتخابات الرئاسية إلى جولة إعادة، فأغلب المحللين كانوا يقرّون بصعوبة تحديد الفائز في هذه الانتخابات مسبقاً، لكنّ فوز تحالف الجمهور، الداعم لأردوغان، بأغلبية المقاعد البرلمانية، شكّل صدمة للمعارضة المتحالفة.

فالناخب المتأرجح يميل إلى الاستقرار، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، ولا يحبذ أن يكون الرئيس غير متجانس مع الأغلبية البرلمانية، ممّا سيتسبب في عدم استقرار سياسي بالبلاد التي عرفت نماذج مزعجة من هذا النوع من الصراع.

يُذكر أنّ تحالف الجمهور، الداعم لأردوغان، فاز بـ (326) مقعداً برلمانياً، وفق النتائج الأولية من إجمالي (600) مقعد، أو ما يعادل 54.33%.  

واللافت أنّ عدداً من المواقع والصحف التركية، منها "ترك برس" أشارت إلى أنّ أردوغان يشعر بالقلق حيال المرحلة المقبلة من الانتخابات، وأمر أجهزته وفروع حزبه بتكثيف جولاتهم على المناطق والبلديات الصغيرة التي دعمت منافسه، أملاً منه لإيجاد تحالفات جديدة تحسم المرحلة باكراً، بعيداً عن المراهنات على أصوات المرشحين المقصيين.

وأضاف موقع "ترك برس" أنّ عدم فوز أردوغان في المرحلة الأولى مثل نكسة له ولحزبه، رغم رسائل التطمينات التي يبعثها لأنصاره، متخوفاً من وقوع أيّ مفاجآت، وهو مستعد للتشكيك في النتيجة، بالاستناد إلى أحداث أو انتهاكات ستُرتكب.  

الأنظار تتجه نحو موقف مرشح تحالف الأجداد سنان أوغان، الذي وصفه مراقبون بـ "بيضة القبان" في حسم جولة الإعادة

ورغم ضبابية المشهد، إلّا أنّ أردوغان وعد أنصاره في تغريدة عبر (تويتر) اليوم أنّ الجولة الثانية ستتوّج بفوزه، وستكون بمثابة بشرى لرؤية "قرن تركيا".

وأوضح أنّ تحالف الجمهور (بقيادة حزب العدالة والتنمية) خرج من الامتحان الأوّل للانتخابات الرئاسية والبرلمانية ناصع البياض، وقال: "سنقيّم الأيام القادمة بشكل أفضل ومثمر أكثر. وبإذن الله، سنجعل يوم 28 أيار (مايو) بشرى لرؤية قرن تركيا".

وكانت تركيا قد شهدت أول من أمس انتخابات رئاسية وبرلمانية، وقد تنافس في الانتخابات الرئاسية كلٌّ من مرشح تحالف الجمهور أردوغان، ومرشح تحالف الأمّة زعيم حزب الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو، ومرشح تحالف الأجداد سنان أوغان، وحصد أردوغان 49.4% من الأصوات، مقابل 44.96% لكليتشدار أوغلو.

وأعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار أمس رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لعدم حصول أيّ مرشح على أكثر من 50% من الأصوات.

مواضيع ذات صلة:

في آخر نجاحاتها.. الإمارات في صدارة دول المنطقة بهذا المجال

تركيا: هذه الأفعال محظورة يوم الانتخابات... ماذا عن المشاركة النسائية؟

تركيا تنتخب رئيسها.. هل سيقبل أردوغان الهزيمة بسلاسة ويتنحى؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية