ما زالت الأحلام ممكنة.. أنس جابر حكاية عربية تتحدى الواقع والتاريخ

ما زالت الأحلام ممكنة.. أنس جابر حكاية عربية تتحدى الواقع والتاريخ

ما زالت الأحلام ممكنة.. أنس جابر حكاية عربية تتحدى الواقع والتاريخ


18/07/2023

هز بكاء نجمة التنس التونسية، أنس جابر، عقب خسارتها، السبت الماضي، نهائي بطولة ويمبلدون للسيدات، للمرة الثانية على التوالي، أمام التشيكية ماركيتا فوندروسوفا، مشاعر الملايين حول العالم، بعد أن تأجل حلم اللاعبة التونسية الملقبة بـ "وزيرة السعادة"، من جديد، في الدخول ضمن السجل الذهبي لبطولات "غراند سلام" الأربع الكبرى، إذ سبق وأن خسرت أيضاً نهائي بطولة أمريكا المفتوحة، العام الماضي.

ورغم ذلك، تنفرد أُنس جابر برقم قياسي، إذ تعد أول لاعبة عربية وأفريقية تحقق مركز الوصافة، ثلاث مرات، في أكبر بطولات لعبة التنس، وخلال عامين فقط.

ولدت أنس جابر في مدينة قصر هلال الساحلية، في ولاية المنستير في 28 آب (أغسطس) العام 1994، وسط عائلة مولعة بالتنس، حيث كانت والدتها سميرة الحشفي، لاعبة تنس هاوية في نادي التنس بالمنستير، وكانت تصطحب ابنتها ذات الأربع سنوات، إلى ملاعب التدريبات، حيث تقوم بجمع الكرات.

بعد ذلك، اختارها مدرب نادي التنس بحمام سوسة، نبيل مليكة، لتكون ضمن فريق البراعم، وفي سن الثامنة بدأت أنس جابر في المشاركة في بطولات محلية؛ وحققت نتائج لافتة، وبتشجيع من والدتها، سافرت إلى باريس وهي في العاشرة من العمر، حيث خاضت أول بطولة دولية لها.

استمرت أنس جابر في اللعب ضمن نادي حمام سوسة للتنس، حتى بلوغها الثالثة عشرة، لتنتقل للدراسة في المعهد الرياضي بالعاصمة تونس؛ من أجل الدراسة والتدريب وتطوير مهاراتها في اللعبة.

وفي العام 2011، حققت أنس جابر أول لقب دولي لها، عندما فزت بلقب بطولة رولان جاروس للشابات في العام 2011 في عمر 16 عاماً، لتدخل في العام التالي غمار الاحتراف، حيث خاضت أول بطولة في مسار رابطة لاعبات التنس المحترفات، وذلك في الدوحة بقطر، لكنها لم تتجاوز الأدوار الأولى.

🎞

انفجار الموهبة

بعد سنوات من المشاركة في بطولات المحترفين، لفتت أنس جابر الانتباه إليها، عندما نجحت في الوصول إلى ربع نهائي بطولة أمريكا المفتوحة في العام 2019. وفي العام 2020، جذبت البطلة التونسية الأنظار إليها بقوة، وذلك بعد أن حققت إنجازاً كبيراً في بطولة أستراليا المفتوحة، بعد أن هزمت أربع لاعبات مصنفات من ضمن أفضل 50 لاعبة في العالم، لتصل إلى ربع النهائي، وتخسر أمام الروسية صوفيا كينين.

وبفضل مثابرتها، استطاعت جابر دخول قائمة الـ50 لأفضل اللاعبات للمرة الأولى في تاريخها، كما أصبحت أول امرأة عربية وأفريقية تصل إلى ربع نهائي إحدى البطولات الكبرى. وبنهاية العام 2020، حلّت في المرتبة الـ31 في رابطة المحترفات، بعد أن حصدت العديد من النقاط في عدة مشاركات، من بينها بطولة دبي وبطولة قطر المفتوحة.

وفي عام 2021، وصلت جابر إلى نهائي بطولة تشارلستون المفتوحة، وخسرت أمام الأسترالية أسترا شارما، لتصل إلى المرتبة الـ24 عالمياً.

مواهب جابر تفجرت بعد ذلك بشكل مبهر، وتمكنت من الفوز بلقب بطولة برمنغهام في العام 2021، وبطولتي مدريد المفتوحة وبرلين العام 2022، وتوجت بلقب بطولة تشارلستون الأمريكية، وتأهلت في العام 2022 إلى نهائي بطولتي ويمبلدون وأمريكا المفتوحة، ضمن سلسلة البطولات الأربع الكبرى "غراند سلام"، وخسرت في الأولى أمام الكازاخستانية يلينا ريباكينا، وفي الثانية أمام النجمة البولندية إيجا شفيونتيك، المصنفة الأولى عالمياً.

هذا الأسبوع، كانت أنس جابر على مقربة من تحقيق الحلم، حيث رشحها الأداء القوي الذي أظهرته، طيلة بطولة ويمبلدون هذا العام لاقتناص اللقب، حيث حققت اللاعبة التونسية العديد من الانتصارات البارزة في الطريق نحو النهائي، حيث تغلبت على أربع بطلات سابقات للغراند سلام، كما أصبحت أول لاعبة منذ سيرينا ويليامز، تصل لنهائي ويمبلدون عامين متتاليين.

كما أصبحت أنس أول لاعبة تهزم ثلاث مصنفات بين العشر الأوائل في بطولة ويمبلدون، منذ سيرينا في العام 2012، وأول لاعبة تقلب خسارتها للمجموعة الأولى إلى انتصار ثلاث مرات، وتصل نهائي غراند سلام منذ إيلينا أوستابينكو في رولان جاروس العام 2017.

الحلم ما زال ممكناً

رغم بلوغها الـ(28) من العمر، تستطيع البطلة العربية أنّ تحقق حلم الملايين، وتفوز بإحدى بطولات الغراند سلام، ففي آب (أغسطس) القادم، تبدأ فاعليات بطولة أمريكا المفتوحة، تعقبها بأشهر بطولة أستراليا المفتوحة، في كانون الثاني (يناير) المقبل.

أُنس قالت باكية عقب خسارتها المباراة النهائية، السبت الماضي: "خسارة مؤلمة للمرة الثانية في مسيرتي، وأريد تهنئة مارسيتا باللقب، هي لاعبة رائعة، اليوم سيكون يوماً صعباً، وسأعود بقوة أكبر". وأضافت: "كانت بطولة رائعة، وتمنيت التتويج وسأنجح يوماً ما".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية