ما يفوق التطرف!

ما يفوق التطرف!

ما يفوق التطرف!


20/07/2023

أحمد عبدالتواب

ينبغى البحث عن توصيف آخر، غير(التطرف) أو حتى (العنصرية)، لوصف المشروع الذى تقدم به وزير إسرائيلى فيما قال إنه سيُنهى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، حيث حصر الاختيارات أمام الشعب الفلسطينى بين: أن يقبلوا العيش ضمن الدولة اليهودية بحقوق منقوصة، أو الهجرة، أو القتل لمن يُصرّ على المقاومة المسلحة. وقال إن تحقيق هذا الهدف يتطلب (الأفعال فى المقام الأول)، نحو تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على مناطق الضفة الغربية. وعرض تصوره عن أن إنهاء النزاع الاستيطانى يكون بإنشاء مدن ومستوطنات جديدة فى عمق المنطقة وجلب مئات الآلاف من المستوطنين الإضافيين للعيش فيها. وقد جاءت تفاصيل هذا المشروع تحت عنوان (خطة إسرائيل الحاسمة)، نشرها وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتس هذا الأسبوع فى الصحافة العبرية، معتبراً أن حل الدولتين وصل إلى طريق مسدود وأنه حان الوقت لكسر النموذج وإيجاد الطريقة المناسبة للخروج من هذه الحلقة التى لا تنتهى! هذه ليست مجرد عبارات مرتجلة من شاب متطرف منفعل فى تظاهرة هوجاء تنفلت فيها هتافات بمثل هذا المعنى، وإذا اتسع مداها فسرعان ما تتنصل منها الحكومات الراشِدة حتى إذا كانت تتبناها، ولكنها قيلت هذه المرة بلسان وزير فى الحكومة، بما يوفر جهوداً على المحللين فى استخلاص نوايا السلطات الإسرائيلية، والأهم بما يضع الإدارة الفلسطينية على مسار آخر وضح فيه عدم جدوى الخط الذى التزموا وحدهم به، وأدَّى إلى هذه الظروف التى تحصر اختياراتهم فى هذه الهوة. كما أن هذا المشروع يضع الإدارة الأمريكية، التى هى أهم داعم لإسرائيل، فى حَرَج وهى ترفض استقبال نيتانياهو منذ بدء ولايته، لأسباب مررتها، منها منحه حقائب وزارية لعدد من الإرهابيين والمتطرفين، منهم هذا الوزير، ثم كانت لها مبررات أخرى مع العنف الرهيب ضد الفلسطينيين، خاصة أن أمريكا لا تزال حتى الآن تتمسك رسمياً بحل الدولتين المعتمد من الأمم المتحدة، والذى لا يزال يحظى بتأييد عالمى. مع الوضع فى الاعتبار أن إدارة الرئيس بايدن، يعتبرها كثيرون امتداداً لإدارة أوباما، وكانت آخر كلمات وزير خارجيته جون كيرى، قبل انتهاء ولايته بأيام، كاشفة لكيف دمرت إسرائيل بالعمد إمكانية تنفيذ حل الدولتين، وكان الرئيس بايدن آنذاك نائباً للرئيس أوباما.

عن "الأهرام"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية