محاولات اغتيال وقطع طرق... هل ينجح فرماجو في عرقلة جهود استكمال الانتخابات؟

محاولات اغتيال وقطع طرق... هل ينجح فرماجو في عرقلة جهود استكمال الانتخابات؟


26/04/2022

ما يزال التحدي الأمني في الصومال يهدد عملية التداول السلمي للسلطة في البلاد، فبعد المخاوف من تفجيرات أمنية في العاصمة مقديشو، برزت مخاوف جديدة من أن تُفشل التهديدات الأمنية والاغتيالات على يد الرئيس المنتيهة ولايته محمد فرماجو عملية التداول السلمي للسلطة.

 وقد شنّ فرماجو ومدير مخابراته السابق فهد ياسين، الذي فشل في دخول مجلس النواب، حرباً على مجلس الشعب، وعلى رئيسه وأعضائه، محاولاً خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي لخلط الأوراق، عبر تهديد السلطة التشريعية لفرض تطلعاته السياسية حتى لو بقوة السلاح.

 وقد تعرّض رئيس مجلس الشعب الصومالي المؤقت عبد السلام طبنعد لهجوم من قبل قوات موالية للرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو.

 

رئيس مجلس الشعب الصومالي المؤقت عبد السلام طبنعد يتعرّض لهجوم من قبل قوات موالية لفرماجو

 

 جاء ذلك أثناء حضور المسؤول مناسبة أداء اليمين الدستورية لـ(16) نائباً جديداً من ولاية جوبلاند الذين تمّ انتخابهم يومي الجمعة والسبت الماضيين في مدينة عيل واق بمحافظة غدو جنوب الصومال.

 وحسب ما نقل موقع "الصومال الجديد" عن شهود عيان، نفذت الهجوم قوات تابعة للشرطة الصومالية وجهاز المخابرات الموالين لفرماجو حيث تجري المناسبة في فندق داخل مطار مقديشو الدولي، لجؤوا إليه بعد أن تمّ منعهم من إقامة الحدث في أحد المقرات الحكومية، بدون أسباب أو مبررات.

 وتصدى للهجوم الحرس الشخصي لرئيس مجلس الشعب وأمن الفندق الذي استضاف المناسبة، بالإضافة إلى حرس رئيس ولاية بونتلاند المرشح الرئاسي سعيد عبد الله الذي كان قريباً من المنطقة.

 شنّ فرماجو ومدير مخابراته السابق فهد ياسين، الذي فشل في دخول مجلس النواب، حرباً على مجلس الشعب

 وأظهرت لقطات مصورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي اعتقال العناصر التي قامت بتنفيذ الهجوم، وتمّ تسليمهم لقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال المعروفة اختصاراً بـ"أتميس".

 وأطلق رئيس مجلس الشعب الصومالي المؤقت عبد السلام طبنعد تصريحات نارية قال فيها: إنّهم تعرضوا لمحاولة اغتيال أثناء القيام بواجباتهم الدستورية.

واتهم عبد السلام بعض قادة الأجهزة الأمنية (قائد الشرطة ومدير المخابرات) في عرقلة جهود استكمال الانتخابات، معبّراً عن إصراره على المضي قدماً بها، حتى لو دفع حياته ثمناً لها.

 

الهجوم الذي استهدف الفندق الذي ستقام فيه مراسم أداء اليمين لـ (16) نائباً، نفذته قوات تابعة للشرطة الصومالية وجهاز المخابرات الموالين لفرماجو

 

 وقالت مفوضية الانتخابات الفيدرالية في بيان نقلته وكالة "فرانس برس": "نجا رئيس مجلس الشعب المؤقت، والسكرتير الدائم للمجلس، والنواب الجدد الذين تمّ انتخابهم في مدينة عيل بمحافظة غدو، وأعضاء من البرلمان BFS ، الذين شهدوا أداء اليمين لأعضاء البرلمان الجدد، وأعضاء مفوضية الانتخابات، نجوا من هجوم خلال حفل أداء اليمين في فندق داخل مطار مقديشو الدولي".

 وتابع البيان: "هاجمت مجموعة مسلحة بالمسدسات، وأطلقت النار على مكان حفل أداء اليمين، وأفشل حرس المفوضية بالتعاون مع حراس الفندق الهجوم".

 وذكرت المفوضية في البيان أنّ الحضور في مناسبة أداء اليمين الدستورية نجوا من محاولة اغتيال، وكشفت أنّها تعرّضت لعدة مؤامرات أثناء جهود استكمالها في انتخابات البرلمان الصومالي خلال الأيام الماضية.

 وفي الإطار ذاته، أشار العضو السابق في مجلس الشعب الصومالي إلياس علي حسن إلى أنّ سيارته تعرّضت لإطلاق نار من قبل عناصر من وكالة المخابرات بالقرب من فندق الجزيرة في مقديشو.

 

فرماجو يمنع إقامة مراسم أداء اليمين في جميع المقرات التابعة للحكومة بدون أيّ أسباب أو مبررات

 

 وذكر حسن في منشور على صفحته في فيسبوك أنّ السيارة كانت تقلّ نواباً وأصدقاء آخرين عندما أُطلقت عليها النار من رشاش، مضيفاً أنّه لا يعرف السبب وراء الهجوم.

 وأوضح العضو السابق في مجلس الشيوخ أنّه لم يكن هو شخصياً في السيارة أثناء الهجوم، الذي قال إنّه لم يسفر عن إصابة لكنّه تسبب في أضرار لحقت بسيارته.

 العضو السابق في مجلس الشعب الصومالي إلياس علي حسن

تزامن الحادث مع توترات شهدتها العاصمة مقديشو أمس بسبب محاولات من الشرطة والمخابرات لمنع نواب تمّ انتخابهم في إقليم عدو بولاية جوبالاند من أداء اليمين الدستورية.

 وقد أدان رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي بشدة ما وصفه بالمحاولات المقيتة التي كان آخرها استهداف الرئيس المؤقت لمجلس الشعب الصومالي، ومفوضية الانتخابات والنواب الجدد الذين تم انتخابهم في مدينة عيل واق بولاية جوبلاند، معبّراً عن أسفه لهذا السلوك المشين، بحسب بيان لمكتبه.

 وحذّر روبلي قادة الشرطة والمخابرات من التورط في مخالفات تعرقل الانتخابات، وحثّ الشعب الصومالي على توخي الحذر وتسليط الضوء على كلّ من يقف وراء عرقلة استكمال الانتخابات، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية.

 

عبد السلام طبنعد يتهم قائد الشرطة ومدير المخابرات في عرقلة جهود استكمال الانتخابات

 

وأشاد رئيس الوزراء في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس الشعب، حيث يقوم بزيارة إلى سويسرا، أشاد بالسلوك الشجاع لمجلسي البرلمان (مجلس الشعب ومجلس الشيوخ) في تسيير العملية الانتخابية، وشجّعهما على القيام بواجباتهما على أكمل وجه.

 وذكّر رئيس الوزراء أعضاء البرلمان الصومالي الجديد بأنّ لديهم أعلى مسؤولية في البلاد، وشجّعهم على العمل من أجل استكمال انتخابات البلاد لتجاوز هذا الوضع الصعب.

 وكان أعضاء البرلمان الصومالي قد أدّوا اليمين الخميس الماضي، بعد انتخابات تأجلت طويلاً، وشهدت فوضى اتسمت بالعنف والصراع على السلطة بين زعماء البلاد.

 رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي يدين بشدة المحاولات المقيتة لعرقلة جهود استكمال الانتخابات

 وجرت مراسم أداء اليمين لنحو (300) من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في مقديشو في منطقة آمنة في المطار، حسبما أوردت وكالة "فرانس 24".

وقد أدى التنافس بين روبلي وفرماجو إلى تعطيل الانتخابات وتهديد استقرار البلاد التي تنتظر منذ أكثر من عام إجراء انتخابات رئاسية، وتشهد عودة نشاط الإسلاميين المتطرفين في حركة الشباب.

 وشهدت المواجهة العلنية على رأس السلطة التنفيذية أحداثاً عدة في الأشهر الأخيرة، فقد علق الرئيس سلطات رئيس الحكومة، ممّا أثار مخاوف من حرب أهلية جديدة في البلاد.

 وقد انتهت ولاية الرئيس في شباط (فبراير) 2021 بدون التمكن من إجراء انتخابات. ومذاك تتقدم العملية ببطء، وتأخرت بسبب صراعات في أعلى هرم السلطة التنفيذية ونزاعات بين الحكومة المركزية وبعض ولايات البلاد.

 يُذكر أنّ النظام الانتخابي في الصومال معقد جداً، ويعتمد على اختيار مجالس المناطق مع المندوبين من العشائر والعشائر الفرعية النواب الذين يعيّنون بدورهم الرئيس.

مواضيع ذات صلة:

الصومال: محكمة توجه صفعة لفرماجو ومدير مخابراته السابق

لماذا لم تكتمل الانتخابات الأكثر غرابةً في تاريخ الصومال؟

أيُّ دور تلعبه قطر في الصومال؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية