مخدرات وأسلحة بالمليارات في بحر العرب.. ما علاقة إيران؟

مخدرات وأسلحة بالمليارات في بحر العرب.. ما علاقة إيران؟


21/06/2022

تتسارع عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، التي تقوم بها إيران عبر شبكة ميليشياتها وعصاباتها المنتشرة في المنطقة؛ إذ لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد عمليات ضبط حمولات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي، تيموثي هوكينز.

وقال القائد البحري الأمريكي، في تصريحات لـ"العربية/ الحدث" أمس، إنّ ضبط الحمولات غير المشروعة تصاعد بسرعة كبيرة بعدما قامت الولايات المتحدة والقوات الدولية المتعددة الجنسيات بزيادة دورياتها في خليج عُمان وبحر العرب.

مخدرات بالملايين

وأكد هوكينز أنّ "قواته تركز جهداً أكبر وإمكانات أكثر لردع النشاطات المزعزعة للاستقرار ولرصدها ومنع قيامها".

وتابع: إنّ وقف تداول الشحنات غير المشروعة من الأسلحة والمخدرات له أثر واضح، مشدداً على أنّ القوات البحرية المشتركة العاملة في المنطقة صادرت ما قيمته 700 مليون دولار من المخدرات في 18 شهراً.

وكانت قوة من حرس السواحل الأمريكي في خليج عُمان قد اعترضت قارب صيد يحمل 310 كيلوغرامات من مادة الهيروين المخدرة، تصل قيمتها إلى أكثر من 11 مليون دولار، قبل أسابيع، وبينت في بيان أنّ "حرس السواحل الأمريكي ضبط يوم 15 أيار الماضي 182 كلغم من الهيروين و182 كلغم من ميثامفيتامين، و27 كلغم من امفيتامين، و568 كلغم من الحشيش، بقيمة 17 مليون دولار".

تزايد عمليات ضبط حمولات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة

وأشار حينها بيان مقتضب لقيادة الأسطول الخامس صدر بعد 3 أيام، إلى أنّ السفينة الأمريكية التي نفّذت المهمة تعمل ضمن قوة "القوة الضاربة 150" فقط، دون أي معلومات أخرى عن مصدر المخدرات، أو وجهتها، أو حتى إلى ما حلّ بالقارب، وهو ما طرح تساؤلات كثيرة، وفق ما أورده موقع "العربية".

وفي 17 أيار (مايو) الماضي، أعلنت البحرية الأمريكية عن عملية ضبط أخرى، حيث قامت سفينة تابعة لها تعمل في إطار قوة مهام بحرية متعددة الجنسيات بضبط كمية مخدرات تبلغ قيمتها 39 مليون دولار من على متن مركب صيد كان يديره طاقم إيراني في المياه الدولية بخليج عُمان.

وأوضحت أنّ فريق خفر السواحل الأمريكي التابع لمدمرة الصواريخ الموجهة "يو.أس.أس مومسن" والذي يدعم قوة المهام المشتركة 150، ضبط 640 كيلوغراماً من مادة الميثامفيتامين من على متن القارب.

اعترضت قوة من حرس السواحل الأمريكي في خليج عُمان قارب صيد يحمل 310 كيلوغرامات من مادة الهيروين المخدرة، تصل قيمتها إلى أكثر من 11 مليون دولار

وقالت البحرية الأمريكية إنه تم اعتراض القارب أثناء عبوره في المياه الدولية على مسار يعرف تاريخياً باستخدامه من قبل التنظيمات الإجرامية لتهريب الأشخاص والأسلحة والمخدرات والفحم.

وذكرت أنّ أفراد الطاقم حاولوا التخلص من أكثر من 60 حزمة من المخدرات التي تم ضبطها مع اقتراب مدمرة "يو.أس.أس مومسن" من القارب، الذي عرف طاقمه المكون من 9 أفراد أنفسهم بأنهم من الجنسية الإيرانية، وفق ما أورده موقع "الشرق الأوسط".

وفي 5 أيار (مايو) الماضي، صادرت الفرقاطة البريطانية 95 كيلوغراماً من الهيروين بقيمة سوقية تبلغ 4 ملايين دولار من مركب صيد في خليج عُمان.

أسلحة ومتفجرات

وفيما يتعلق بتهريب الأسلحة، أوضح هوكينز، في حواره الأخير، أنّ هناك جزءاً آخر من المصادرات لا يقلّ خطورة عن المخدرات، مشيراً إلى أنّ قواته صادرت آلافاً من قطع الأسلحة خلال الفترة ما بين بداية العام 2021 حتى الآن.

وتشمل المصادرات 9000 قطعة سلاح وهي 3 مرات أكبر من ما تمّ ضبطه في العام 2020، ولفت إلى أنّ آخر شحنة تمّ الإعلان عنها ضبطت في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، حيث أعلنت أمريكا حينها أنّ أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين.

وشملت الشحنات وقتها أسلحة حربية فردية وذخائر للرشاشات، وأسلحة أكثر تطوراً مثل؛ قطع صواريخ باليستية وقطع صواريخ عابرة وصواريخ مضادة للدروع.

ضبط كمية مخدرات تبلغ قيمتها 39 مليون دولار من على متن مركب صيد كان يديره طاقم إيراني في المياه الدولية بخليج عُمان

وفي هذا السياق، كانت سفن حربية أمريكية وبريطانية، قد اعترضت قبل عدة أشهر، سفينتين في خليج عُمان، إحداهما انطلقت من إيران وتحمل مواد تُستخدم في صناعة المتفجرات، ويُعتقد أنها كانت في طريقها إلى اليمن، والأخرى تحمل مخدرات.

وكشفت القوات الأمريكية والبريطانية في بيان "اعتراض سفينة في خليج عمان لا تحمل علم أي دولة، انطلقت من إيران وكانت في طريق استُخدمت من قبل لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن".

 يقول هوكينز إنّ هناك جزءاً آخر من المصادرات لا يقلّ خطورة عن المخدرات، مشيراً إلى أنّ قواته صادرت آلافاً من قطع الأسلحة خلال الفترة ما بين بداية العام 2021 حتى الآن

وأضاف البيان: "عثرت القوات الأمريكية في أثناء تفتيش السفينة على 40 طناً من سماد اليوريا، وهو مادة كيميائية تُستخدم في الزراعة، ولكن من المعروف كذلك أنه يُستخدم كمادة متفجرة".

وسلمت البحرية الأمريكية، السفينة وحمولتها وطاقمها المكون من 5 بحارة يمنيين إلى خفر السواحل اليمني، وفق ما أورده موقع "الخليج أونلاين".

وبحسب البيان، كانت سفن الأسطول الخامس قد اعترضت نفس السفينة من قبل في شباط (فبراير) من العام الماضي قبالة سواحل عُمان، وعثرت بداخلها على أسلحة بينها رشاشات هجومية وبنادق قناصة وقواذف صاروخية، ومعدات عسكرية أخرى.

يشار إلى أنّ الأمريكيين يتوقفون عادة بحذر شديد أمام تهريب الإيرانيين لأجهزة إلكترونية صغيرة من الممكن إضافتها إلى صواريخ يملكها الحوثيون، فتتحوّل إلى صواريخ "دقيقة وموجّهة"، وفق بياناتهم.

ولم تتحدّث القوات المشتركة أو الأمريكيون عن تهريب أسلحة من إيران آخر 6 أشهر، في حين لاحظ الإيرانيون على ما يبدو نجاح القوات البحرية المشتركة في اعتراض شحناتهم.

ما خفي أعظم

ورغم هذه المضبوطات، والتي تُشير جميعها إلى تورط إيران وميليشياتها بتهريب المخدرات والأسلحة، إلى دول عدة، إلا أنّ القيادة الأمريكية ترفض الإفصاح رسمياً عن هذه المعلومات.

في حين أفادت مصادر أخرى لـ"العربية/الحدث"، في منطقة عمليات الأسطول الخامس وفي العاصمة الأمريكية، أنّ المصدر الأساسي لكميات الهيروين هو "أفغانستان"، فيما يتم تصنيع المواد الأخرى من المخدرات الكيميائية في أكثر من بلد من بلدان المنطقة، وتعبر كل هذه الكميات إلى إيران.

كما أكدت أنّ السلطات الإيرانية تنظّم شحن هذه المخدرات من شواطئها إلى شواطئ عُمان واليمن، وتوكل إلى عصابات الجريمة بالتعاون مع الميليشيات الموالية لها مهمة الإبحار بها لبيعها في أسواق دول أخرى.

واعتبروا عمليات تهريب المخدرات هذه جزءاً من حملة واسعة تقودها إيران لتمويل الميليشيات التابعة لها، كونها تدرّ عليها بالملايين.

في سياق متصل، أكّد مصدران آخران لـ "العربية"، أنّ هذه القوات البحرية المشتركة وتشارك فيها 34 دولة، تصادر كميات أخرى في بحر العرب وخليج عُمان ومناطق أخرى من عملياتها لكنها لا تكشف عنها كلها.

الأمريكيون يتوقفون عادة بحذر شديد أمام تهريب الإيرانيين لأجهزة إلكترونية صغيرة من الممكن إضافتها إلى صواريخ يملكها الحوثيون فتتحوّل إلى صواريخ "دقيقة وموجّهة"، وفق بياناتهم

وأوضحوا أنّ حكومات بعض الدول المشاركة تتحاشى الإعلان عن الشحنات التي تضبطها؛ لأنها لا تريد إغضاب إيران وقوات الحرس الثوري، لذلك نلاحظ إعلانات من القوات البحرية الأمريكية أو البريطانية لا من دول أخرى.

مع هذا التأكيد، يسهل استنتاج أنّ كميات المخدرات التي تمّ ضبطها بعد مغادرة الشواطئ الإيرانية تساوي ضعف الكميات المعلن عنها؛ أي 1400 مليون دولار، مع الأخذ في الحسبان أنّ هناك كميات أخرى لم يتمّ ضبطها ووصلت إلى شواطئ اليمن وعُمان وهذا يزيد من كمية المخدرات المصدرة من إيران لتصل قيمتها إلى 2 مليار دولار.

مواضيع ذات صلة:

الجيش اللبناني يلاحق تجار المخدرات وحزب الله يهدد بالتصعيد

هل غيّرت المخدرات مجرى الحرب العالمية الثانية؟

الأردن في مواجهة حزب الله لمنع تهريب المخدرات إلى الخليج



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية