مخيمات شمال شرق سوريا: آلاف السوريين في المخيمات خارج حسابات المساعدات

مخيمات شمال شرق سوريا: آلاف السوريين في المخيمات خارج حسابات المساعدات

مخيمات شمال شرق سوريا: آلاف السوريين في المخيمات خارج حسابات المساعدات


10/08/2023

تعاني المخيمات المنسية في شمال شرق سوريا من شحّ في الخدمات والمساعدات، ولعل الأكثر تضرراً هي المخيمات العشوائية التي تشكل غالبية هذه المخيمات في تلك المنطقة، حيث يعاني أهلها من ظروف أسوأ من ظروف النازحين في المخيمات الرسمية.

وتضمّ مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، خصوصاً في محافظتي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق)، عشرات المخيمات العشوائية التي تؤوي مدنيين فروا من مناطق عدة على وقع المعارك بين أطراف مختلفة من النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011، وفقاً لما نقلته وكالة (فرانس برس).

الأكثر تضرراً هي المخيمات العشوائية التي تشكل غالبية هذه المخيمات في تلك المنطقة.

في شمال سوريا، تشكو رحمة الحمود من ظروف معيشية صعبة مع شحّ المساعدات وسوء الخدمات ودرجات حرارة خانقة تحوّل أيامها إلى جحيم، كما هي حال عشرات آلاف النازحين في مخيمات عشوائية منسية.

وقالت الحمود (33) عاماً، وهي أم لـ (4) أطفال قتل والدهم في الحرب: "يمرض أطفالنا بشكل متكرّر، يعانون من حرارة وحالات إسهال وتقيّؤ، الخيمة حارّة جداً، ولا نستطيع الجلوس داخلها في فترة الظهيرة".

تحوي محافظة الرقة، التي شكّلت المعقل الأبرز لتنظيم داعش في سوريا قبل دحره منها، العدد الأكبر من المخيمات العشوائية.

وأضافت لـ (فرانس برس): إنّ "المساعدات قليلة، والمنظمات لا تعترف بهذا المخيم، لو كانت تساعدنا كل شهرين أو ثلاثة، لاستطاع الناس العيش بشكل أفضل"، وتابعت: "نحن منسيون بشكل كامل؛ لا مواد تنظيف، والخيم مهترئة تدخل الشمس منها" بينما تتجاوز درجات الحرارة عتبة الـ (40).   

في المخيم اليوناني حيث تعيش، والذي اكتسب اسمه من مطعم يحمل الاسم ذاته على ضفاف نهر الفرات عند أطراف مدينة الرقة، تتعالى أصوات أطفال يركضون بين خيم مهترئة تحت أشعة شمس حارقة، وتنقل نساء المياه في أوعية تملؤها من صنبور في باحة المخيم، فيما تنهمك طفلة بغسل الأطباق قرب خزان مياه. وتقول الحمود التي تعمل وأولادها كأجراء: "كلمة منسيين قليلة لوصف الظروف التي نعيشها في المخيم".

وتحوي محافظة الرقة التي شكّلت المعقل الأبرز لتنظيم داعش في سوريا، قبل دحره منها في تشرين الأول (أكتوبر) 2017، العدد الأكبر من المخيمات العشوائية، وفق الإدارة الذاتية الكردية.

وتكاثرت شيئاً فشيئاً مخيمات النازحين الفارين من المعارك الدامية في البلاد على وقع النزاع وتوسعه من منطقة إلى أخرى، وفي شمال غرب البلاد الخارج عن سيطرة النظام، ينتشر أكثر من (1000) مخيم نظامي وعشوائي لنازحين يعتمدون بشكل أساسي على مساعدات المنظمات الدولية العابرة للحدود.

يواجه 81% من سكان هذه المخيمات أزمة في تأمين الغذاء جرّاء ضعف الاستجابة، في  حين يواجه 93% منهم أزمة في الحصول على الخبز.

وفي مناطق سيطرة الأكراد (شمال وشمال شرق)، أشار مسؤول المخيمات والنازحين لدى الإدارة الذاتية شيخموس أحمد إلى وجود عشرات المخيمات العشوائية بالإضافة إلى (16) مخيماً نظامياً، بينها مخيما (الهول وروج) الذائعا الصيت، كونهما يؤويان أفراداً من عائلات داعش.

وتُشكّل المواقع العشوائية 79% من مخيمات النازحين في الرقة، وفق تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي يعتبر تلك المخيمات الأكثر "هشاشة" وعرضة لتداعيات حالات الطقس القاسية، جراء "غياب التخطيط والبنى التحتية والإدارة".

أمّا في مخيم (سهلة البنات) عند الأطراف الشمالية الشرقية لمدينة الرقة، فتوجد كوم من البلاستيك والحديد تباع عادة لسيارات خردوات تجوب المخيم القريب من مكبّ نفايات، نقلاً عن (فرانس برس).

وتعتمد غالبية المقيمين في المخيم على مدخول يوفره البحث بين القمامة عن مواد يمكن بيعها. ويمكن رؤية نساء وأطفال يحملون أكياساً على ظهورهم بينما يغطي السواد أيديهم ووجوههم المرهقة يجوبون المكان قرب المكبّ.

بدورها، أكدت تانيا إيفانز من منظمة الإغاثة الدولية أنّ المخيمات العشوائية في الشمال الشرقي يمكن اعتبارها "منسية"، مشددة على ضرورة زيادة الاهتمام بها، وتمويلها والدفع نحو جهد مستدام تجاهها من المجتمع الدولي.

ووفق آخر تحديث للحالة الإنسانية في مخيمات شمال غرب سوريا، بلغ عدد المخيمات (1633) مخيماً يسكنها أكثر من مليون و(800) ألف نازح، من بينهم (311) ألف سوري يسكنون في مخيمات عشوائية لا تحصل على أيّ مساعدات أممية.

ويواجه 81% من سكان هذه المخيمات أزمة في تأمين الغذاء جرّاء ضعف الاستجابة، في حين يواجه 93% منهم أزمة في الحصول على الخبز، وفق مدير فريق (منسقي استجابة سوريا الإنساني) محمد حلاج.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية