مدير مجمع الشفاء في غزة لـ"حفريات": المستشفى يتحول إلى مقبرة جماعية

مدير مجمع الشفاء في غزة لـ"حفريات": المستشفى يتحول إلى مقبرة جماعية

مدير مجمع الشفاء في غزة لـ"حفريات": المستشفى يتحول إلى مقبرة جماعية


كاتب ومترجم فلسطيني‎
15/10/2023

قال مدير "مجمع الشفاء الطبي" في غزة محمد أبو سلمية إنّ المجمع سيتحول إلى "مقبرة جماعية" خلال الأيام القليلة القادمة، في ظل النفاد المتدرج للخدمات الضرورية، بدءاً بالكهرباء والمستلزمات الطبية، وصولاً إلى عدم وجود غرف وأسرة لاستقبال الأعداد الهائلة من الجرحى.
وأضاف في تصريح لـ"حفريات" بأنّ "ثلاجات الموتى ممتلئة، ويصعب على المواطنين دفن ذويهم بسبب صعوبة التحرك داخل مناطق قطاع غزة".
يأتي ذلك في أعقاب المجازر تلو الأخرى التي ما انفكت تنفذها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، التي لا تكاد تغادر سماء قطاع غزة حتى ولو لدقيقة واحدة، حيث تشن غارات عنيفة جداً ضد مناطق سكنية واسعة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وبات الوضع في قطاع غزة أشبه بأيام النكبة الفلسطينية التي حلت عام 48، فالحياة بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا طعام، هذا هو الواقع الحقيقي للحياة داخل قطاع غزة بعد تشديد الحصار الإسرائيلي.
وتتّبع إسرائيل سّياسة الأرض المحروقة ضد السكان في قطاع غزة وتهجيرهم إلى مناطق أخرى، حيث تمسح الطائرات في كل ليلة مربعات سكنية كاملة من مناطق مختلفة من أحياء ومدن قطاع غزة، فحجم الدمار والخراب الذي حل بالقطاع لا يوصف، كما تتعمد إسرائيل ايقاع أكبر عدد من الشهداء في صفوف السكان المدنيين، وذلك للتغطية على الفشل الذريع الذى تتعرض له إسرائيل وجيّشها سواء من العمليات المستمرة خلف خطوطه، والصواريخ التي تمطرها المقاومة بين الفينة والأخرى على سائر المدن الإسرائيلية والتي تحدث دماراً هائلاً، وصعوبة الوصول لأفراد المقاومة الذين يتحصنون في أماكن سرية، ويجد الجيش صعوبة في الوصول إليهم وينتقم بذلك من المدنيين للضغط على المقاومة.
حرب نفسية
ويواصل الجيش بث مزيد من التهديدات ضد قطاع غزة، وارسال رسائل على هواتف المواطنين في مناطق عدة تطالبهم بمغادرة هذه الأماكن، في حين أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اعطاء الأوامر للجيش لتشديد الحصار عن قطاع غزة، من خلال قطع المياه والكهرباء ووقف امداد الطعام، كما هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإعادة قطاع غزة إلى العهد الحجري، وقطع جميع الخدمات وتدمير جميع الأحياء السكنية، داعياً السكان في غزة إلى الرحيل، وتأتي هذه التصريحات الخطيرة بعد الصدمة الكبيرة التي منيت بها إسرائيل، بعد تسجيل خسائر فادحة في أرواح وممتلكات الإسرائيليين، وأسر العشرات من كبار الضباط والجنود والمدنيين داخل غزة، على إثر معركة طوفان الأقصى التي تشنها حماس ضد إسرائيل، ووصول أعداد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 1000 قتيل وتدمير وحرق عدة مدن في غلاف قطاع غزة.  

تتّبع إسرائيل سّياسة الأرض المحروقة ضد السكان في قطاع غزة وتهجيرهم إلى مناطق أخرى
 ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن أعداد الشهداء ارتفعت بشكل كبير منذ بدء الحرب، جراء المجازر التي ارتكبتها الطائرات الحربية بحق السكان المدنيين في مناطق متفرقة، في حين هناك مخاوف من ارتقاء العشرات من الجرحى، نتيجة صعوبة التعامل مع الإصابات البالغة التي تعرضوا لها، كما أن الوزارة أعلنت أنها تواجه عجزاً كبيراً في الإمدادات والخدمات المقدمة للجرحى والمصابين، نتيجة نقص الكوادر الطبية والمعدات الطبية وامتلاء المشافي بأعداد كبيرة جداً من الجرحى، وصعوبة السيطرة على الوضع الحالي داخل جميع المشافي، والتي تعرض بعضها للاستهداف بشكل مباشر من قبل الطائرات الحربية، وهذا ما جري من استهداف للمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، حتى إنّ قسم حضانة الأطفال داخل مجمع الشفاء الطبي تعرض لأضرار كبيرة، نتيجة قصف ممتلكات حكومية ومنازل للمواطنين بجوار المشفى الحكومي الكبير في وسط مدينة غزة.

 سكان قطاع غزة سيواجهون أياماً قاسية جداً، خاصة وأنّ الجيش يتحدث عن خطة لتقسيم القطاع إلى أجزاء متفرقة لتسهيل السيطرة عليه
 


وأعلنت سلطة الطاقة في غزة، أنّ محطة توليد الكهرباء الوحيدة توقفت بشكل كامل بسبب نفاد كميات الوقود اللازم لتشغيلها، وحذرت سلطة الطاقة من أنّ قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية محققة، مع توقف محطة توليد الكهرباء بالكامل خلال الساعات القادمة جراء نفاد الوقود، وبذلك فإنّ القطاع مهدد بالغرق في ظلام دامس، واستحالة استمرار تقديم الخدمات الحياتية الأساسية التي تعتمد جميعا على الكهرباء، ولن يتسنى تشغيلها جزئياً بالمولدات، مع منع إمدادات الوقود من بوابة معبر رفح الحدودي مع مصر.
انهيار المنظومة الصحية
مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة محمد أبو سلمية  قال إنّ "الوقود في المستشفى يكفي لأيام قليلة فقط، بعد توقف الوزارة منذ فترة طويلة عن ضخ السولار للمستشفيات، نتيجة اعتماد المستشفى على خط كهرباء 24 ، الذي وفرته قطر باتفاق مع إسرائيل لمستشفيات قطاع غزة خلال جولات التصعيد السابقة ".

مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة محمد أبو سلمية لـ"حفريات": ساحات المجمع وحدائقه ممتلئة بالذين يفترشون الأرض بعد أن دمرت بيوتهم وهجروا قسراً منها
 


وأوضح في حديثه لـ"حفريات" أنّ "الواقع الصحي في غزة يشهد تأزماً غير مسبوق، في ظل وصول المئات من المصابين في كل لحظة إلى أقسام الاستقبال في المستشفى، وصعوبة التعامل مع العشرات من الحالات التي بحاجة إلى تدخل جراحي سريع ودقيق، إلى جانب منع إسرائيل تحويل الجرحى إلى مستشفيات مصر".
ولفت إلى أنّ "الوضع داخل مجمع الشفاء كارثي جداً، فهناك المئات من العائلات لا تزال تنزح من مناطق القصف والتدمير إلى داخل مجمع الشفاء، فساحات المستشفى وحدائقه باتت ممتلئة بالذين يفترشون الأرض، بعد أن دمرت بيوتهم وهجروا قسراً منها".
منع إدخال المساعدات
وتمنع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من الدول العربية إلى غزة، حيث قطعت الطائرات الحربية الإسرائيلية الطريق على قافلة مساعدات مصرية كانت في طريقها إلى قطاع غزة الثلاثاء الماضي، بعد أنّ قصفت طريق دخول هذه المساعدات في الجانب الفلسطيني من المعبر، وأجبرتها على العودة ومن ثم قامت طائرات الاحتلال بقصف معبر رفح البري مع مصر وتدميره، وتوقف على إثر ذلك حركة سفر وتنقل سكان قطاع غزة إلى الخارج، وهذا ما يزيد من تأزم الأوضاع الإنسانية أكثر للمواطنين، خاصة ممن هم بحاجة ماسة للسفر لغرض العلاج والتعليم ومصالح أخرى.

تمنع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من الدول العربية إلى غزة
ويتوقع السكان في غزة استمرار الحرب لأيام طويلة، في ظل تلويح الحكومة الإسرائيلية بنية الجيش تنفيذ هجوم بري واسع على قطاع غزة من أجل السيطرة عليه، وهذا السيناريو إنّ تم تطبيقه فهذا يعنى أنّ سكان قطاع غزة سيواجهون أياماً قاسية جداً، خاصة وأنّ الجيش يتحدث عن خطة لتقسيم القطاع إلى أجزاء متفرقة لتسهيل السيطرة عليه، ويسبق ذلك إبادة مناطق واسعة لتسهيل عبور الجيش والمدرعات إلى مناطق قطاع غزة. 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية