مرة أخرى الحوثيون يجهضون جهود السلام في اليمن... ماذا فعلوا؟

مرة أخرى الحوثيون يجهضون جهود السلام في اليمن... ماذا فعلوا؟

مرة أخرى الحوثيون يجهضون جهود السلام في اليمن... ماذا فعلوا؟


19/07/2023

في مؤشر ينذر بعودة التصعيد العسكري بعد هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة وقوى إقليمية ودولية لإفساح المجال للتفاوض، أعلنت هيئة التشاور والمصالحة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن الثلاثاء أنّ جهود السلام مع جماعة الحوثي "وصلت إلى طريق مسدودة".

 وقال رئيس الهيئة محمد الغيثي خلال اجتماع لها عبر الإنترنت: إنّ "جهود السلام التي يبذلها الإقليم قد وصلت إلى طريق مسدودة، بسبب تعنت الميليشيات الحوثية".

وتحدث الغيثي عن "تصعيد عسكري خطير وحشد تنفذه الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات وخطوط التماس، بالتزامن مع تدهور اقتصادي وإنساني غير مسبوق ينبئ بكارثة حقيقية تستدعي معالجات استثنائية وعاجلة جداً".

تصعيد عسكري خطير وحشد تنفذه الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات وخطوط التماس، بالتزامن مع تدهور اقتصادي وإنساني غير مسبوق

وشددت هيئة التشاور والمصالحة في الاجتماع "على ضرورة أن يضطلع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والأشقاء في التحالف العربي بمسؤولياتهم تجاه ما يجري من تصعيد عسكري لميليشيات الحوثي".

وأشارت إلى أنّ "الحوثيين لن يقبلوا بالسلام دون حزم وإجراءات رادعة لما يجري".

والهيئة استحدثها مجلس القيادة في 7 نيسان (أبريل) 2022 بإعلان رئاسي أصدره من العاصمة السعودية الرياض الرئيس اليمني آنذاك عبد ربه منصور هادي، لـ "مساندة المجلس في مهامه وتحقيق تقارب بين المكونات السياسية والتشاور حول القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية".

دأب الحوثيون على استثمار فترات الهدنة السابقة والانخراط في مفاوضات السلام في التقاط الأنفاس والتحضير لجولة قتال جديدة مع الحكومة

ودأب الحوثيون على استثمار فترات الهدنة السابقة والانخراط في مفاوضات السلام في التقاط الأنفاس والتحضير لجولة قتال جديدة مع الحكومة المعترف بها دولياً.

ويقول محللون إنّ إعلان هيئة التشاور والمصالحة وصول المفاوضات إلى طريق مسدودة لم يكن مفاجئاً بالنظر إلى التصعيد الحوثي على مختلف الجبهات، خاصة في عدن ومأرب، بما لا يتماشى مع شروط التهدئة والتفاوض.

ويواصل الحوثيون التحشيد والتمركز على مختلف الجبهات بانتظار استئناف القتال، مع مواصلة شن حرب اقتصادية على الحكومة الشرعية أدت إلى المزيد من تضرر سكان المدن التابعة لها، ممّا دفعهم إلى الخروج في مظاهرات منددة بالسلوك الحوثي وغاضبة من تقصير حكومي تقول السلطات الشرعية إنّه نتاج لحصار الحوثيين الاقتصادي.

يواصل الحوثيون التحشيد والتمركز على مختلف الجبهات بانتظار استئناف القتال، مع مواصلة شن حرب اقتصادية على الحكومة الشرعية

هذا، وشهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ومدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت تظاهرات شعبية احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات وفي مقدمة ذلك الكهرباء، بالتوازي مع حالة من التوتر السياسي والإعلامي التي تخيم على معسكر الشرعية في اليمن.

ويرفض الحوثيون رفع الحصار عن تعز وفتح الطرق الرئيسية، ويقترحون بدل ذلك فتح طرق فرعية وجبلية للتنفيس عن المدينة المنكوبة اقتصادياً واجتماعياً، وهو ما ترفضه الحكومة الشرعية والمواطنون.

وما تزال جماعة الحوثي متمسكة بالحصار رغم قبولها الدخول في مفاوضات مع الحكومة الشرعية برعاية أممية، ويقول مراقبون إنّ الجماعة تسعى من خلال حصار تعز لتحصيل مكاسب سياسية لا يتاح لها الحصول عليها عسكرياً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية