مسؤول إيراني: سنضطر لبيع جزيرتين ومحافظة.. لماذا؟

مسؤول إيراني: سنضطر لبيع جزيرتين ومحافظة لدفع مستحقات المتقاعدين... لماذا؟

مسؤول إيراني: سنضطر لبيع جزيرتين ومحافظة.. لماذا؟


03/05/2023

بينما يعاني الشعب الإيراني من ضغوطات اقتصادية هائلة، بعد تراجع سعر صرف العملة المحلية ونقص المنتجات الأساسية، إذ يتحدث نشطاء عن سوء الإدارة والفساد والعقوبات كأسباب لتردي الوضع الاقتصادي لإيران، أكد المدير العام للتأمين الاجتماعي في وزارة العمل الإيرانية سجاد بادام الثلاثاء أنّ إيران قد تضطر لبيع جزيرتي (كيش) و(قشم) ومحافظة (خوزستان) لدفع مستحقات المتقاعدين.

وأضاف بادام في مقابلة مع موقع (نود اقتصادي) الإيراني: "قدّمنا (300) ألف شهيد لكي نحافظ على تراب هذا الوطن، ولكن قد نضطر، مثل اليونان التي باعت نحو (100) جزيرة لها من أجل دفع مستحقات المتقاعدين، إلى بيع (كيش وقشم وخوزستان) لكي نتمكن من دفع مستحقات المتقاعدين".

يعاني الشعب الإيراني من ضغوطات اقتصادية هائلة، بعد تراجع سعر صرف العملة المحلية ونقص المنتجات الأساسية

وأكد أنّ أولوية الحكومة في الوقت الراهن هي دفع الرواتب، مضيفاً أنّ المشاريع التنموية متوقفة، و"كان يجب علينا القيام بتنفيذ ما قيمته (85) ألف مليار من العمل التنموي، لكن قمنا بتنفيذ ما قيمته (13) ألف مليار فقط من هذا العمل، أي 20%".

وزعم بادام: "حتى لو قمنا ببيع (3) ملايين برميل نفط دون عقوبات، واستلمنا عوائدها بالكامل، فلن نتمكن من حل أزمة المتقاعدين أيضاً".

وقوبلت تصريحات هذا المسؤول الإيراني بانتقادات وردود واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران.

وعلّق المحلل السياسي الإيراني أحمد زيد آبادي على هذه التصريحات قائلاً: "جميع ما أدلى به المنتقدون والمعارضون حول هشاشة وتدنّي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، لا يصل إلى مستوى التحذير الذي أطلقه المدير العام للتأمين الاجتماعي في وزارة العمل الإيرانية حول إفلاس صناديق التقاعد"، نقلاً عن (إيران إنترناشيونال).

المرشد الإيراني، كالعادة، عزا الأزمة الاقتصادية إلى "الأعداء" رغم اعترافه بها

وأضاف: "إذا لم تكن بين أجهزة النظام آذان صاغية تسمع التحذيرات الكارثية التي يطلقها هذا المسؤول الرسمي، فهيهات أن يسمعوا أصوات الشعب".

ويأتي هذا بعدما علّق وزير العمل الإيراني صولت مرتضوي يوم أمس الثلاثاء، على الاحتجاجات العمالية في جميع أنحاء إيران بسبب المشاكل الاقتصادية والرواتب المتدنية، قائلا: "لو اتسم العمال بالقناعة، لكان بإمكانهم العيش بكرامة بهذا القدر من الرواتب والدخل أيضاً".

وكان المرشد الإيراني، كالعادة، قد عزا الأزمة الاقتصادية إلى "الأعداء"، رغم اعترافه بها. ووصف الاقتصاد الإيراني بـ "المعوج وغير المتوازن"، على حدّ تعبيره، وطالب بضرورة بناء علاقات قوية ووازنة مع الدول الأخرى التي يمكن من خلالها تقوية الاقتصاد الإيراني، وعدم إعطاء الأولوية فقط للولايات المتحدة والغرب.

الشعور باليأس الاقتصادي كان جزءاً من أسباب اندلاع المظاهرات التي شكلت أحد أكبر التحديات للحكم الديني في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979

وفي أيلول (سبتمبر) من العام الماضي تسببت وفاة الشابة مهسا أميني، البالغة من العمر (22) عاماً، عقب احتجازها بتهمة انتهاك قواعد ارتداء الحجاب، في شرارة احتجاجات عمّت أنحاء إيران، لكنّ "الشعور باليأس الاقتصادي" كان جزءاً من أسباب اندلاع تلك التظاهرات، وشكّلت الاضطرابات أحد أكبر التحديات للحكم الديني في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

يُذكر أنّ معدل التضخم السنوي في إيران قد ارتفع إلى أكثر من 50%، وفقد الريال ما يقرب من 45% من قيمته منذ اندلاع الاحتجاجات في أعقاب وفاة أميني، بحسب رويترز.

ويُعدّ التضخم مصدراً رئيسياً للمعاناة الاقتصادية في إيران، وهو شيء يمكن رؤيته في انتشار أسواق الصرف غير القانونية (السوق السوداء) في البلاد.

وتشهد إيران زيادة في الطلب على الدولار الأمريكي، بينما تفرض الحكومة قيوداً صارمة على كمية العملات الأجنبية التي يمكن للإيرانيين شراؤها بشكل قانوني، لذلك يتجه كثيرون إلى السوق السوداء، بحسب شبكة (NPR).



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية