مساعي تطبيع العلاقات... دمشق تصر على الضمانات وتتهم تركيا بالاستثمار الانتخابي

 مساعي تطبيع العلاقات... دمشق تصر على الضمانات، وتتهم تركيا بالاستثمار الانتخابي

مساعي تطبيع العلاقات... دمشق تصر على الضمانات وتتهم تركيا بالاستثمار الانتخابي


04/04/2023

ما يزال مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا يسيطرون على جيب في شمال غرب سوريا، كما يسيطر المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة على منطقة بالقرب من الحدود التركية، وقد أفادت صحيفة الوطن السورية "شبه الرسمية" بإصرار دمشق على مبادئها الخاصة بحصول ضمانات بانسحاب تركيا من أراضيها ووقف دعم الإرهاب.

ولفتت إلى أنّ روسيا تسعى للتوصل إلى صيغة توافقية، وإصرار تركي على الاستثمار الانتخابي خلال الاجتماع الرباعي، الذي يبدأ اليوم في العاصمة الروسية موسكو، ويجمع نواب وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، بعد يوم من المشاورات الثنائية بين الأطراف المشاركة.

النظام السوري يريد ضمانات موثقة عبر بيان يخرج من الاجتماع يلزم به جميع الأطراف بتنفيذه

الصحيفة أكدت أيضاً نقلاً عن مصادرها أنّ الجانب التركي رفض الخوض في المباحثات على هذه الأسس والتعهد بالانسحاب من الأراضي السورية، وهو ما يعني بالضرورة أنّ الاجتماع لم يصل إلى نتائج يمكن البناء عليها للتقدم نحو الخطوة السياسية والأمنية التالية.

ولفتت المصادر إلى البُعد الانتخابي الذي يقف خلف الموقف التركي، حيث يسعى إلى استثمار الاجتماع انتخابياً إلى أقصى درجة، مشيرةً إلى أنّ النظام السوري يريد ضمانات موثقة عبر بيان يخرج من الاجتماع يلزم به جميع الأطراف بتنفيذه، ويمهد التوصل لمثل هذا البيان للخطوة السياسية التالية المتمثلة بلقاء وزراء الخارجية للدول الـ (4).  

ويشترط الأسد، فضلاً عن انسحاب تركيا من المناطق التي دخلتها الجيوش التركية في قواطع عملياتها الـ (4)، تطبيع العلاقات مع تركيا، أهمها الشق الأمني، كما تريد دمشق تعريفاً مشتركاً للإرهاب يتخطى الحركات الكردية إلى أكبر عدد ممكن من فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام.

تريد دمشق تعريفاً مشتركاً للإرهاب يتخطى الحركات الكردية إلى أكبر عدد ممكن من فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام

وتريد دمشق أيضاً أن توقف تركيا كافة أشكال الدعم والتسهيلات التي تمنحها لفصائل معارضة محسوبة عليها، وأخرى جهادية في إدلب، وسط قناعة سورية راسخة بأنّ وقف الدعم والتسهيلات التركية لهذه الفصائل سيفضي إلى القضاء عليها.

ويرى مراقبون أنّ ما يهم أردوغان هو التوصل إلى اتفاق مع الأسد حول تأمين حدود تركيا، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، وأنّه إذا حصل على الضمانات التي يبحث عنها، فسيصبح من السهل عليه تسليم مناطق سيطرة المعارضة الحالية إلى دمشق، دون البحث عن مخرج يضمن سلامة المجموعات التي تحالفت معه لأعوام.  

يُذكر أنّ الصراع في سوريا دخل عقده الثاني، وأودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، وشرد الملايين، وتورطت فيه قوى إقليمية وعالمية، لكنّ حدة القتال بدأت تنحسر مؤخراً.

يرى مراقبون أنّ ما يهم أردوغان هو التوصل إلى اتفاق مع الأسد حول تأمين حدود تركيا، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد

وسبق للنظام السوري أن رفض عقد الاجتماع الرباعي مع تركيا وروسيا وإيران الذي كان مقرراً بموسكو في 13 آذار (مارس) الماضي، على مستوى نواب وزراء الخارجية، مطالباً بالحصول على مجموعة من الضمانات.

وقد نقلت حينها صحيفة (الوطن) المقربة من النظام عن "مصادر متابعة" أنّ اجتماع نواب وزراء خارجية النظام السوري وتركيا وروسيا وإيران يؤجل إلى حين حصول النظام على مجموعة من الضمانات، وفي مقدمتها "جدولة انسحاب القوات التركية من مناطق في شمال غربي سوريا".

في سياق متصل، كشفت وكالة الصحافة الفرنسية مساء أمس أنّ وزير الخارجية الروسي سيبدأ الخميس المقبل زيارة لتركيا تستمر ليومين، وذلك عقب اجتماع نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران وسوريا.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية