مسرح الرعب الروسي يواصل عروضه.. من الذي قتل زعيم فاغنر؟

مسرح الرعب الروسي يواصل عروضه.. من الذي قتل زعيم فاغنر؟

مسرح الرعب الروسي يواصل عروضه.. من الذي قتل زعيم فاغنر؟


28/08/2023

نفى الكرملين مسؤولية النظام الروسي عن تفجير طائرة رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوزين، ووصف تقييمات المخابرات الغربية، وإشارتها إلى تورط فلاديمير بوتين في الجريمة، بأنّها "كذبة مطلقة".

وقد لقي بريغوزين حتفه عندما تحطمت طائرته من طراز إمبراير شمال غرب موسكو يوم الأربعاء الفائت، وفقاً لمسؤولين روس. وقال مسؤولو المخابرات الغربية: إنّ بريغوزين قُتل في انفجار على متن الطائرة بناءً على أوامر من الرئيس بوتين.

ولفت مسؤولون أمريكيون إلى أنّه من المرجح أن يكون الانفجار الذي حدث بشكل عمدي، هو الذي أسقط الطائرة التي تحطمت فوق حقل على بعد (185) ميلاً، (300) كيلومتر شمال موسكو.

ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن المسؤولين قولهم: "لم يتم التوصل إلى نتيجة نهائية، لكنّ الانفجار هو النظرية الرائدة وراء تحطم الطائرة في حقل بين موسكو وسان بطرسبرغ". وأضافت: "الانفجار قد يكون ناجماً عن قنبلة، أو عبوة أخرى زرعت على متن الطائرة، مع استبعاد وقوع عطل ميكانيكي".

وبحسب (الغارديان)، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الجمعة الماضي: إنّ "هناك الكثير من التكهنات حول هذه الكارثة، وحول الوفاة المأساوية لركاب الطائرة، بما في ذلك يفغيني بريغوزين. وبطبيعة الحال، في الغرب يتم عرض كل هذه التكهنات من زاوية معينة، وهذا كله كذب مطلق".

وقال بيسكوف: إنّه لا يريد التكهن بمستقبل فاغنر، لكنّه نفى أن يكون للمجموعة أيّ صفة رسمية كمجموعة مرتزقة. وقال: "لا ننسى أنّه لا يوجد مثل هذا الهيكل، ولا توجد شركة عسكرية خاصة تابعة لفاغنر".

تكهنات مختلفة حول هوية القاتل

تباطأت موسكو في الإعلان عن وفاة بريغوزين بشكل رسمي، على الرغم من إدراج اسمه في قائمة الرحلة التي نشرتها وكالة الطيران الروسية يوم الأربعاء الماضي. وبحسب (الغارديان)، قال بيسكوف يوم الجمعة الماضي: إنّ الرئيس بوتين ينتظر نتائج التحقيق الكامل في الحادث، وأشار إلى أنّ الجهود المبذولة للتعرف على رفات بريغوزين، باستخدام اختبار الحمض النووي، ما زالت مستمرة.

نفى الكرملين مسؤولية النظام الروسي عن تفجير طائرة رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوزين

السلطات الروسية أعلنت يوم الأحد  27 آب (أغسطس) الجاري وفاة رئيس مجموعة فاغنر. وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيق الروسية سفيتلانا بيترينكو في بيان: إنّ الاختبارات الجينية على الجثث الـ (10) التي تم انتشالها من موقع التحطم "تتوافق مع بيانات الرحلة". وقالت هيئة الطيران المدني الروسية: إنّ بريغوزين وبعض كبار مساعديه كانوا ضمن قائمة تضم (7) ركاب، و(3) من أفراد الطاقم.

وظهرت عدة تفسيرات متباينة، وتكهنات مختلفة حول هوية القاتل، ربما يكون أقلها رواجاً هو اعتبار ما جرى مجرد حادث عابر.

بالإضافة إلى تأكيد المخابرات الغربية على المسؤولية المباشرة لبوتن عن عملية الاغتيال، يرى البعض أنّ بريغوزين كان مستهدفاً من قبل كثيرين؛ وأنّ مستشاري الرئيس بوتين ربما نظموا عملية القتل، دون أن يتلقوا تعليمات منه للقيام بذلك. وأخيراً، بالطبع، ربما تكون المؤسسة العسكرية هي المسؤول المباشر عن تدبير الحادث.

لقي بريغوزين حتفه عندما تحطمت طائرته من طراز إمبراير شمال غرب موسكو  يوم الأربعاء الفائت، وفقاً لمسؤولين روس.

وبحسب تقدير (Council of Foreign Relations)، فإنّ القيام بما يريده الرئيس، دون أن يطلب ذلك صراحة؛ هو تقليد عمره قرون بين رجال الحاشية رفيعي المستوى، ولا يقتصر ذلك الأمر على روسيا. وبالتالي فإنّ الفكرة القائلة إنّ مستشاري الكرملين أخذوا زمام المبادرة ضدّ بريغوزين، سوف تتعزز بفضل أسلوب بوتين الإداري في الأعوام الأخيرة. لذلك فإنّ حقيقة أنّ دائرة بوتين تصرفت وفقاً لتفضيلاته، وليس بالضرورة بناء على أوامره، سوف تبدو مقنعة بشكل خاص لأولئك الذين يشعرون بتفاقم الخلل الوظيفي في الكرملين.

فريق آخر يرى أنّ ثروة بريغوزين الطائلة، وانخراطه في عالم رجال الأعمال، أكسبه عداء عدد لا بأس به من المنافسين، ومع إزالة حماية بوتن له؛ بسبب التمرد الغامض، ربما شعر المنافسون بمزيد من الحرية، وتحركوا من أجل تصفية حساباتهم.

قال الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو: إنّ مقاتلي فاغنر سيبقون في بلاده، رغم تأكيده إزالة أجزاء من المعسكر الميداني الذي أقيم للمرتزقة.

جدير بالذكر أنّه بعد وقوع الحادث، شكك بعضهم في موت بريغوزين، وقالوا: إنّ هناك إمكانية لظهوره لاحقاً، وإنّه ربما لم يكن على متن الطائرة التي انفجرت، فمن المعروف أنّ بريغوزين لديه جوازات سفر متعددة، ويرتدي ملابس تنكرية بانتظام عند السفر. وقد تمّ الإبلاغ كذباً عن مقتله مرتين من قبل، بما في ذلك في حادث تحطم طائرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في العام 2019. وعزز ذلك تصريحات سابقة قالت فيها وزارة الدفاع البريطانية: إنّه "لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على أنّ بريغوزين كان على متن الطائرة، ومن المعروف أنّه يمارس إجراءات أمنية استثنائية. ومع ذلك، فمن المحتمل جدًا أنّه مات بالفعل".    

هذا، وتجمّع مقاتلو فاغنر، وعشرات من أفراد الجمهور، حول نصب تذكاري مؤقت لبريغوزين في مسقط رأسه في سان بطرسبرغ يوم الخميس الفائت. وتم تصوير رجل يرتدي زياً مموهاً، وهو يبكي أمام صور بريغوزين وديمتري أوتكين.

وقدّم أليكسي ديومين، الحارس الشخصي السابق لبوتين، والذي يشغل الآن منصب حاكم تولا، تعازيه في وفاة رئيس فاغنر. وقال يوم الجمعة: "كنت أعرف يفغيني بريغوزين كوطني حقيقي، وهو شخص حاسم وشجاع".

مصير فاغنر

قال الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو: إنّ مقاتلي فاغنر سيبقون في بلاده، رغم تأكيده إزالة أجزاء من المعسكر الميداني الذي أقيم للمرتزقة. وقال: "إنّهم لن يهربوا إلى أيّ مكان، وطالما نحن بحاجة إلى هذه الوحدة، فسوف يعيشون ويعملون معنا".

ظهرت عدة تفسيرات متباينة، وتكهنات مختلفة حول هوية القاتل

ونفى أنّه أعطى بريغوزين ضمانات أمنية بعد التمرد، وادّعى أنّه نقل معلومات حول محاولة اغتيال مخطط لها ضدّ بريغوزين إلى الكرملين. وقال لوكاشينكو: "يحاول الكثير من الناس الآن تحميل بوتين المسؤولية عن حادث طائرة بريغوزين، لكن لا علاقة له بها".

من جهته، وفي اليوم التالي للحادث، تحرك الرئيس بوتين بسرعة للاستفادة من وفاة بريغوزين؛ من خلال إصدار مرسوم يطلب من فاغنر وجميع مقاتلي الشركات العسكرية الخاصّة الأخرى أداء يمين الولاء لروسيا.

وجاء في البيان أنّ مرسوم بوتين، الذي نُشر على المواقع الحكومية، يهدف إلى بناء "الأسس الروحية والأخلاقية للدفاع عن روسيا"، والتأكد من أنّ المرتزقة "يتبعون بدقة أوامر قادتهم ورؤسائهم".

قام مسؤولون محليون روس في بلدة ميكولايفكا، في شبه جزيرة القرم المحتلة، بهدم العشرات من شواهد القبور الخشبية التي تشير إلى مقابر فاغنر.

وكان بريغوزين قد رفض إخضاع مرتزقته لسيطرة الدولة بشكل مباشر، على الرغم من مطالبة بوتين بذلك خلال اجتماع في الكرملين في حزيران (يونيو) الماضي. وجاء تمرد بريغوزين المسلح في ذلك الشهر، قبل أيام من الموعد النهائي الذي كان سيجبر فيه أعضاء فاغنر على توقيع عقود عسكرية.

وعلى صعيد الانتقام، قام مسؤولون محليون روس في بلدة ميكولايفكا، في شبه جزيرة القرم المحتلة، بهدم العشرات من شواهد القبور الخشبية التي تشير إلى مقابر فاغنر، وألقوها في كومة، وقال مؤيد لفاغنر قام بتصوير مقطع فيديو أظهر ذلك: "هذا تجديف، هؤلاء الناس ماتوا من أجل روسيا، وقمتم بتسوية قبورهم، ألا تخافون الله"!؟

المخابرات البريطانية توقعت حدوث فراغ في القيادة في فاغنر بدون بريغوزين، وقالت وزارة الدفاع: "من شبه المؤكد أنّ وفاة بريغوزين سيكون لها تأثير مزعزع بشدة لاستقرار مجموعة فاغنر". وتابعت: "إنّ سماته الشخصية المتمثلة في النشاط الزائد، والجرأة الاستثنائية، والرغبة في تحقيق النتائج، والوحشية الشديدة؛ تغلغلت في فاغنر، ومن غير المرجح أن يضاهيه أيّ خليفة".

مواضيع ذات صلة:

ماذا بعد "اغتيال" قائد مجموعة "فاغنر" الروسية؟

قراءة في الأزمة الأمنية الروسية بعد "فشل" تمرد فاغنر




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية