مع بدء حملته الانتخابية... الحلبوسي يهاجم تحالف الإخوان: الإسلام بريءٌ منكم

مع بدء حملته الانتخابية... الحلبوسي يهاجم تحالف الإخوان: الإسلام بريءٌ منكم

مع بدء حملته الانتخابية... الحلبوسي يهاجم تحالف الإخوان: الإسلام بريءٌ منكم


25/09/2023

شنّ رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي هجوماً إعلامياً على منافسه السياسي في محافظة الأنبار تيار الإخوان المسلمين المنضوي في (تحالف الأنبار الموحد). وحذّر الحلبوسي لدى زيارته أقضية ونواحي المحافظة في إطار التحشيد الإعلامي لقائمته الانتخابية (لنتقدّم)، من العودة إلى الوراء، "وإعادة تدوير الوجوه السابقة"، في إشارة إلى تيار الإخوان المسلمين الذي كان يحكم المحافظة لأعوام عدة.

ويحاول الإخوان المسلمون أن يعاودوا الحضور السياسي من جديد، بعد خسارتين متواليتين في الانتخابات البرلمانية 2018، وانتخابات 2021، ممّا جعل حضورهم السياسي ضعيفاً، فضلاً عن إقصائهم من صناعة القرار داخل البيت السياسي السنّي.

ويتزعم البيت السياسي السنّي حزبان؛ وهما: (تقدّم) بقيادة محمد الحلبوسي، و(المشروع العربي) بقيادة رجل الأعمال خميس الخنجر، وكلا الحزبين منضويان في تحالف يحمل اسم (السيادة)، ولهذا التحالف هيمنة على مقاعد العرب السنّة في مجلس النواب العراقي، ممّا أتاح للحلبوسي رئاسة المجلس، فيما أنيط لكلا الطرفين وزارات عدة، مخصصة للمكوّن، داخل الحكومة الاتحادية.

يحاول الإخوان المسلمون أن يعاودوا الحضور السياسي من جديد، بعد خسارتين متواليتين في الانتخابات البرلمانية 2018، وانتخابات 2021، ممّا جعل حضورهم السياسي ضعيفاً، فضلاً عن إقصائهم من صناعة القرار داخل البيت السياسي السنّي

ومن المنتظر أن تُجرى الانتخابات المحلية في 18 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ نيسان (أبريل) 2013، أي بعد غياب دام نحو (10) أعوام؛ بسبب الحرب ضد تنظيم (داعش)، والاحتجاجات الشعبية عام 2019 التي طالبت بإلغاء مجالس المحافظات.

موسم انتخابي جديد ينتظر العراقيين نهاية العام الجاري

وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولها صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع وفقاً للموازنة المالية المخصصة للمحافظة من حكومة بغداد، وذلك بحسب الدستور العراقي النافذ في البلاد منذ عام 2005.

الحلبوسي يهاجم الإسلاميين

تُعدّ محافظة الأنبار (120كم غرب بغداد) من المحافظات المهمة في الخارطة الانتخابية للمكوّن العربي السنّي، حيث الغالبية السكانية المذهبية الخالصة في تلك المحافظة، كما أنّ الفوز فيها يعطي تمثيلاً قوياً للفائز في صناعة القرار السنّي على مستوى البلاد. لذا، يهيمن رئيس حزب (تقدّم) محمد الحلبوسي منذ فوزه الكاسح في الانتخابات البرلمانية السابقة على القرار السنّي، وذلك بضمانة مجمل أصوات مدينة الأنبار، فضلاً عن دعمه من المحافظات السنّية المختلطة مع الشيعة والكرد.

وفي إطار التعبئة الانتخابية، زار الحلبوسي أكثر من قضاء وناحية أنبارية، ووجّه سهام الانتقاد اللاذع لخصومه المنضوين في (تحالف الأنبار الموحد) الذي يضم الإخوان المسلمين وحلفاءهم الآخرين. ووقف الحلبوسي على مطالب المكوّن العربي السنّي المتمثلة في استعادة الحقوق، والتكافؤ الوطني في إدارة دفة الحكم، لكنّه ركز على القضايا الخدمية، لكي تأتي في إطار السباق الانتخابي على المجالس المحلية الخدمية.

يهيمن رئيس حزب (تقدّم) محمد الحلبوسي، منذ فوزه الكاسح في الانتخابات البرلمانية السابقة، على القرار السنّي، وذلك بضمانة مجمل أصوات مدينة الأنبار، فضلاً عن دعمه من المحافظات السنّية المختلطة مع الشيعة والكرد.

وقال زعيم حزب (تقدّم): إنّ "الانتخابات المحلية لا تقلّ أهمية عن انتخابات مجلس النواب؛ كونها تنتج الحكومات المحلية التي مخرجاتها تمسُّ حياة المواطنين وخدماتهم في المحافظات بشكل مباشر"، وأضاف: "إذا أردنا للقطاعات الخدمية أن تنمو وتتطور، مثل قطاع التربية والصحة والاستثمار وغيرها، فعلينا أن نختار شخصيات جيدة في المجالس المحلية".

وخاطب جمهوره الأنباري: "مشاركتكم الواسعة في انتخابات مجالس المحافظات ستنتج أشخاصاً قادرين على تحمل المسؤولية، وتكون مخرجاتهم سليمةً في المجتمع"، منوّهاً بالقول: "لا تعطوا فرصة للأصوات التي تنطلق من هنا وهناك، للباحثين عن إعادة تدوير أنفسهم مرةً أخرى".

وأشار إلى أهمية الوعي في المرحلة القادمة، وأكد أنّ "أهل الأنبار هم صمام أمان المحافظة وصمام أمان البلد، فإن استقرت الأنبار، استقر البلد". وقد حذّر من صعود الإسلام السياسي من جديد في المحافظة، وقال: إنّ "الإسلام بريء منهم".

تحالف الإخوان يردّ

بالمقابل، ردّ تحالف الإخوان المسلمين (تحالف الأنبار الموحد) على تصريحات منافسه الحلبوسي، وطالبوا بضرورة محاسبته من قبل الجهات المعنية لاستخدامه المناصب الحكومية المحلية، فضلاً عن موقعه الرئاسي، في التحشيد والتعبئة للانتخابات.

تحالف الأنبار الموحد بقيادة الإخوان المسلمين في المحافظة

ويقود حزب (تقدّم) محافظة الأنبار، ووزارات عدة، بناءً على معادلة المحاصصة السياسية، التي تعتمد مبدأ الأغلبية النيابية لمن يمثل المكونات الرئيسة الـ (3) (الشيعة، السنّة، الكرد)، في البلاد. كما أنّ التقسيمات الرئاسية أعطت للعرب السنّة منصب رئاسة البرلمان، الذي يرأسه محمد الحلبوسي.

محمد الفهداوي، عضو (تحالف الأنبار الموحد)، يرى أنّ "الحلبوسي يقوم بعملية تسقيط مبكرة ضد التحالف في محافظة الأنبار، باستهداف القوى السياسية المنافسة من خلال استخدام قنوات فضائية مأجورة، ومعروفة بالابتزاز".

الحلبوسي في خطابه لأهالي الأنبار: لا تعطوا فرصة للأصوات التي تنطلق من هنا وهناك، للباحثين عن إعادة تدوير أنفسهم مرةً أخرى"، في إشارة إلى حكم الإخوان المسلمين السابق للمحافظة

وأضاف أنّ "الأسلوب الذي يتبعه حزب (تقدّم) بالمحافظة يخالف تعليمات المفوضية المستقلة العليا للانتخابات ويتعارض مع الدستور"، داعياً "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق إلى محاسبة حزب الحلبوسي، ووضع حدٍّ لتلك السلوكيات لكونها تمسّ السلم المجتمعي وأمن الدولة".

وأشار إلى أنّ "الانسحابات التي ادّعى بها حزب (تقدّم) من التحالف لا صحة لها، بل هناك شخصيات وقيادات بارزة من نواب وغيرهم أعلنوا انسحابهم رسمياً من تحالف (تقدّم)".

ومنذ شهر آب (أغسطس) توالت الانسحابات من (تحالف الأنبار الموحد)؛ نتيجة هيمنة الحرس السياسي القديم على قرار التحالف، وجاءت الانسحابات بشكل فردي من قبل المرشحين لانتحابات مجالس المحافظة المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري. علماً أنّ المنسحبين ذهبوا باتجاه حزب (تقدّم)، ولا يعلم هل كانت الانسحابات المتكررة من قبل المرشحين بدافع شخصي، أم بدوافع التكتيك السياسي مع الحزب الأخير.

مواضيع ذات صلة:

الحكومة العراقية متهمة بتكميم الأفواه وقمع حرية التعبير. لماذا؟

العراق: في أول تعديل وزاري لها.. قاطرة السوداني تصطدم بحجر الكتل السياسية

العراق: وثيقة مسربة حول اختفاء قاتل هشام الهاشمي. ما الجديد؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية