مفتي البوسنة السابق يشعل غضب مسلمي البلاد... ما علاقة الإيغور؟

مفتي البوسنة السابق يشعل غضب مسلمي البلاد... ما علاقة الإيغور؟

مفتي البوسنة السابق يشعل غضب مسلمي البلاد... ما علاقة الإيغور؟


22/01/2023

فيما تتنوع الانتهاكات الصينية لحقوق الإنسان في شينغيانغ، بين القتل والتعذيب وتقييد الممارسات الدينية والثقافية، بالإضافة إلى الاحتجاز القسري في معسكرات العمل، لأكثر من مليون فرد، يواجه المفتي العام السابق في جمهورية البوسنة والهرسك اتهامات بالمساعدة في تحسين صورة الصين بعد زيارته لمقاطعة شينجيانغ وإشادته بسياسات الحزب الشيوعي الصيني.

وأكد موقع "إذاعة أوروبا الحرة" في تقرير أنّ زيارة مصطفى سيريتش جرت في الثامن من الشهر الجاري بالتعاون مع مجلس المجتمعات الإسلامية العالمية.

وشغل سيريتش منصب المفتي العام في البوسنة خلال الفترة بين عامي 1999 و2012، وتولى مجموعة متنوعة من الأدوار المؤثرة في البلاد.

تصريحات سيريتش تعكس محاولات من رجل الدين لتبرير المعاملة السيئة للصين ضد الإيغور والمجموعات الإسلامية الأخرى في شينغيانغ

وجاءت زيارة سيريتش للمنطقة رفقة وفد ضم أكثر من (30) من رجال الدين والعلماء الإسلاميين من (14) دولة، وفقاً لما نقله موقع الحرة عن الإذاعة الأوروبية.

وبيّن التقرير أنّ الجولة حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام المحلية والدولية في الصين، مع التركيز على التعليقات التي أدلى بها سيريتش، فقد أشاد بالدور العالمي المتنامي للصين، و"السياسة الصينية في مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف من أجل تحقيق السلام والوئام في شينغيانغ".

وأضاف التقرير أنّ تصريحات سيريتش تعكس محاولات من رجل الدين لتبرير المعاملة السيئة للصين ضد الإيغور والمجموعات الإسلامية الأخرى في شينغيانغ.

وأشار التقرير إلى أنّ قادة المجتمع الإسلامي في البوسنة تحركوا بسرعة للنأي بأنفسهم عن تصريحات سيريتش، وكذلك واجه وفد العلماء ورجال الدين المسلمين انتقادات دولية من جماعات حقوق الإنسان والناشطين من أقلية الإيغور.

الممارسات الصينية أسهمت بشكل كبير في خلق بيئة خصبة للإرهاب، وتقديم مبرر للتيارات الجهادية

وكتب رئيس المؤتمر العالمي للإيغور دولقون عيسى على تويتر عقب الزيارة: إنّ "الصين، ومن خلال دعوة قادة مجلس المجتمعات الإسلامية العالمية إلى شينغيانغ، ما تزال تحاول خداع العالم".

وأضاف عيسى أنّ "الصين كانت منخرطة في سياسة إبادة جماعية تجاه الإيغور، وفي الوقت نفسه أعلنت الحرب على الإسلام".

وقال مستشار المفتي العام الحالي للبوسنة مصطفى برلجاكا: إنّ القيادة الإسلامية في البلاد لا علاقة لها بزيارة سيريتش، وإنّ مكتب المفتي لم يوافق على تصريحاته حول السياسات الصينية في شينغيانغ.

ويعيش الإيغور في إقليم شينغيانغ شمال غربي الصين، ويشكلون أغلبية سكانه البالغ عددهم نحو (26) مليون نسمة، إلى جانب الكازاخ والهان.

جماعات حقوق الإنسان ودول غربية عدة، بما فيها الولايات المتحدة، تتهم الصين بارتكاب أعمال إبادة جماعية في قمعها للإيغور وجماعات أخرى غالبيتها من المسلمين.

ومنذ أواخر عام 2016 صعّدت الصين "القمع بشكل كبير في شينغيانغ، ممّا أخضع المسلمين في المنطقة الذين يبلغ عددهم (13) مليوناً إلى ممارسات التلقين السياسي القسري والمراقبة الجماعية والقيود الصارمة على الحركة"، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش".

وتذهب أغلب القراءات إلى أنّ الممارسات الصينية أسهمت بشكل كبير في خلق بيئة خصبة للإرهاب، وتقديم مبرر للتيارات الجهادية؛ وبمعنى أدق تشكيل حاضنة آسيوية، على غرار النسق الأفغاني، للجماعات الإرهابية؛ ربما تنفجر بدورها بعد حين في وجه العالم.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية