مقتل ضابطين كبيرين في الحرس الثوري بسوريا... كيف سترد إيران على إسرائيل؟

أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من كبار ضباطه بقصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق فجر أول من أمس، وذلك بعد أن أعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية أنّ القتيلين "مدنيان".

وأفاد الحرس، في بيان نشره أمس على موقعه الإلكتروني "سباه نيوز"، أنّه "على إثر الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني صباح أول من أمس في عدوانه الصاروخي على ضاحية العاصمة السورية دمشق، قُتل اثنان من كوادر الحرس الثوري الأبطال، هما العقيد إحسان كربلائي بور والعقيد مرتضى سعيد نجاد"، محذّراً من أنّ "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن جريمته هذه".

لكنّ وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت إنّ القصف الإسرائيلي أودى بحياة مدنيين اثنين.

الحرس الثوري الإيراني يعلن مقتل اثنين من كبار ضباطه بقصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق

ونقلت سانا عن مصدر عسكري قوله: إنّ "العدو الإسرائيلي نفذ عدواناً جوياً من اتجاه جنوب بيروت مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها".

واتهمت وزارة الخارجية السورية في بيان "العدو الإسرائيلي بشن عدوان جديد على مناطق سكنية بريف دمشق".

وأفادت سانا أنّ القصف أدى إلى وقوع أضرار في "ممتلكات المواطنين المدنيين" في ضاحية حرستا في ريف دمشق، ونقلت عن رئيس البلدية محمد إسماعيل قوله إنّ القصف أسفر عن "تدمير معمل رخام بالكامل"، وألحق "دماراً كبيراً في أكثر من (10) معامل رخام أخرى".

المرصد السوري لحقوق الإنسان: القصف طال مستودعاً على الأقل للأسلحة والذخائر تابعاً لمقاتلين إيرانيين في محيط مطار دمشق

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أنّ القصف طال "مستودعاً على الأقل للأسلحة والذخائر تابعاً لمقاتلين إيرانيين" في محيط مطار دمشق الدولي، وأدى إلى وفاة "مقاتلين اثنين مواليين لإيران".

هذا، ونشرت إسرائيل منظومة القبة الحديدية على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا، بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني عن مقتل ضابطين في الضربة المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا فجر أول من أمس.

وذكر موقع "والا" الإسرائيلي أنّه في الماضي عندما قُتل ضباط في هجمات منسوبة إلى إسرائيل ردّ فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني بإطلاق قذائف تجاه الجولان، لكن ومنذ اغتيال قاسم سليماني قدرة إيران في سوريا تضررت، وخطتها التموضع في سوريا حتى الآن لم تنجح، مثل محاولاتها الانتقامية العديدة.  

إسرائيل تنشر منظومة القبة الحديدية على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا، وتتوقع أن يتم الرد الإيراني بطائرات مسيّرة

وبحسب الموقع، فإنّ إحدى الإمكانيات هي أن تتم المحاولة الانتقامية الإيرانية بوساطة طائرة مسيّرة، حيث تحسنت القدرات الإيرانية بتشغيل مثل هذه الطائرات بشكل كبير، وكانت إسرائيل قد كشفت قبل يومين أنّها اعترضت طائرتين مسيّرتين إيرانيتين كانتا في طريقهما الى قطاع غزة، تحملان مسدسات.  

وينشط الحرس الثوري في سوريا منذ بداية الحرب قبل (11) عاماً، ويقود فصائل موالية لإيران دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد، وبمساندة مباشرة من حزب الله اللبناني الذي أسّسه الحرس أوائل الثمانينيات.

وتقول إسرائيل إنّ هجماتها في سوريا تستهدف وقف التمدد الإيراني في سوريا عبر حزب الله، والفصائل الأخرى التي يقودها الحرس الثوري المسؤول عن تسليح ودعم الفصائل الموالية لإيران في المنطقة.

وخلال الأعوام الماضية شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011، تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.