ملحمة إغاثة مصرية في ليبيا تحبط مخططات الإخوان

ملحمة إغاثة مصرية في ليبيا تحبط مخططات الإخوان

ملحمة إغاثة مصرية في ليبيا تحبط مخططات الإخوان


19/09/2023

يبدو أنّ حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها الإعصار (دانيال) في ليبيا أكبر بكثير من كل التوقعات، وتجري عمليات البحث والإنقاذ مع تزايد أعداد القتلى والمفقودين، وقد قتل أكثر من (11300) شخص في ليبيا، وفقاً للتقديرات الأولية.

كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، قال يوم الجمعة 15 أيلول (سبتمبر) الجاري: إنّ ليبيا تحتاج إلى معدات لتحديد أماكن الأشخاص العالقين في الوحل والمنازل المتضررة، فضلاً عن الرعاية الطبية الأساسية، لمنع انتشار الكوليرا بين الناجين.

وصرّح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة في جنيف، أنّ "الاحتياجات ذات الأولوية هي المأوى والغذاء والرعاية الطبية الأولية الرئيسية؛ بسبب القلق من الكوليرا ونقص المياه النظيفة".

وأضاف أنّ مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أعاد نشر فريق من (15) متخصصاً في تنسيق الكوارث من المغرب، موقع زلزال الأسبوع الماضي، ونقلهم إلى ليبيا.

وقدّمت (7) دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي؛ هي: ألمانيا، وفنلندا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، ورومانيا، وبلجيكا، المساعدة منذ تفعيل آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي في 12 أيلول (سبتمبر) الجاري، في شكل فريق طبي للطوارئ ومساعدات عينية تشمل المواد الغذائية وغير الغذائية، ومولدات الطاقة.

فريق إغاثة مصري ضخم ينطلق إلى ليبيا

فور حدوث الكارثة، أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على الفور، بإقامة معسكرات إيواء ميدانية في المنطقة الحدودية بين البلدين لاستقبال ضحايا الكارثة في ليبيا، كما وجّه السيسي بتجهيز حاملة طائرات ميسترال للتمركز قبالة الساحل الليبي، لتكون بمثابة مستشفى ميداني للمتضررين من الكارثة في ليبيا.

مارتن غريفيث: الاحتياجات ذات الأولوية هي المأوى والغذاء والرعاية الطبية الأولية الرئيسية؛ بسبب القلق من الكوليرا ونقص المياه النظيفة

فريق الإغاثة المصري شمل عناصر من القوات المسلحة مدربة على أعمال الإنقاذ والإغاثة، وأطباء ومسعفين، وأجهزة طبية وأدوية وأدوات إنقاذ، ومعدات ضخمة، تمركزت كلها في موقع الكارثة في درنة، وباشرت عملها فور وصولها.

بدورها، وجّهت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية حركة قوافل محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية والمواد الإعاشية وأطقم الإغاثة إلى ليبيا، عقب الدمار الذي خلفه الإعصار (دانيال)، كما وجّهت القيادة العامة للقوات المسلحة بتحرك سيارات الإسعاف وأعداد كبيرة من المعدات الهندسية عبر مختلف الطرق، يسبقها تنسيق مع كافة أجهزة الدولة، لتحميلها على حاملة الطائرات المصرية بحراً.

وجّهت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية حركة قوافل محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية والمواد الإعاشية وأطقم الإغاثة إلى ليبيا

وتمّ إرسال قافلة محملة بالمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، وفرق البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى المعدات الهندسية، وسيارات الدفع الرباعي؛ للتحرك براً في المنطقة العسكرية الغربية عبر ميناء السلوم لتقديم المساعدة في أعقاب الدمار.

كما تمّ إرسال طائرات البحث والإنقاذ والإخلاء المصرية إلى المناطق المنكوبة لتقديم المزيد من المساعدات والدعم. بالإضافة إلى (3) طائرات عسكرية إضافية، تحمل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، ومجموعات العمل من الهلال الأحمر المصري.

تجاهل إخواني ودعاية رديئة

الجيش المصري تحرك براً وجواً وبحراً، من أجل إغاثة المنكوبين، وتخفيف آثار الكارثة على الشعب الليبي، ونجحت عناصره في إنقاذ أعداد كبيرة من العالقين، بفضل المعدات الحديثة، كما نجحت في انتشال أعداد كبيرة من الجثث، وسط ترحاب شعبي ليبي كبير، واستقبال يعكس الحفاوة والامتنان للتدخل المصري السريع، وبهذه الأعداد والآليات والمعدات الضخمة.

اللواء خالد المحجوب، مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، وجّه الشكر للقيادة المصرية، لما قدّمته من دعم لوجستي لمساعدة ليبيا، في الأوضاع الكارثية التي ضربت البلاد. وأضاف في تصريحات خاصة لقناة (القاهرة) الإخبارية: "مصر ذات خبرة كبيرة في الدعم اللوجستي وعمليات الإنقاذ، ونشكرها على دعم ليبيا، ومواقف مصر الداعمة لليبيا ليست غريبة عليها، وهذا هو المأمول دائماً منها".

وفي السياق نفسه، ثمّن عضو مجلس النواب الليبي سعيد إمغيب دور المؤسسات المصرية في إغاثة المواطنين الليبيين المفقودين في مدينة درنة، مشيراً إلى أنّ التحرك المصري ليس بغريب عن مصر التي تُعدّ الشقيقة الكبرى.

من جهتها، التزمت منابر الإخوان في ليبيا الصمت، ولم تُعلق بشكل رسمي على أعمال الإغاثة المصرية التي فاقت كل التوقعات، ممّا اعتبره مراقبون تفكيكاً للدعاية الإخوانية التي مارست كل أنواع الانتهازية للنيل من مصر ودورها طيلة الأعوام الماضية.

تمّ إرسال طائرات البحث والإنقاذ والإخلاء المصرية إلى المناطق المنكوبة

الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسية، لفت إلى أنّ الصمت الرسمي لحزب العدالة والبناء، الذراع السياسية للإخوان في ليبيا، مع الإشادة في الوقت نفسه بالدور التركي المحدود، قياساً بالملحمة التي تسطرها القوات المسلحة المصرية في درنة، أمر يعكس البُعد الإيديولوجي للإخوان، الذي تهمه المكاسب السياسية، وتتعامل الجماعة مع الإنسان الفرد كمجرد رقم ليس إلّا، وبالتالي أراد الإخوان الاستثمار في الكارثة؛ عبر تضخيم الدور التركي، وتجاهل مركزية الدور المصري.

عبد السلام القصاص: مصر تحركت بكل ثقلها، بداعي إغاثة شعب شقيق يعاني من كارثة إنسانية، في ظل وضع سياسي مضطرب، أدت إليه سياسات الإخوان

القصاص لفت إلى أنّ مصر لم تلتفت لكل هذا، وواصلت دورها الإنساني تجاه الأشقاء، بحكم التزامها العروبي، وبحكم الجيرة وأواصر القربى وصلات الدم مع الشعب الليبي الشقيق، بينما نجد قناة (التناصح)، بحسب القصاص، التابعة للمفتي المعزول، تحاول بث سمومها، والنيل من الدور المصري؛ بداعي أنّه مجرد غطاء للتمدد السياسي، والهيمنة على الليبيين.

ويؤكد القصاص أنّ مصر لا يعنيها كل هذا، وأنّها تحركت بكل ثقلها، بداعي إغاثة شعب شقيق يعاني من كارثة إنسانية، في ظل وضع سياسي مضطرب، أدت إليه سياسات الإخوان وانتهازيتهم؛ ممّا وضع ليبيا في زمرة الدول الفاشلة.

مواضيع ذات صلة:

ماذا تريد قطر من شرق ليبيا؟

الأمم المتحدة تُحذر... هل تتكرر كارثة انهيار السدود في ليبيا؟

الإمارات تواصل دعم متضرري فيضانات ليبيا.. هذا ما قدمته



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية