ممن يرث الطفل ذكاءه؟ من الأم أو الأب؟

ممن يرث الطفل ذكاءه؟ من الأم أو الأب؟


24/02/2022

توصلت دراسة علمية حديثة إلى أنّ الأمهات ينقلن جينات الذكاء إلى أطفالهن، لأنّهن يحملن (2) من كروموسوم X، بينما يوجد لدى الرجال كروموسوم X واحد فقط.

 ويرجح العلماء حالياً أنّ الجينات للوظائف الإدراكية المتقدمة الموروثة من الأب ربما يتم إبطال مفعولها تلقائياً.

تتراكم الخلايا ذات الجينات الأبوية في أجزاء من الجهاز الحوفي، وتشارك في وظائف مثل الجنس والغذاء والعدوان

ويقول العلماء: إنّ فئة الجينات المعروفة باسم "الجينات المكيفة" لا تعمل إلا إذا كانت تأتي من الأم في بعض الحالات، ومن الأب في حالات أخرى، ومن ثم فإنّه من المرجح أنّ الذكاء من بين الجينات المكيفة، التي يجب أن تأتي من الأم، وفق ما نقله موقع "العربية" عن صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية.

ووفق نتائج الأبحاث المخبرية التي أُجريت على الفئران المعدلة وراثياً، فإنّ فئران التجارب التي يوجد لديها جرعة زائدة من جينات الأم طوّرت رؤوساً وأدمغة أكبر، لكنّ أجسامها صغيرة، في حين أنّ الفئران التي حصلت على جرعة زائدة من جينات الأب لديها أدمغة صغيرة وأجسام أكبر.

وتتراكم الخلايا ذات الجينات الأبوية في أجزاء من الجهاز الحوفي، وتشارك في وظائف مثل الجنس والغذاء والعدوان، لكنّ الباحثين لم يعثروا على أيّ خلايا أبوية في القشرة الدماغية، حيث تحدث الوظائف المعرفية الأكثر تقدّماً، مثل اللغة والتفكير والتخطيط.

ولاستبعاد احتمالات ألّا تنطبق النتائج على البشر، قام الباحثون في غلاسكو باستخدام نظريات مستمدة من دراسات على الفئران لتطبيقها على البشر، لاستكشاف الذكاء خلال مقابلات تم إجراؤها مع (12686) شاباً تتراوح أعمارهم بين (14 و22) عاماً بشكل سنوي، اعتباراً من عام 1994. 

 تشير بعض الدراسات إلى أنّ الرابطة الآمنة بين الأم والطفل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالذكاء

وعلى الرغم من مراعاة عدة عوامل، بدءاً من تعليم المشاركين وانتهاءً بالعرق والوضع الاجتماعي والاقتصادي، اكتشف الباحثون أنّ أفضل مؤشر على الذكاء هو معدل ذكاء الأم.

ولكن توضح الأبحاث أيضاً أنّ علم الوراثة ليس المحدد الوحيد للذكاء، إذ يقتصر العامل الوراثي على نسبة تتراوح ما بين (40 إلى 60 %)، في حين ترتبط نسبة مشابهة على البيئة، والتي تبين أنّ الأمهات يلعبن أيضاً دوراً مهمّاً للغاية في هذا الجزء غير الوراثي من الذكاء، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنّ الرابطة الآمنة بين الأم والطفل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالذكاء.

وفي دراسة أخرى توصل باحثون في جامعة واشنطن إلى أنّ الرابطة العاطفية الآمنة بين الأم والطفل ضرورية لنمو بعض أجزاء الدماغ، إذ أنّ الأطفال الذين تمّ دعمهم عاطفياً، وتم تلبية احتياجاتهم الفكرية لديهم نسبة ذكاء أكبر بنسبة 10% من الأطفال الذين نشؤوا عاطفياً بعيداً عن أمهاتهم.

اقرأ أيضاً: مَن الأكثر سعادة الأب أم الأم؟ .. هذه الدراسة تجيب

ويُعتقد أنّ العلاقة القوية مع الأم تمنح الطفل إحساساً بالأمان، ممّا يسمح له باستكشاف العالم والثقة في حلّ المشكلات، وتميل الأمهات المتفانيات إلى مساعدة الأطفال في حلّ المشكلات، ومساعدتهم بشكل أكبر على تحقيق إمكاناتهم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية