من الفتاوى الدينية إلى تأليف الدراسات الغربية... هذا ما يفعله الحوثيون لتبرير سياساتهم

من الفتاوى الدينية إلى تأليف الدراسات الغربية... هذا ما يفعله الحوثيون لتبرير سياساتهم

من الفتاوى الدينية إلى تأليف الدراسات الغربية... هذا ما يفعله الحوثيون لتبرير سياساتهم


25/07/2023

تواصل ميليشيات الحوثي تكثيف ضغوطاتها وتجاوزاتها بحق النساء بذريعة المحافظة على الأخلاق والقيم والثقافة الإيمانية، وقد أقدمت في آخر ممارساتها على تلفيق دراسات غربية لتبرير القرار التعسفي بمنع الاختلاط في الجامعات، وسوق الاتهامات المسيئة للمرأة اليمنية التي تشهد أسوأ مراحل حياتها في ظل السيطرة الحوثية.

واستنكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن ما اعتبروه إساءة الحوثيين لليمنيات خلال تبريرهم فصل الطالبات عن الطلاب بالجامعات، مدّعين أنّ هذا الاختلاط هو السبب الرئيسي للاغتصاب والتحرش الجنسي.

أقدمت في آخر ممارساتها على تلفيق دراسات غربية لتبرير القرار التعسفي بمنع الاختلاط في الجامعات وسوق الاتهامات المسيئة للمرأة اليمنية

جاء ذلك على خلفية تحقيق نشرته صحيفة (الثورة) التابعة للحوثيين عن "قضية الاختلاط في الجامعات"، ادعت أنّه يستند إلى دراسة غربية، دون أن تذكر مصدر هذه الدراسة التي جاء فيها، وفق الصحيفة، أنّ "الجامعات المختلطة بؤرة للاغتصاب والتحرش الجنسي، وأنّ العديد من الطالبات تعرضن للاغتصاب من قبل زملائهن".

الصحيفة الحوثية زعمت أنّ الدراسة الغربية تقول: إنّ "جامعة هارفارد بؤرة للاغتصاب" بسبب الاختلاط، وأنّ النخبة يسجلون أبناءهم في جامعات غير مختلطة (غير معروف أين هذه النخبة، وأين هي الجامعات غير المختلطة).

يتحكم الحوثيون في عملية التعليم الجامعي عن طريق كيان نقابي قرّر نظام دراسة مختلفاً عن النظام المعمول به منذ إنشاء الجامعة في العام 1970

على إثر ذلك، شنّ عدد من الناشطين اليمنيين، بمن فيهم الموالون للحوثي، هجوماً كبيراً على قرار منع الاختلاط في الجامعة، ودشنوا هاشتاغ #الحوثي_يسيء_لليمنيات، مؤكدين أنّ الحوثيين يسيئون للمرأة اليمنية بهذه الادعاءات. 

وقد أقرّت جماعة الحوثي فصل الطلاب عن الطالبات في كليّة الإعلام بجامعة صنعاء، الخاضعة لسيطرتها، وقسَّمت أيام الأسبوع مناصفة بين الجنسين، ممّا يعني تخفيض أيام الدراسة إلى (3) أيام، وقامت بدمج طلاب النظام العام مع الموازي، في خطوة تأتي قبيل أيام من بدء العام الدراسي في مناطق سيطرتها.

وتلقف اليمنيون هذا الخبر بسخرية واستياء، ووجّه حقوقيون اتهامات جماعة الحوثي بانتهاك القوانين، التي تمنع التمييز بين الجنسين، وقالوا إنّ مثل هذا القرار يهدف إلى نسف ما تبقَّى من العملية التعليمية في الجامعات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

منذ بدء الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي يتناقص عدد الطلاب الملتحقين بالجامعات والمدارس في مناطق سيطرتها، لأسباب عدَّة بينها تدهور التعليم

ويتحكم الحوثيون في عملية التعليم الجامعي عن طريق كيان نقابي قرّر نظام دراسة مختلفاً عن النظام المعمول به منذ إنشاء الجامعة في العام 1970.

وكان محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين قد اقترح أن يحضر الآباء وأولياء الأمور إلى الجامعات للتوقيع على وثيقة "يختارون فيها الطلاب الذين يختلطون مع بناتهم"، في تصريحات صادمة مثلت للكثيرين تطاولاً على أعراض اليمنيين.

ومنذ بدء الحرب، التي أشعلتها جماعة الحوثي يتناقص عدد الطلاب الملتحقين بالجامعات والمدارس في مناطق سيطرتها، لأسباب عدَّة؛ بينها تدهور التعليم، وهجرة الأكاديميين، وتحوّل المؤسسات التعليمية إلى منصات لنشر الطائفية ومعسكرات للتجنيد، إلى جانب انتشار البطالة، حيث سجَّلت الأعوام الـ (3) الأخيرة أرقاماً صادمة في بعض الكليات والمدارس؛ لدرجة أنّ بعض الأقسام الجامعية مرّت دون تسجيل أيّ طالب، خصوصاً في كليّتي التربية والآداب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية